ابحث عن أي موضوع يهمك
معروف عن نسبة الرطوبة أنها تختلف فيما بين مناطق سطح الأرض وفقًا لقربها وبعدها عن المسطحات المائية، وعلى وجه التحديد الكبيرة منها مثل المحيطات والبحار، وفيما يتعلق بما إذا كانت نسبة الرطوبة مرتفعة بالمناطق الداخلية فهي (عبارة خاطئة)، لأنه لكي ترتفع نسبة الرطوبة لا بد من ازدياد نسبة بخار الماء بالهواء.
وتلك الزيادة من غير الممكن أن تحدث بالمناطق الداخلية لعدم احتوائها على مسطحات مائية ينتج عنها البخار في حالة ارتفاع درجة الحرارة، أما الصحيح هنا فهو أن نسبة الرطبة ترتفع بالمناطق الساحلية، إذ يترتب على ارتفاع درجات الحرارة تبخر الماء، وهوما يزداد معه نسبة البخار بالهواء، ومن ثم تحدث الزيادة في نسبة الرطوبة.
يشير مصطلح الرطوبة إلى مدى نسبة ما يوجد من ماء وغيره من السوائل في الجسم، دون النظر إلى حالة ذلك الجسم سواء كان صلبًا، سائلًا، أو غازيًا، أما فيما يتعلق برطوبة الهواء فيقصد بها كمية الماء الموجود داخل وحدة الحجم لغازات الهواء، ويتم قياسها بجرام ماء لكل م³، وتحسب درجة الرطوبة رياضيًا عبر المعادلة التالية (حاصل قسمة كمية بخار ماء عند درجة حرارة ما على مقدار التشبع بالبخار عند درجة الحرارة نفسها مضروب في 100)، وبالتالي نتوصل إلى أن مقدار بخار الماء هو المقدار الموجود بالهواء، وهو ما يتعلق بدرجة الحرارة والضغط.
أما عن الرطوبة النسبية فهي كمية ما يوجد بالهواء من بخار ماء، والتي يتم التعبير عنها بالنسبة المئوية لأقصى مقدار حمل للهواء من بخار الماء في هذه الحرارة المئوية، التي تم قياس الرطوبة بها، وفي مثال على ذلك يمكن أن يحمل الهواء ما يصل إلى 2.2 جرام من بخار الماء، وذلك لكل متر مكعب بدرجة حرارة 10 تحت الصفر، وإن وجدنا في تلك الحرارة ما يصل إلى 1.1 جرام من بخار الماء لكل متر مكعب، فسوف يكون من اليسير القول أن معدل الرطوبة بالجو تصل نسبتها إلى خمسين بالمئة.
يمكن قياس معدل الرطوبة بالهواء بواسطة جهاز معروف باسم (السايكروميتر : psychrometer)، أو الهايجروميتر (hygrometer)، والذي يعتمد على حساسين من حساسات الحرارة واحد منهما يقيس الحرارة الرطبة، والآخر يقيس الحرارة الجافة، إذ يتضمن حساس الحرارة الرطب على مقدار من الماء بقاعدته لتتبخر ثم يمتص الجهاز الحرارة التي تؤدي لتقليص الحرارة، ولكي يكون من الممكن قياس درجة الرطوبة النسبية يجب أخذ قراءتين لكل من الحساسين (الرطب والجاف)، والحصول على فرق بينهم، وجهاز السايكروميتر يكون معلق بالهواء الطلق إلى أن تثبت وتسجل قراءته.
يصل حد تأثير الرطوبة لجميع الكائنات الحية على سطح الأرض إلى حد التأثير على مدى نمو الحيوانات والنباتات، حيث إنه يعتمد بتخلصه من الحرارة الزائدة على العملية الطبيعية للتعرق، ولكن عبر التعرض لبيئات الرطوبة العالية فإن معدل ونسبة تبخر العرق ينخفض، إذ أن معدل ضغط الدم يعتمد على مقدار تخلص الجسم من الحرارة الزائدة بداخله منة خلال التعرق، وهو ما يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم (hyperthermia)، كما ويتركز معظم الدم عند سطح الجسم الخارجي، وتقل تروية الأعضاء الداخلية مثل الدماغ، وهو ما يترتب عليه الشعور بالتعب والإعياء، كما وقد يصل تأثير الرطوبة للمعدات الصناعية والأجهزة الإلكترونية، وما إلى نحو ذلك.
تتراوح نسبة الرطوبة الطبيعية بالمنازل من الداخل ما بين ثلاثين إلى خمسين بالمئة، وحين ترتفع نسبة الرطوبة عن ذلك المعدل يعاني الإنسان من الكثير من الضيق والانزعاج، ولا يتوقف الأمر على ذلك ولكن تأثيرها السلبي يمتد إلى صحة الإنسان من خلال ما تسببه من مشاكل صحية كثيرة، منها: