الإجابة هي نعم ولكن الجدير بالذكر هو أن يوم عاشوراء عند المسلمين مُختلف تماماً عن يوم عاشوراء عند اليهود.
أن اليهود لا يصومون يوم العاشر من شهر محرّم ولا يعرفونه.
لم يُفرض عليهم من الصيام إلا في يوم عاشوراء لديهم للتكفير عن الذنوب والخطايا.
أن اليهود يعتبرون يوم عاشوراء من الأيام المقدسة لديهم ومن بعده ما يسمى بعيد الفصح وهو عيد للاحتفال والفسح والخروج.
عند اليهود في التاريخ العبري هو اليوم العاشر من شهر (تشرى) ويطلقون عليه يوم (عاشور) أو يوم (كيبور) بمعني (يوم الغفران أو يوم الكفارة).
يوم الغفران هو يوم الصيام ومع ذلك فهو عيد وهو أهم الأيام المقدَّسة عند بني إسرائيل على الإطلاق.
هو اليوم الأخير من أيام التكفير أو أيام التوبة العشرة بدايةً من عيد رأس السنة وتنتهي في يوم الغفران ولذلك يطلَقون عليه (سبت الإسبات).
كيفية صيام اليهود عاشوراء
يعتبره بني إسرائيل أنه يوم لحساب النفس والندم على ما يفعله المؤمن منهم من خطايا والتكفير عنها ليس بالصيام فقط بل عن طريق تقديم الأموال والذبائح والصلوات وردّ الحقوق إلى أهلها وطلب السماح ممن يعتدون عليهم.
يبدأ اليهود الصيام في يوم عاشوراء لديهم بالانقطاع عن تناول الطعام أو الشراب وحتى العمل والابتعاد عن كل شيء والتفرغ التام للعبادة فقط لمدة يوم كامل وتحديداً في فترة صيام أكثر من (24 ساعة).
ابتداء من قبل غروب الشمس (يوم 9 تشري) بحوالي نصف ساعة ويستمر الصيام متواصل لا ينقطع حتى اليوم التالي بعد غروب الشمس (يوم 10 تشري) بحوالي نصف ساعة.
سبب صيام يوم عاشوراء عند اليهود
لا توجد في تشريعات اليهود فريضة الصيام إلا في هذا اليوم فقط وهو الصيام الوحيد الذي لم يأتي غيره في التشريع الموسوي المعروف بصيام يوم الغفران (يوم عاشور).
أن اليهود لا يصومون في نفس اليوم الذي نجَّى الله سبحانه وتعالى فيه النبي موسى عليه السلام وبني إسرائيل من بطش فرعون ولكنهم يصومون في يوم الكفارة والغفران (كيبور).
اليهود يصومونه للاستغفار وطلب العفو والمغفرة وللتكفير عما اقترفوه من ذنوب لعاماً فات كما توضح ذلك نصوص العهد القديم لديهم ومنها ما جاء في لاويين 16: (وَتَكُونُ هذِهِ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُمْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ. فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى).
يطلق عليه اسم يوم التطهير أو الكفارة ويعتبر بمناسبة عودة النبي موسى عليه السلام معه الألواح والعفو عنهم بعدما كانوا يعبدون العجل.
الاحتفال بذكرى نجاة النبي موسى عند اليهود
يوم احتفال اليهود بذكرى نجاة النبي موسى عليه السلام ومعه بني إسرائيل وخروجهم من مصر وغرق فرعون وقومه وجنوده فهو اليوم الثامن والأخير من أيام الاحتفال بعيد الفصح عند اليهود في الحادي والعشرين من شهر نيسان وهو أول الشهور في سنتهم الدينية.
كلمة (فِصَحْ) تعني الفسح أو الخروج والبهجة والفرح.
تبدأ الاحتفالات بعيد الفصح عند اليهود (عيد الربيع) في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان (أبريل) أول شهور الربيع ويمتد الاحتفال لمدة سبعة أيام من بعد يوم العيد نفسه.
ينتهي الاحتفال في اليوم الحادي والعشرين من الشهر وهو اليوم الذي ذكرته التوراة أن فيه الله أغرق فرعون وجنوده ونجا النبي موسى عليه السلام وبني إسرائيل وساعدهم على الخروج من مصر.
عيد الفصح والأيام السبعة التالية له ليست أيام صيام عند بني إسرائيل بل هي أيام بهجة وفرح وزيادة في المأكل والمشرب.
في الشريعة اليهودية تحدد اليوم الأول واليوم الآخير من أيام العيد هما يومي عطلة وتم حظر القيام بأي عمل فيهما، أما الأيام الخمسة بينهما يفضل فيها الاستراحة بدون حظر العمل.
ما هو الفرق بين عاشوراء عند المسلمين وعند اليهود
أكدت العديد من المصادر على أهمية وقدسية يوم عاشوراء عند اليهود وعلى أنه يوم الصيام الوحيد في معتقداتهم ولكن
يُعتبر اسم يوم عاشوراء له نفس التسمية عند اليهود ولكنه ليس في نفس اليوم عند المسلمين.
يوم (عاشوراء) عند المسلمين في العاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية.
يوم (عاشور) عند اليهود في العاشر من شهر (تشري) في التاريخ العبري.
وفقا لمقارنة بين التقاويم الهجرية والعبرية لم يحدث أبدا في التاريخ أنه وافق يوم العاشر من محرم مع اليوم العاشر من تشري.
فضل صيام يوم عاشوراء
يوم عاشوراء عند المسلمين وصيامه سُنةً عن النبي الكريم رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).
الصيام له العديد من الفوائد الصحية وله أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.
هل المسيحين يصومون عاشوراء
أن المسيحين لا يوجد لديهم يوم عاشوراء ولا علاقة لهم بفصح اليهود ولا بعاشوراء عند المسلمين وهم لا يصومون إلا قبل عيد الفصح في المسيحية.
يبدأ عيد الفصح لدي المسيحية في الفترة من 4 إبريل وحتى 8 مايو ويسبقه الصيام لمدة 55 يوما وفي الثلاثةِ أيام الأخيرة قبل القيامة والفصح يمتنع البعض عن الأكل والشرب تماماً كنوعٍ من التضامن ومشاركةِ آلام السيّد المسيح وفي اليوم الثالث تبدأ أيام عيد الفصح بالفطار والسعادة والسرور.
ظلّ المسيحيّون الأوائل يحتفلون بعيد الفصح المسيحي تزامنا مع عيد الفصح اليهودي وذلك لأنهم يزعمون أن يوم الأحد المباشر لعيد الفصح عند اليهود هو قيامة السيد المسيح عندهم من الموت.
يُقال إن الإمبراطور (قسطنطين) قام بالدعوةِ لمجمع نيقية الكنسي عام 325م وقد تم فيه اعتماد أن يكون عيد الفصح المسيحي في يوم الأحد الذي يلي 14 من الشهر القمري ويوم 21 مارس من الشهر الشمسي في وقت التعادل الربيعي.
هكذا انفصل الفصح المسيحي عن الفصح اليهودي وتم تحديد عيد الفصح بين 22 مارس وحتى 25 إبريل في الكنائس الغربيّة المتبعة للتقويم الگريگوري.