ابحث عن أي موضوع يهمك
يتساءل الكثير من أبنا الأمة الإسلامية عن مدى شرعية التاتو المؤقت للرجال، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه لا يجوز للرجال التاتو المؤقت أو الدائم، ويقصد بالتاتو أنه رسم مؤقت يوضع الصبغ على طبقة الجلد، ومن ثم يأخذ حكم لخصاب بالحناء.
ومن الجدير بالذكر أن التاتو يختلف عن الوشم حيث يعد الأخير هو حشو للصباغ تحت الجلد، ويمكن أن يكون حشواً مؤقتاً أو دائماً، ومن ثم يكون الوشم محرم بشكل نهائي للرجال.
ويجب ان ننوه أن التاتو أي صبغ طبقة الجلد يكون جائز للنساء في شروط محددة، ولكنه محرما على الرجال، وتكون الشروط المحددة للمرأة في رسم التاتو أن يكون بمواد طاهرة، ولا يظهر لغير الزوج، ومن الجدير بالذكر أن مذهبي الحنيفة والمالكية قد حرموا وبشدة رسم الرجال للتاتو، حيث أوضح الدين الإسلامي أن التاتو هو خصاب اليدين والرجلين بالحناء تكون من زينة النساء، ومن ثم فهو غير جائز للرجال، والدليل على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف، حيث روت السيدة عائشة رضى الله عنها، ” أومأَتِ امرأةٌ مِن وراءِ سِترٍ بيدِها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقبضَ يدَهُ ، وقالَ : ما أَدري أيدُ رجلٍ أو يدُ امرأةٍ ؟ قالَت : بل امرأةٍ قالَ : لو كنتِ امرأةً لغيَّرتِ أظفارَكِ بالحنَّاءِ”
اجمع أهل العلم أنه لا يجوز التاتو المؤقت بالليزر، ويرجع السبب في ذلك إلى أنه يندرج في عموم الحديث الذي لعن الله فيه الواشمة والمستوشمة، حيث يعمل هذا الأمر إلى إحداث تغيير في خلق الله، وبم يفرق التحذير بين كلا من الوشم المؤقت والدائم وبين طرق الوشم المستخدمة في ذلك سواء أكان بالإبرة أو بالليزر، كما يعد محرما سواء أكان بالمواد الصبغية أو بالحناء.
ذكرنا فيما سبق أن التاتو بجميع وسائله وأدواته من الأمور المحرمة شرعا، حيث يقصد بالوشم من أهل العلم أنه الغرز بالإبرة تحت طبقة الجلد، مع حشوه بصباغ أو أي مادة أخرى، بحيث يتم تغيير لوون الجلد، ومن الجدير بالذكر أن الوشم يعد من الكبائر، ومن ثم يقع صاحبه في ذنب كبير ويعرض نفسه للعنة من الله سبحانه وتعالى.
يعد التاتو من الأمور التي حرمها الدين الإسلامي، حيث يعد من قائمة الوشم كونه يُرسم بشكل دائم، ولكن في حالة كونه كالحناء أي يكون مجرد لون على الطبقة السطحية للجلد، فبذلك يعد جائز ولا يمنع الوضوء.
أما الوشم التي يتم غرز الإبرة تحت الجلد وتتجانس المادة الصبغية أو الكيميائية مع الدم، فيكون مكان الوشم في هذه الحالة متجنس؛ حيث يكون الدم قد انحبس في هذا الموضع.
ويجب أن ننوه أن أهل العلم اجمعوا على ضرورة إزالته حتى بجرح النفس، إلا أن خاف الإنسان تلفا أو ضررا، ومن ثم يتضح لنا أن الوشم في جميع حالاته وبجميع وسائله يمنع الوضوء، بسبب عدم وصول الماء إلى البشرة.
وفي حالة عدم قدرة الفرد على إزالته فيقوم بالوضوء على الأجزاء التي لا يوجد بها وشم، ويتيمم عند موضع الوشم، ومن الجدير بالذكر أنه في حالة قدرة الفرد على إزالة هذا الوشم ولكنه لم يفعل ذلك تكون صلاته غير صحيحة.
يود الكثير من رجال الأمة الإسلامية ولاسيما فئة الشباب منهم التعرف على الحكم الشرعي في الوشم الدائم، ومن ثم تكمن الإجابة في أن أهل العلم اجمعوا على تحريمه، بوجود الثلاثة صور المجملة له، حيث يوجد منه الطريقة التقليدية التي تتم عن طريق غرز الإبرة بالجلد وإسالة الدم، ثم البدء في حشو المكان بالكحول أو مادة صبغية.
بينما تأتي الطريقة الثانية له عن طريق الاستعانة ببعض المواد الكيميائية أو الخضوع إلى العمليات الجراحية التي تهدف إلى تغيير لون الجلد سواء تغيير جزئي أو تغيير كلي.
لتكون الطريقة الثالثة له وهو طريقة الوشم المؤقت الذي يدوم إلى وقت طويل، ويأتي رأي النووي رحمه الله في الوشم كما يلي:
“الواشمة فاعلة الوشم ، وهى أن تغرز إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف أو المعصم أو الشفة أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل الدم ثم تحشو ذلك الموضع بالكحل أو النورة فيخضر وقد يفعل ذلك بدارات ونقوش وقد تكثره وقد تقلله وفاعلة هذا واشمة ، والمفعول بها موشومة ، فإن طلبت فعل ذلك بها فهي مستوشمة وهو حرام على الفاعلة والمفعول بها باختيارها والطالبة له” انتهى .
ذكرنا فيما سبق أن الحكم الشرعي للوشم هو تحريمه في جميع الحالات سواء أكان مؤقت أم دائم، وكل ما يأتي في قائمة الوشم يعد من الأمور التي حمها الله سبحانه وتعال، حيث حرم عز وجل الواشمة والمستوشمة، ومن ثم لا يجوز الخضوع للوشم بأي طريقة من طرقه حيث سواء أكانت من خلال الحقن أو استخدام المواد الكيميائية.
اجمع بعض أهل العلم أن الأصل في جواز التاتو أو ما يشابهه، هو التوقف على مدته طويلة أم مؤقتة، ففي حالة كان التاتو مؤقت وكانت المادة التي يُرسم بها لا تصل إلى ما تحت طبقة جلد الإنسان ولا تلحق به الضرر، ولا يكون الغرض منها محاكاة الكفار والتشبيه بالنساء، أو الفجر، كما يشترط في جواز التاتو عدة عوامل تتمثل في ” أنه لا يترتب عليه منظور شرعي” بمعنى أن ينظر إلى ما لا يجوز نطره، أو أن يرسم أراوح أو رموز محرمة، يكون في حالة تطبيق كافة الشروط جائز للرجل التزين به.
ولكن بنصح أهل العلم بعدم الخضوع إلى تلك الأمور حتى يُحافظ الرجل على مروءته، حيث تعد زينة الرجل في أخلاقه الحميدة وعمله الصالح.
تعد الحناء من الأصباغ المعروفة والزينة المؤقتة التي تعمل على تغيير لون الجلد، ولكن يتم تغيير لون الجلد دون الحاجة إلى حشو أسفل هذه الطبقة، وبذلك تكون الحناء ظاهرة على سطح الجلد، ومن الجدير بالذكر أنها من وسائل الزينة التي يبيح بها الإسلام.
بينما يعد الوشم عبارة عن تغيير لون الجلد عن طريق إدخال إبرة في الجلد أو ليزر، حتى يتم خروج الدم من الجلد، ومن الممكن أن يتم دون خروج دم، بعد ذلك يتم حشو هذا المكان بالمواد الكيميائية أو بمواد صبغية ملونة، ومن ثم يتم تغيير لون الجلد الطبيعي.
اخصاب بالحناء يكون عبارة عن رسومات ونقوشات وألوان يتم إزالتها بشكل تلقائي بعد مدة قصيرة، بينما الوشم يوجد منه ما هو دائم ومنه ما يوجد مؤقت يزول في خلال فترة من سنة إلى سنتين.
تحرم الشريعة الإسلامية أمر الوشم، حيث أثبتت الدراسات العلمية التي أُجريت على هذا الموضوع أنه يسبب أضرار كبير على جسد الفرد، حيث يكون الرفد عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية الجلدية والصدفية، علاوة على تلوث وتسمم الدم، حيث يكون الوشم بمثابة حقن للسموم التي تكون غير آدمية للاستخدام على الجسم البشري، ومن ثم يحرمه الإسلام حفاظا على صحة المسلم.