ابحث عن أي موضوع يهمك
إن القرآن الكريم هو خير ما نزل على هذه الأرض ليكون دستورًا لها، وقد نقله النبي محمد صلى الله عليه وسلم لنا عن طريق الوحي “جبريل عليه السلام” وكان النبي هو أول من حفظه، وتسابق من بعضه الصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم في حفظه، ولكن من هو أول من حفظه من بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، هذا ما سنعرفه اليوم في هذا المقال عبر موقع مخزن.
عندما نتعمق في تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، سوف نجد أنه حث الصحابة رضوان الله عليهم على حفظ القرآن الكريم، مشيرًا إلى فضله العظيم والخير الكبير الذي ينطوي عليه في الدنيا والآخرة، ورغم أهمية هذا التشجيع، إلا أن السؤال الشائع الذي يتكرر بين المسلمين “من هو اول من حفظ القران بعد الرسول” لا يمكن الإجابة عليه بشكل دقيق لأنه لا توجد دلالات كافية حوله، حيث:
لم نجد أي رواية أو دليل يُظهر من كان أول من حفظ القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن علي بن أبي طالب كرم اله وجه والخلفاء الثلاثة قبله – رضوان الله عليهم جميعًا – كانوا من الصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، فإننا لا نملك رواية أو دليل واضح يشير إلى أن علي- رضي الله عنه – كان أول من حفظ القرآن.
ولكن تشير بعض الروايات إلى أن مجموعةً من الصحابة كانوا أول من حفظ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهم من ذكرناهم في الفقرة السابقة وسلم وهو ما يجعل من الواضح أن علي لم يكن علي من بينهم.
لم يكن حفظ القرآن الكريم مقتصرًا على الصحابة الرجال فقط، بل كانت الصحابيات رضي الله عنهن وأرضاهن يتنافسن على حفظ كتاب الله تعالى وتعلمه، وكن يسعين لاكتساب الفهم العميق له، حيث:
عدد الصحابة الذين حفظوا القرآن لا يمكن تحديده بدقة، إذ كان عددهم كبير جدًا، ومنهم من حفظه كاملًا في عهد النبي، ومنهم من أكملوا حفظه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.، ومن بين هؤلاء من الرجال والنساء ما يلي ذكره:
في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يحفظون القرآن الكريم في قلوبهم، حيث لم يكن هناك وجود للمصاحف ورغم أن بعضهم قد كتب أجزاءً من القرآن، إلا أن تلك النسخ كانت متفرقة ومتناثرة، لكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتحديدًا في عهد خلافة أبي بكر الصديق بعد معركة اليمامة التي شهدت استشهاد العديد من حفظة القرآن، كان من بينهم الصحابي سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه.
كان سالم من القلة الذين وكلهم النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بتعليم القرآن للناس، وبعد هذه الوفاة، خشي أبو بكر الصديق رضي الله عنه من فقدان القرآن الكريم، لذا أمر بجمع الأجزاء المتفرقة لحفظه من الضياع، خاصةً بعد استشهاد الحفاظ في حروب الردة، وهكذا فإن كان الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من جمع القرآن الكريم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عن كتابة القرآن الكريم أو كلامه وذلك لتجنب الخلط بين كلام النبي وكلام الله تعالى. كانت هذه التوجيهات مؤقتة، حيث كانت الغاية منها تسهيل حفظ القرآن الكريم بشكل دقيق وثابت في قلوب الصحابة، وكما تم ذكرنا فيما سبق فقد أصدر أبو بكر الصديق بأمر جمع القرآن الكريم بعد حروب الردة، حيث كان يخشى من فقدانه، وقام بتنفيذ هذا الأمر العظيم الصحابي الجليل حافظ القرآن زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي كان مكلفًا بكتابة الوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
زيد بن ثابت رضي الله عنه كان لا يكتب أي آية من القرآن الكريم حتى يشهد عليها اثنان من الصحابة بأنهم سمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت النسخة الوحيدة من القرآن الكريم حتى عهد عثمان بن عفان متواجدة كمصحف واحد فقط وقتها ولذلك فقد أمر عثمان بتعيين لجنة من الصحابة الحفظة لكتابة نسخ متعددة من القرآن الكريم وتوزيعها في البلاد التي كانت تحت سيطرة الإسلام.
أشار العلماء إلى أن الصحابة اتبعوا طرقًا متعددة في عمليات الحفظ، ولكن تركزت الأساليب الرئيسية حول طريقتين رئيسيتين؛ وهما: