ابحث عن أي موضوع يهمك
تزامناً مع الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم ترِد إلينا الكثير من التساؤلات والاستفسارات يشأن العديد من الأمور المتعلقة بالصيام والصائمين وصحة صيامهم في نهار رمضان ، وفي ظل الأجواء التي نعيش خلالها مُنذ ما يقرب ثلاثة سنوات بانتشار فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع من دول العالم، وحرص الدول على منح مواطنيها الجرعات الواقية من لقاح فيروس كورونا، تساءل الكثيرين حول هل الجرعة التنشيطية تفطر في نهار رمضان ؟ وهل تلقي لقاح كورونا يُفسد الصيام ؟ ، وهذا ما سنجيب عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
جاء في سياق حديث الشيخ السديس، وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن محمد السديس المعروف بالسديس ، وهو الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالإضافة إلى كونه إمام وخطيب بالحرم المكي الشريف بأن ( الجرعة التنشيطية من لقاح فيروس كورونا لا تُفطر الصائم في نهار رمضان ، وذلك لأنها عبارة عن علاج وليس مواد مُغذية للجسم، حيثُ يتم أخذ الجرعة التنشيطية من خلال إبرة في العضل ولا يتم أخذها في الوريد لذا فهي لا تصل إلى مجرى الدم، بينما الجُرعة التي تُفطر الصائم في نهار رمضان هي الجرعات المغذية التي يتم أخذها في الوريد مثل الفيتامينات، وذلك لأنها تصل إلى مجرى الدم ويتم استخدامها كبديل عن الطعام والشراب، لذا فإن الجرعات المغذية التي تؤخذ عبر الفم أو الوريد هي من الأمور المفسدة للصيام والمفطرة في نهار رمضان، ولا يجب تناولها إلا عقب الإفطار، أي ما بين صلاة المغرب وحتى أذان الفجر، وفي حال تم أخذ الجرعة المغذية في نهار رمضان يفسد الصيام ويكون على المرء القضاء عن هذا اليوم).
وفقاً لغالبية علماء الأمة الإسلامية في مختلف الدول العربية ودول العالم فإن شأن أخذ لقاح كورونا في نهار رمضان هو أمر غير مُطر للصائم ولا يفسد الصيام لذا لا حرج فيه على الإطلاق، وذلك لأن لقاح كورونا يندرج تحت بند الحقن العلاجية التي لا تُفسد صيام المسلم، وذلك لأنها ليست نوعاً من الطعام والشراب، ولا يُمكن دخوله للجسم من خلال منفذ معتاد للطعام والشراب مثل الفم أو الأنف.
وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي في المملكة العربية السعودية نص صريح على جواز تلقي لقاح فيروس كورونا في نهار رمضان ولا يوجد به حرج للصائم، وذلك ماء جاء في (فإن الحُقن العلاجيّة الجلديّة أو العضليّة أو الوريديّة، باستثناء السوائل والحقن المغذّية، ويجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان، ولا يجوز للصائم تعاطي حقن التغذية في نهار رمضان، لأنه في حكم تناول الطعام والشراب، وأما الإبر التي لا تغني عن الأكل والشرب مثل إبرتطعيم كورونا فإنها لا تفطر، سواءًا كانت في الوريد أو في الفخذ، أو في أي مكان آخر، فإبر التطعيم التي للعلاج لا تؤثر على الصيام، والذي يؤثر على الصيام حقن التغذية فقط، وعليه فمن أخذ جرعة لقاح كورونا في رمضان فإن صومه صحيح ولا يفسد بأخذ الجرعة).
أكد أمين عام الفتوى في دار الإفتاء المصرية الدكتور خالد عمران أن لقاح كورونا لا يُفطر الصائم في نهار رمضان وذلك في حديثه (لقاح كورونا، كشأن الأمصال واللقاحات والحقن تحقن في العضل، أو الوريد، لا تفطر الصائمَ إذا أخذها في أي موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البدنِ، وسواء كانت للتداوي أو التغذية أو التخدير، وذلك لأنَ شرط نقض الصوم أنْ يصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طبيعي مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، والمادة التي يُحقَن بها لا تَصِلُ إلى الجوف أصلًا، وإن وصلت فإنها لا تدخل مِن منفذ طبيعي مفتوحٍ ظاهر حسًّا، فوصولها إلى الجسم مِن طريق المَسام لا ينقض الصوم ).
وفي نطاق حُكم الوسائل العلاجية وتأثيرها على صيام المسلمين في نهار رمضان تساءل الكثيرين عن حُكم الحجامة وهل تفطر الصائم في نهار رمضان أم لا، فالحجامة هي إحدى الوسائل الطبية القديمة التي استخدمت مُنذ عقود طويلة في إخراج الدم الفاسد من الجسم للمداواة، وقد اختلف علماء المسلمين في حكم استخدام الحجامة خلال الصيام في نهار رمضان على النحو التالي:
جاء القول الأول لأهل العلم ممثلاً الشافعية، الحنفية، المالكية والذي تمثل في أن من يقوم بالحجامة والتداوي بها في نهار رمضان فإن صيامه صحيح ولا يفسد، وقد جاء دليلهم على هذا الأمر قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ ).
وقد جاء القول الثاني لأهل العلم ممثلاً لرأي مذهب الحنايلة، ابن باز، ابن تيمية، ابن عثيمين والذي قالوا فيه أن من يقوم بالحجامة في نهار رمضان يفسد صومه ويكون مفطراً وعليه القضاء، وقد جاء دليلهم على هذا لقول من السنة النبوية الشريفة حيث جاء في حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أتَى علَى رجلٍ بالبقيعِ وَهوَ يحتجمُ وَهوَ آخذٌ بيدي لثمانِ عشرةَ خلَت مِن رمضانَ فقالَ أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ ) ، حيثُ أن الحجامة يُسبب القيام بها ضعف شديد للجسم، لذا يكون الصائم في حاجة إلى عناية وتغذيه، وهو ما يُلحق به ضرراً في صيامه كذلك.