كان الوحي ينول على رسول الله صلى عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام بآيات القرآن الكريم التي من خلالها يتم تعريف المسلمين بتعاليم دينهم، وقد رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على حفظ هذه الآيات بمجرد نزولها ليتمكن من الإشارة إلى تعاليم الدين وإيصاله إلى المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم يكرر الآيات كثيرًا خوفًا منه أن ينساها حتى نزل قوله تعالى في سورة القيامة: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)، وبعد فقد كان صلى الله عليه وسلم يتلو الآيات على صحابته لتمتلأ بها قلوبهم، ومن هذا المنطلق أتى سؤال من هو اول من حفظ القران بعد الرسول ، وهو السؤال الذي سنوضح إجابته عبر الفقرات التالية لموقع مخزن فيما يلي.
تعددت الأقاويل الخاصة بإجابة سؤال من هو اول من حفظ القران بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يتم إيجاد دليل صريح بالأمر، ولكن الرأي الأرجح يقول بأن علي بن أبي طالب هو أول من تمكن من حفظ القرآن الكريم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شك من هذا الأمر، ولا شك بأن الخلفاء الثلاثة رضي عليهم كانوا من أول الأشخاص الذين تمكنوا من حفظ القرآن الكريم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان الصحابة رضوان الله عليهم يعطون القرآن الكريم مكانة عالية للغاية في حياتهم، فقد كانوا يعيشون به في نواحي حياتهم المختلفة، ولهذا فقد كانوا يتسابقون في فهمه وحفظه، وكان رفيقهم في الليل والنهار، والترحال والسكون، كما وقد كان المستشار الأول والأخير في جميع أمور الدين والدنيا، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم علي يقين تام بأن القرآن هو رفيق الشدة والسبيل في النصر والسعادة.
القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، ويأتي في القبر نورًا لصاحبه، وهذا لما جاء على لسان محمد صلى اله عليه وسلم: “تعلَّموا القرآنَ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شافعًا لأصحابِه“، كما يحقق القرآن الراح النفسية لصاحبه وقارئه، كما وقد كرر عز وجل في آيات متعددة التأكيد على تيسير قراءة القرآن وسهولة حفظه مثلما قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).