يتساءل البعض عما إذا كان وجود الديناصورات حقيقة أم أنه مجرد خيال وأساطير، خاصةً وأن جميع من يعيش من الناس على الأرض اليوم لم ير الديناصورات مطلقًا، ولكن وجود الديناصورات حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها، حيث عاشت على الأرض لما يزيد عن مئة خمسة وستين مليون عام قبل انقراضها بنهايات العصر الطباشيري، والتي تعتبر فترة طويلة عند مقارنتها بعمر الأرض، من الحقائق المدهشة حول الديناصورات أن ما تم اكتشافه حتى الآن من أعدادها بلغ حوالي سبعمئة نوع مختلف أو أكثر من ذلك، وقد حدث انقراض الديناصورات بشكل جماعي نتيجة تعرضها لظروف مدمرة.
ما هي الديناصورات
الديناصور نوع من الحيوانات كان يعيش في مجموعات، وينتمي إلى الزواحف التي انقرضت في العصر الترياسي، وقد عاشت على كوكب الأرض خلال الفترة الممتدة بالتاريخ القديم ما بين مئتي ثلاثة وثلاثين إلى مئتي ثلاثة وأربعين مليون عام، خلال العصرين الطباشيري والجوراسي، ويوجد منها أنواع كثيرة تختلف ما بين البرية أو الطائرة، ولكن جميع الديناصورات من الكائنات الفقارية، وهي ليست من الثدييات حيث تتكاثر من خلال وضع البيض، وتعتبر الكائنات الحية الأكبر على الإطلاق من حيث الحجم، والتي أحيانًا ما يصل طولها لتسعة وثلاثين متراً، وارتفاع ثمانية عشر متراً، كما وتم العثور على أنواع ديناصورات صغيرة الحجم لا يتعدى طولها النصف متر.
دلائل وجود الديناصورات
يوجد الكثير من البراهين والأدلة التي تثبت أن وجود الديناصورات حقيقة وليس خيالاً، ومن بينها ما يلي:
أحافير الديناصورات
تنتشر أغلب أحافير الديناصورات بالأماكن والمناطق الصحراوية، وتعتبر تلك المناطق هي الأكثر ملاءمة لبحث علماء الآثار عن الأحافير نتيجة عدة وجود أي غطاء نباتي يعيق عمليات التنقيب، وكل ما ينبغي عليهم القيام به هو البحث حول الصخور الرسوبية بعمر يحتمل وجود حيوانات الديناصور التي عاشت وماتت حين تكون طبقاتها، وقد تم العثور على تلك الأحافير في مختلف القارات، ولكن بعض المناطق تعتبر متحفاً لأحافير الديناصورات ومنها:
الصين.
غرب أمريكا الشمالية.
جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتمثل أهمية العثور على أحافير الديناصورات للمقدرة بالتعرف على حجم وشكل الديناصورات على وجه الدقة، ومنها التعرف على شكل أسنانها وهيكلها العظمي، حيث إن جميع ما تم التوصل إليه من معلومات حاليًا يرجع إلى الأحافير التي دلت على وجود الديناصورات قبل انقراضها، ولولا تلك الأحافير لظلت علامات نشاط الديناصورات مجرد أساطير وخيال.
علامات نشاط الديناصورات
هناك بعض العلامات التي تم اكتشافها تدل على وجود الديناصورات فيما مضى، ومن بين تلك العلامات نذكر ما يلي:
طبعات الجلد.
الأعشاش والبيوض.
الجماجم التي تشير إلى مراحل النمو.
الريش الدال على وجود نوع الديناصورات الطائرة.
آثار الأقدام التي تعد هي الطريقة التي يمكن من خلالها تحديد نوع الديناصور وارتفاعه.
ما كان يحفره الديناصورات من ممرات خلال سيره، هو دليل على وجود ديناصورات غير طائرة.
الأسنان الدالة على كيفية أكل الديناصور للاكتشاف ما إذا كانت آكلة لحوم أم أنها غير كذلك.
هل كان يوجد بشر في عصر الديناصورات
ثبت أنه لم يكن هناك أي بشر تعيش في عصر الديناصورات، حيث مضى على انقراض جميع الديناصورات قبل ظهور الإنسان على وجه الأرض ملايين السنين، وقد تم تقدير الفترة الفاصلة ما بين انقراض الديناصورات وظهور البشر بما يصل إلى خمسة وستين مليون عام، وهو ما ينفي أن كان هناك أي التقاء قد حدث بين الإنسان والديناصور، في حين أن الثدييات كانت موجودة آنذاك وفق ما توفر من دلائل، وهناك اعتقاد أن هناك أصولاً لبعض الطيور ينحدر عن فصيلة الديناصور، وهي أكثر تطورًا مقارنةً بها.
كيف انقرضت الديناصورات
أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية التي تم إجراؤها حتى الآن أن انقراض الديناصورات يعود إلى ما يقرب من الستة وستين مليون عام، وهو ما يتزامن مع انتهاء العصر الطباشيري، وتقدر الفترة التي استمر بها عيش الديناصورات على الأرض حوالي مئة خمسة وستين مليون عام، في حين أن فرضيات انقراض الديناصورات التي تم وضعها أتت على النحو التالي:
فرضية البراكين: تذهب تلك الفرضية إلى أن بركان ديكان في الهند هو الذي سمح بتدفق حمم بركانية وصلت إلى مليون متر مكعب، وقد كانت تلك الحمم كافية للقضاء على أي وجود حي.
فرضية ارتطام كويكب بالأرض: وهذه الفرضية تقول بحدوث ارتطام نتج عنه حفرة عظيمة ودمار شامل لكل ما يحيط بها، ولكن لا يعد ذلك هو السبب الوحيد الذي ترتب عليه القضاء على مختلف معالم الحياة، ولكن الانفجار وما حدث بعده من غازات ملأى المكان بالسموم هي ما كان السبب بالقضاء تدريجيًا على معالم الحياة.
أين كانت تعيش الديناصورات
كانت الديناصورات تعيش في جميع بقاع الأرض، وهو ما أتى وفق التحليلات والنتائج التي توصل إليها العلماء والتي دلت على وجود الديناصورات في جميع أصقاع الأرض، وفي مختلف عناصر الطبيعة من بر وجو وبحر، ولكن تم اكتشاف أماكن عيشها في المناطق التالية:
القارة القطبية الجنوبية: أثبتت الدراسات أن القارة القطبية الجنوبية كانت أكثرًا أمنًا ودفئًا لعيش ووجود بعض أنواع الديناصورات ومنها (ترينيصورا، جالاسيليصور، آنتاراكبيلتا، كريولوفصور).
أستراليا: تعتبر أستراليا هي المكان الأقل فيما يتعلق بتواجد الديناصورات وعيشها بها، حيث لم يعيش بها سوى أنواع محدودة من الديناصورات وهي (ماتابارصور، ريتوصور، أوسترالوفينتور، أوزرابتور، وكريولوفصور).
قارة آسيا: إن اكتشاف أماكن عيش الديناصورات في قارة آسيا يعود إلى العشرين سنة الماضية، حيث تم اكتشاف وجود عظام الديناصورات بالأجزاء الشرقية والوسطى منها، ومن أكثر أنواع الديناصورات شيوعًا التي تم اكتشاف بقاياها في آسيا ما يلي (ميكرورابتور، أوفيربتور، فيلوسيبيتور، مامينتشصور، سينوصوربيتريكس، ديلونج، دولفوصور).
قارة أفريقيا: وهي القارة التي ثبت حتى الآن أنها الأقل فيما يتعلق بتنوع الديناصورات بها، وهو ما يرجع إلى أن الأنواع الأكثر وحشية هي ما كانت تعيش بها ومنها (هيتيردوناصور، كاراكارودانوصور، سوشمينوس، أورانصور، إيكوصور، أردونيكس، أفرونوفينوتور، وسبينوصور).
قارة أوروبا: بالرغم من مدى التطور الذي توصل إليه علم الحفريات في قارة أوروبا إلا أن اكتشاف الديناصورات بها لازال قليل، ولم يتم اكتشاف سوى هذه الأنواع بها (كومبسوجناثوس، باريونيكس، سيتيوصوروس، بالور، يوروباصوروس، الأركيوبتركس).
أمريكا الجنوبية: بالرغم من أن اكتشاف الديناصورات في هذه القارة لا زال قليل، ولكن تم اكتشاف تواجد هذه الأنواع بها (تريسيراتوبس، أورنيثوميموس، داينونيكس، أنكيلوسورس، وريكس).
أمريكا الشمالية: تم اكتشاف عظام كثير للديناصورات في مناطق مختلفة منها، حيث تم إيجاد آثار للديناصورات في كل من (كاليفورنيا، نيويورك، المكسيك، كندا)، وتواجد بها هذه الأنواع من الديناصورات (تريسيراتوبس، أورنيثوميموس، داينونيكس، أنكيلوسورس، وريكس).
متاحف هياكل الديناصورات
قام العلماء بتخصيص متاحف تضم أهم ما تم اكتشافه بعالم الديناصورات، لكي يراها الناس، ويتمكن العلماء من دراستها حين الحاجة إلى ذلك، وفيما يلي نذكر أماكن تواجد أهم متاحف الديناصورات بالعالم:
متحف التاريخ الطبيعي (فيرن بانك): يقع المتحف في أتلانتا، ويقوم بعرض نماذج للديناصورات الأكبر حجمًا بالعالم.
متحف (جوراسيك لاند): يقع بتركيا في مدينة إسطنبول، ويعد بمثابة متحف تعليمي للأطفال.
متحف (ايزيكو): يقع بجنوب أفريقيا في كيب تاون، والذي يقوم بعرض ما تم اكتشافه من حفريات للديناصورات في قارة أفريقيا.
متحف (زيجونج) بالصين: وبه ثمانية عشر هيكلاً، وبقايا حفرية.
متحف (وايومينغ): يقع بالولايات المتحدة الأمريكية، وبه هيكل كامل لديناصور من نوع (اركيوبتريكس)، وهياكل عظمية أخرى لأنواع مختلفة من الديناصورات.
متحف (رويال تيرال): يقع في ألبرتا بكندا، وقد بلغ عدد ما يحتوي عليه من قطع مكتشفة حوالي مئة وثلاثين ألف قطعة، بالإضافة إلى ما يحتوي عليه من حديقة تصويرية ترجع بزوارها إلى العصر الطباشيري.
المتحف القومي للديناصورات: في كانبيرا بأستراليا، ويحتوي على هياكل ديناصورات مع مؤثرات صوتية تقربها كثيرًا من الواقع.
المعهد البلجيكي الملكي للعلوم الطبيعية في بروكسيل: والذي يضم قاعة استعراضية كبيرة جدًا تحكي تجارب عن عالم الديناصور مباشرة ثلاثية الأبعاد، وهياكل من نوع الايجوانودون، وهي ثاني الأنواع المفنّدة منذ سنة 1800.
متحف (Field Museum): في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وبه هيكل عظمي لأكبر ديناصور ينتمي إلى نوع التيرانوصور.
متحف (für Naturkunde): ببرلين في ألمانيا، ويحتوي على الكثير من العظام التي جمعت من تنزانيا بالقرن الماضي، ولكن أهم ما يوجد به هو هيكل أطول ديناصور في العالم من نوع براكيوسور.