مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

بواسطة: نشر في: 16 فبراير، 2022
مخزن

بدأت نظرية الانتشار الثقافي في الظهور والإلمام بها من واقع طبيعة الإنسان الاجتماعية، وهو الأمر الذي جعل عدد ليس بقليل يتساءل بشأن المقصود بهذه النظرية وما المبادئ والفكرة التي قامت عليها النظرية، كما تنتشر التساؤلات بشأن مؤسس ومكتشف النظرية، ومن هذا المنطلق نسلط الضوء عبر موقع مخزن للإجابة على سؤال ما هي نظرية الانتشار الثقافي عبر الفقرات التالية فيما يلي.

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

تعني نظرية الانتشار الثقافي انتقال العادات والثقافات المتنوعة من مكان لآخر يخالفه في هذه العادات والتقاليد وما تورثه للأجيال المتنوعة، وبدأت هذه النظرية في الانتشار بوضوح بالمجتمعات الشرقية التي بدأت في تقليد الثاقفات والعادات الغربية في مختلف أمور حياتها، معتمدة على العولمة وراغبة في التطور الحضاري.

  • تعتبر هذه النظرية من النظريات الأساسية في علم النفس الاجتماعي، وتم تأسيس هذه النظرية على يد العالم ألفريد كوبر، وأشار إلى أهمية تطبيقها في العديد من المجتمعات، وهذا بعام 1940 ميلاديًا، وقام ألفريد كوبر بوضع كافة تفاصيل هذه النظرية في كتاب بعنوان “انتشار المثيرات”.
  • فقد أشار العالم بأهمية تبادل العادات واللغات الخاصة بكل ثقافة من الثقافات المتنوعة حول العالم، ويمكن أن تكون الأهداف الأساسية من ظهور هذه النظرية فيما يلي:
الهدف الأساسي من الأمر كان تبادل الثقافات والعادات والتقاليد لكي تبدأ الثقافات الخاصة بكل مكان بالتطور والنمو.
الإلمام بكافة الثقافات المتنوعة، والحضارات المختلفة، وهو الأمر الذي سيعني بأن العقل البشري سيبدأ بالتطور واكتساب العديد من المعلومات المتنوعة الجديدة، وهو الأمر الذي سيساعده على فهم أمور الحياة بشكل أفضل.
إزالة الجهل عن البلاد الغارقة به بالتفتح والإلمام بالعلوم المتنوعة التي تفتقر إليها هذه الأماكن، وهذا من أجل أن تتقدم وتطور وتصبح بحال أفضل والتقدم والتماشي مع البلاد حولها.
  • من ضمن العلماء الذين ظهروا ووضعوا بعض النظريات والدراسات الخاصة بدور المستكشفين التاريخي في نشر وتبادل الابتكارات بين الحضارات المتنوعة كان العالم الأمريكي دانيال جيه بورستين، وذلك في كتابه بعنوان The Discoverers.

مبادئ نظرية الانتشار الثقافي

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

مع تطور علم الاجتماع ظهرت العديد من النظريات الخاصة والمشابهة لنظرية الانتشار الثقافي من قبل علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع المتنوعين، وبتطور الأمر تواجدت بعض المبادئ الثابتة التي لم تتغير مع تغير النظريات، ولهذا اعتبرت المبادئ الأساسية للانتشار الثقافي، وتتمثل فيما يلي:

  • إذا اتخذت دولة أو مجموعة من الناس بعض العادات والثقافات من مكان آخر لابد لها من أن تغير بالعادات والثقافات التي تستمدها بما يجعلها متماشية مع ثقافتها الخاصة.
  • غالبًا ما يتم الاستمداد والاستعانة بالثقافة الغربية الأجنبية فحسب التي تتكيف مع كافة الثقافات.
  • إذا كانت العناصر الثقافية لا تتوافق مع العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمعات تم رفضها من قبل أعضاء المجموعة الاجتماعية.
  • يتم الموافقة على العناصر الثقافية في حالة كونها مفيدة للمجتمعات فحسب.
  • الأماكن التي تستمد وتقلد الثقافات والعادات من غيرها تكون أكثر عرضة لتنفيذ نظرية الانتشار الثقافي في المستقبل بشكل أكبر من غيرها.

أنواع الانتشار الثقافي

تم الإعلان عن خمسة أنواع رئيسية للانتشار الثقافي، وتتمثل هذه الأنواع في الجدول التالي:

انتشار التوسعيتمثل في انتقال فكرة أو ابتكارها من المنطقة الأصلية بها إلى أماكن أخرى بمجرد أن تصبح قوية للغاية.
يشمل هذا النوع: الانتشار التحفيزي، الانتشار المعدي، بجانب الانتشار الهرمي.
انتشار إعادة التوطينهي ابتكار أو فكرة تنشأ بالهجرة إلى مناطق جديدة، وهو الانتقال الذي على أساسه يتم ترك الأصل أو المصدر الأصلي للفكرة، والصفة الثقافية.
الانتشار المعديهو الانتشار وانتقال الأفكار والعادات التي ينشأ عن طريق الاتصالات الشخصية مع مجموعة من السكان الذين يحملون الثقافات والعادات المتنوعة، ويتم الأمر بكثر الاختلاط.
انتشار التحفيزهو الانتشار الذي ينشأ بسبب تأثره بمفهوم أو معنى وعادات أخرى.
الانتشار الهرميهو الانتشار الذي ينشأ بسبب تأثر العادات والتقاليد والثقافات المتنوعة في الأماكن الصغير بالمناطق الأكبر، وغالبًا ما يتأثر بالنخب الاجتماعية.

