ابحث عن أي موضوع يهمك
هل الأغاني تبطل الصيام ابن باز ؟ ، يُعد السؤال السابق أحد أبرز الأسئلة التي ترد إلى ذهن المسلم خلال شهر رمضان المبارك، وهو شهر الطاعات والرحمات الذي يحرص فيه المسلمون على أداء الأعمال الصالحة وتجنب المعاصي حتى يُكفر الله عنهم أخطائهم ويغفر لهم ذنوبهم، كما أن لشهر رمضان المبارك حُرمة وقدسية خاصة يجب احترامها وعدم المساس بها بأداء أي من المعاصي، لذا يتساءل البعض عن حُكم سماع الأغاني في شهر رمضان وأبرز مُفسدات الصيام وذلك ما سنعرضه لكم بالتفصيل في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
أفتى الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ بأن الاستماع للأغاني خلال شهر رمضان المبارك أو غيره من الأوقات هو أمر محرم بشكل قاطع، فالاستماع للأغاني حرام إلا أنه لا يُفسد الصيام، وذلك لأن العزف والغناء من الأشياء التي تذهب بالمسلم إلى ما هو أشد خطورة وإثماً على دينه، وقد استند ابن باز في فتواه على قول الله تعالى بالقرآن الكريم في سورة لقمان: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
فالموسيقى والعزف والأغنيات من الأمور التي قد تقود المسلم إلى العديد من الفتن والمعاصي العظيمة مثل ترك الصلاة، شرب الخمر، الزنا والعياذ بالله، لذا فيجب على المسلم الذي يداوم على الاستماع للأغاني التوبة إلى الله تعالى والتكفير عن ذنوبه بالإكثار من الدعاء والاستغفار، ويكون للاستماع للأغنيات خلال شهر رمضان أثم كبير مضاعف فلا يجوز للمسلم تضييع وقت الشهر الفضيل في اللهو والعبث، بل عليه بتقوية إيمانه من خلال الطاعات والأعمال الصالحة، واتباع نهج النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصحابة الكرام في مثل هذا الوقت الفضيل من العام.
قد جاء بيان حُكم الاستماع للأغاني بشكل عام في الإسلام بأنها من الأمور المحرمة، فقد حرم جميع أهل العلم والدين الموسيقى والمعازف والأغاني، وذلك لما ورد فيها من أدلة للتحريم في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة، فالأغاني ومثلها تلهي المرء المسلم عن عبادة الله ـ عز وجل ـ وذكره، ومنها بعض الأغنيات التي تدعو المسلم للمعاصي والذنوب والكبائر، كما تجذب الأغنيات الشياطين لذا فقد قال عنها خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ “لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ”.
حيثُ اقترنت المعازف أي الأغنيات والموسيقى عند نبي الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكبائر الذنوب مثل ارتداء الرجال للحرير والزنا وشُرب الخمر مما يعبر عن شدة تحريمها في الدين، وأنها من المعاصي العظيمة، لذا من الأفضل للمسلم اغتنام وقته في الطاعات وذكر الله والابتعاد عن الذنوب حتى يلقى ربه بقلب طهور ، فلا يدري المرء متى يلقى ربه وبأي أرض سوف يموت، وقد جاءت أقوال أهل العلم في حُكم الاستماع للأغاني على النحو الآتي، فقد قال القاسم ـ رحمه الله ـ (الغناء من الباطل)، كما أكد الشيخ ابن تيمية ـ رخنه الله ـ أن المذاهب الفقهية الأربعة ذهبت إلى أن آلات اللهو كلها حرام، وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري أن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخبرهم أنه سيكون من أمته أناس يستحلون الحرّ والحرير والمعازف والخمر، كما ذكر أنهم يمسخون الخنازير والقردة، ولم يذكر أي من أتباع الأمة أن آلات اللهو محل نزاع، بل هي محرمة على الإطلاق.
إن الاستماع إلى المعازف وغيرها من الأغنيات والموسيقى من الأمور المحرمة في المطلق، والتي قال العلماء بعدم جوازها مطلقاً في شهر رمضان أو غيره من شهور العام، إلا أنها تكون مكروهة أكثر عند سماعها في شهر الطاعات والعبادات والابتعاد عن المحرمات ، الذي يكون على المسلم الاجتهاد فيه واغتنام أوقاته في أداء الأعمال الصالحة وأداء ما ينفعه ويفيده في دنيته وأخرته والابتعاد عما يُمكنه جذبه إلى المعاصي والكبائر، لذا فإن الاستماع إلى الأغنيات بعد الإفطار أو عقب أداء صلاة التراويح لا يُغير من الأمر شيئاً فالاستماع للأغاني مُحرم في جميع الأوقات وفي أي حال.
كما سبق الذكر فإن الاستماع للأغاني من الأمور المحرمة على الإطلاق، لذا فهي محرمة في نهار رمضان وقد تنتقص من أجر الصائم، إلا أنها لا تفسد صومه لكونها ليست من المفطرات مثل الطعام والشراب والجماع، إلا أنه من الواجب على المسلم تحري ما قد ينتقص من أجر صومه والابتعاد عنه في سبيل الله، وذلك حتى ينال الثواب العظيم، فالصيام أمر مقرون بالتقوى والحكمة العليا منه هي تقوى المسلم وابتعاده عن كل ما يُغضب الله عز وجل .
إن حُكم الاستماع للاغاني في ليل رمضان لا يختلف أبداً عن حُكم الاستماع إليها في نهار رمضان أو بعد الإفطار، فهي من الأمور المحرمة على الإطلاق بشكل عام، والتي أكد أغلبية الفقهاء على حرمتها، لذا على المسلم تحري ما حرمه الله ـ عز وجل ـ والابتعاد عنه طوال الوقت سواء في شهر رمضان أو غيره من الأوقات.
ورّد عن أهل العلم والدين وجود سبعة مفسدات رئيسية للصوم، والتي يكون على المسلمين اجتنابها والابتعاد عنها تماماً حفاظاً على صحة الصوم، والتي تتمثل في:
أورد الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ عدداً من الأمور التي لا تُفسد صيام المسلم بإذن الله تعالى، والتي يجب على المسلمين معرفتها للتأكد من كمال صومه وصحته، وقد جاءت هذه الأمور على النحو الآتي: