مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من هو اول امير ارسل الى الحج

بواسطة: نشر في: 27 يونيو، 2022
مخزن

من هو اول امير ارسل الى الحج

حدث خلاف بين علماء المسلمين حول تحديد من هو أول أمير تم إرساله إلى الحج، فقد ذهب البعض لأنه كان (عتاب بن أسيد)، وقد تولى بالعام الثامن هجرية مهمة أمير الحج، أو ما يعرف بعام الفتح، إذ كان هو أمير مدينة مكة المكرمة آنذاك، مما جعلهم يذهبون إلى أن أمير الحج هو (أبو بكر الصديق رضي الله عنه)، ولكن لم يتم الحج سوى بعام حجة الوداع، والمقصود بأمير الحج قائد قافلة الحج المسؤول عن الكثير من المهام التي لا بد من القيام بها.

ومن أبرز هذه المهام تأمين احتياجات القافلة من أموال وطعام، بالإضافة إلى العمل على حماية الحجاج خلال رحلة الحج، مع تأمين ما يلزم من وسائل نقل لإيصال الحجاج إلى الأماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وقبل تسمية أمير الحج بذلك الاسم في القرن السابع الميلادي كان يوجد قافلتين ليس أكثر، واحدة منهم من القاهرة والأخرى من دمشق، ولكل من القافلتين أميرها الخاص بها الذي كان يتولى جميع مهامها الموكلة إليه.

الحج في الإسلام

لا يعد الحج من الأمور المستحدثة مع الدين الإسلامي، ولكنه من العادات القديمة الموروثة بين الناس بشبه الجزيرة العربية قبل دخول الإسلام بآلاف الأعوام، ولكن الإسلام أتى لينظم الحج وفق قواعد وأسس ثابتة بالدين الإسلامي، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو من فروض العين على كل مسلم قادر بالغ عاقل مرة واحدة بالعمر، يتم ممارسة طقوس وشعائر خلاله تعرف بمناسك الحج، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا).

أسباب تأخر حج الرسول للسنة العاشرة هجرية

يرجع السبب وراء تأخر النبي صلى الله عليه وسلم بأداء مناسك الحج لسببين رئيسيين وهما:

  • كثرة المبايعين للإسلام واحتياجهم إلى تعلم الدين بشكل صحيح على يد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما جعله لا يجد متسعًا من الوقت لأداء فريضة الحج، فيؤجله إلى العام الذي يليه.
  • رغبة النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الاجتماع خلال أداء مناسك الحج مع المشركين، مما جعله يؤخر الحج للعام التالي.

أول حجة في الإسلام

أجمع علماء المسلمين أن الله تعالى أمر رسوله الكريم بفرض أول حجة على المسلمين بالسنة التاسعة هجرية، وعندها أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إمارة الحج لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحينما هل ميقات الحج بالعام التاسع هجرية بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ليكون أمير الحج على رأس عدد من المسلمين بلغ ثلاثمئة ليقيم لهم الحج، وحتى يؤدوا الفريضة مثلما نزل القرآن الكريم بها، وكانت هذه هي الحجة الأولى للمسلمين بالإسلام.

وعقب سفر أبي بكر الصديق مع الصحابة الأجلاء نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سورة براءة والتي بها نقض لما بين رسول الله وبين المشركين مما كانوا عليه من عهد، بألا يصد أي أحد عن البيت إذا جاءه، وألا يخاف أحد بالشهر الحرام، وهو ما كان عهدًا عامًا فيما بين رسول الله وبين المشركين.

ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي ابن أبي طالب وقال له (اخرُجْ بهذه القُصَّة مِنْ صَدْرِ بَراءَة وَأَذِّنْ في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بِمِنًى: أنه لا يدخل الجنَةَ كافر، ولا يَحُجُّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريانٌ، ومَنْ كان له عند رسول الله عهدٌ فهو إلى مُدَّته)، وعندها خرج علي ابن أبي طالب يمتطي ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم (العضباء)، إلى أن أدرك بالطريق أبا بكر الصديق، وعندها سأله أبو بكر (أَأَميرٌ أَمْ مأمور؟ قال: بل مأمورٌ، ثم مَضَيَا).

فأعلن علي ابن أبي طالب الناس بما أمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به حيث قال (حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس إنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد فهو له إلى مدته، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ليرجع كل قوم إلى مأمنهم أو بلادهم، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة فهو له إلى مدته. فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان).

الحكمة من فرض الحج

الحج من أعظم أركان الإسلام، وهو طاعة جليلة فرضها الخالق جل وعلا على عباده من المسلمين، وهناك حكم ومنافع عديدة من أداء مناسك الحج، ومن أبرز منافع وحكم الحج ما يلي:

  • تعظيم شعائر الله سبحانه، وذلك من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو ما ورد في قول الله تعالى في سورة الحج الآية 32 (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب).
  • تطهير الحجاج من الآثام والذنوب بتكفيرها ومغفرتها له، ليعود إلى أرضه نقيًا خاليًا من الذنوب مثل اليوم الذي ولد به، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ).
  • مضاعفة ثواب وأجر الصلاة بالحرم، لما به منفعة عظيمة للمسلمين، إذ أن الصلاة بالمسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة في غيره، وهو ما قال به رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).
  • سلامة الحاج من الفقر وإبعاده عنه، وذلك إن تابع بين الحج والعمرة، وهو ما قال به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ).
  • تحصيل منافع الحج المادية، فقد أباح الله جل وعلا التجارة للحجاج بالحج، بشرط ألا يشغلهم ذلك عن أداء مناسك الحج.
  • تقوية وتعزيز روابط الأخوة والتعارف بين المسلمين القادمين من مختلف البلدان والأعراق، فتتجلى مظاهر الإخاء والوحدة الإسلامية.

مناسك الحج في الإسلام

يوجد مجموعة من المناسك للحج وهو خامس أركان الإسلام التي يجب أن يؤديها المسلم لصحة حجه، وتلك المناسك هي:

  • الإحرام، ويبدأ ذلك النسك بالثامن من ذي الحجة.
  • طواف القدوم، ويبدأ فور الوصول إلى مكة المكرمة.
  • سعي الحجاج بين الصفا والمروة.
  • يوم التروية بمنى.
  • الوقوف على جبل عرفة وذلك اليوم يسمى بيوم عرفة.
  • رمي الحجاج للجمرات.
  • طواف الإفاضة عقب الرجوع إلى مكة المكرمة.
  • قضاء أيام التشريق بمنى.
  • عقب الرجوع مرةً أخرى إلى مكة المكرمة يؤدى طواف الوداع استئذانًا لمغادرة الأماكن المقدسة.

المراجع

من هو اول امير ارسل الى الحج

جديد المواضيع