آليات الانتشار بين الثقافات

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

من الممكن أن يحدث الانتشار بين الثقافات والعادات والتقاليد بالعديد من الطرق المتنوعة، فغالبًا ما يحمل المهاجرون إلى مكان مختلفة ثقافتهم وعاداتهم المختلفة معهم، كما يمكن للزوار الذين يحملون العديد من الثقافات أن يحملوا هذه الأفكار معهم من مكان لآخر، والذين يتمثلوا في المستكشفين والتجار، والدبلوماسيين والجنود وحتى العبيد.

  • فيمكن أن يحدث انتشار للتكنولوجيا عن طريق المجتمع الذي يهتم بالعلماء والعمال الماهرين عن طريق الحوافز ودفعهم للأفضل.
  • كما من الممكن أن تكون الزيجات المتنوعة للثقافات المتخلفة واحدة من طرق انتشار الثقافات المتنوعة المتجاورة والمتباعدة.
  • كما من الممكن أن يحدث الانتشار الثقافي بين المجتمعات المتعلمة عن طريق الكتب والرسائل المتنوعة، أما في العصر الحديث فتساعد الوسائل الإلكترونية في انتشار الثقافات بشكل أسهل.

فئات آليات الانتشار

  • الانتشار المباشر: يتم الانتشار بشكل مباشر عندما تكون الثقافات متقاربة من بعضها البعض بشكل من الأشكال، وهو الانتشار الثقافي الذي يساهم في حدوث الزيجات وتيسير الأمور التجارية، وحتى الحروب.
  • من أمثلة الانتشار المباشر هو الانتشار الثقافي الحادث بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يبدأ المواطنين المتواجدين بحدود هاتين البلدين في ممارسة لعبة الهوكي التي بدأت في كندا في البداية، ولعبة البيسبول ذات الأصل الأمريكي.
  • انتشرت آلية تبادل الثقافات بشكل مباشر بين البلدان بالعصور الوسطى، عندما ظهرت مجموعة من البشر مختلفي العادات بالمستوطنات المجاورة.
  • الانتشار القسري: تتم آلية الانتشار القسري هذه عند خضوع ثقافة ما لثقافة أخرى، وتبدأ الثقافة المنتصرة باحتلال عادات وتقاليد الشعوب.
  • من أمثلة هذه الآلية ما حدث للشعوب الأصليين في الأمريكيتين من قبل الثقافة الفرنسية والأسبانية والثقافة الإنجليزية والبرتغالية.
  • الانتشار الغير مباشر: تتم هذه الآلية عندما تنتقل الصفات الخاصة بإحدى الثقافات عن طريق وسيط ما إلى ثقافات أخرى دون وجود أي اتصال مباشر لإحدى الثقافتين بالأخرى.
  • من أمثلة هذا الأمر وجود العديد من الأطعمة الخاصة بالبلدان المتنوعة داخل بلاد أخرى لا تنتمي إليها، مثل وجود الطعام المكسيكي في كندا وتوجد ينيهما منطقة كبيرة تمنع اتصالهم المباشر وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
  • أما آلية تبادل الثقافات والعادات غير المباشر فأصبح أكثر انتشارًا في عالمنا الحالي، وهذا بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، بجانب انتشار وسائل الإعلام والإنترنت.

تطور نظرية الانتشار الثقافي

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

تم اقتراح العديد من الاقتراحات المتنوعة الخاصة بالانتشار الثقافي والتي تتمثل فيما يلي:

  • هناك نظرية تعتمد على انتشار الدوائر الثقافية عن طريق الهجرة والتحركات السكانية التدريجية، وغالبًا ما تعتمد هذه النظرية على فكرة أن الثقافات قد نشأت عن طريق تجمع عدد صغير من الثقافات المتنوعة، وهي النظرية التي اعتمد عليها العالم مالوري، وأطلق عليها رصاصة الثقافة Kulturkugel.
  • توجد أيضًا نظرية يطلق عليها Hyperdiffusionism، وهي النظرية التي تعتمد على فكرة أن الثقافات المتنوعة في الأساس كانت ثقافة واحدة، ويمكن أن تندرج هذه النظرية تحت مصطلح الانتشار التطوري.
  • تم اعتماد هذه النظرية وفقًا للتطوير الخاص بالتفاضل والتكامل من قبل كل من نيوتن ولايبنتز، وعلى أساسه تم اختراع الطائرات والحاسب الآلي.

إلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد توضيح إجابة سؤال ما هي نظرية الانتشار الثقافي والإلمام بمؤسسها والمبادئ القائمة على أساسها بجانب آليات انتشارها عبر الفقرات السابقة.

ما هي نظرية الانتشار الثقافي

جديد المواضيع