ابحث عن أي موضوع يهمك
حدث خلاف بين علماء المسلمين حول تحديد من هو أول أمير تم إرساله إلى الحج، فقد ذهب البعض لأنه كان (عتاب بن أسيد)، وقد تولى بالعام الثامن هجرية مهمة أمير الحج، أو ما يعرف بعام الفتح، إذ كان هو أمير مدينة مكة المكرمة آنذاك، مما جعلهم يذهبون إلى أن أمير الحج هو (أبو بكر الصديق رضي الله عنه)، ولكن لم يتم الحج سوى بعام حجة الوداع، والمقصود بأمير الحج قائد قافلة الحج المسؤول عن الكثير من المهام التي لا بد من القيام بها.
ومن أبرز هذه المهام تأمين احتياجات القافلة من أموال وطعام، بالإضافة إلى العمل على حماية الحجاج خلال رحلة الحج، مع تأمين ما يلزم من وسائل نقل لإيصال الحجاج إلى الأماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وقبل تسمية أمير الحج بذلك الاسم في القرن السابع الميلادي كان يوجد قافلتين ليس أكثر، واحدة منهم من القاهرة والأخرى من دمشق، ولكل من القافلتين أميرها الخاص بها الذي كان يتولى جميع مهامها الموكلة إليه.
لا يعد الحج من الأمور المستحدثة مع الدين الإسلامي، ولكنه من العادات القديمة الموروثة بين الناس بشبه الجزيرة العربية قبل دخول الإسلام بآلاف الأعوام، ولكن الإسلام أتى لينظم الحج وفق قواعد وأسس ثابتة بالدين الإسلامي، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من فروض العين على كل مسلم قادر بالغ عاقل مرة واحدة بالعمر، يتم ممارسة طقوس وشعائر خلاله تعرف بمناسك الحج، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا).
يرجع السبب وراء تأخر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء مناسك الحج لسببين رئيسيين وهما:
أجمع علماء المسلمين أن الله تعالى أمر رسوله الكريم بفرض أول حجة على المسلمين بالسنة التاسعة هجرية، وعندها أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمارة الحج لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحينما هل ميقات الحج بالعام التاسع هجرية بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليكون أمير الحج على رأس عدد من المسلمين بلغ ثلاثمئة ليقيم لهم الحج، وحتى يؤدوا الفريضة مثلما نزل القرآن الكريم بها، وكانت هذه هي الحجة الأولى للمسلمين بالإسلام.
وعقب سفر أبي بكر الصديق مع الصحابة الأجلاء نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة براءة والتي بها نقض لما بين رسول الله وبين المشركين مما كانوا عليه من عهد، بألا يصد أي أحد عن البيت إذا جاءه، وألا يخاف أحد بالشهر الحرام، وهو ما كان عهدًا عامًا فيما بين رسول الله وبين المشركين.
ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي ابن أبي طالب وقال له (اخرُجْ بهذه القُصَّة مِنْ صَدْرِ بَراءَة وَأَذِّنْ في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بِمِنًى: أنه لا يدخل الجنَةَ كافر، ولا يَحُجُّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريانٌ، ومَنْ كان له عند رسول الله عهدٌ فهو إلى مُدَّته)، وعندها خرج علي ابن أبي طالب يمتطي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم (العضباء)، إلى أن أدرك بالطريق أبا بكر الصديق، وعندها سأله أبو بكر (أَأَميرٌ أَمْ مأمور؟ قال: بل مأمورٌ، ثم مَضَيَا).
فأعلن علي ابن أبي طالب الناس بما أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به حيث قال (حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد فهو له إلى مدته، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم أو بلادهم، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة فهو له إلى مدته. فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان).
الحج من أعظم أركان الإسلام، وهو طاعة جليلة فرضها الخالق جل وعلا على عباده من المسلمين، وهناك حكم ومنافع عديدة من أداء مناسك الحج، ومن أبرز منافع وحكم الحج ما يلي:
يوجد مجموعة من المناسك للحج وهو خامس أركان الإسلام التي يجب أن يؤديها المسلم لصحة حجه، وتلك المناسك هي: