ابحث عن أي موضوع يهمك
كان لسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمين من الصحابة الكرام، وهو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، واسمه الكامل هو حذيفة بن حِسل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس العبسي القطيعي، ووالدته سيدة من الأنصار تنتمي إلى الأوس من بني عبد الأشهل، وهي (الرباب بنت كعب بن عبد الأشهل)، وكان حذيفة حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار، وقد ورد ذكر أن حذيفة بن اليمان هو أمين سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف الوارد عن خيثمة بن عبد الرحمن، والذي قال به أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قال (أليسَ فيكم سعدُ بنُ مالِكٍ مجابُ الدَّعوةِ وابنُ مسعودٍ صاحبُ طَهورِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ونعليْهِ وحذيفةُ صاحبُ سرِّ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وعمَّارٌ الَّذي أجارَهُ اللَّهُ منَ الشَّيطانِ على لسانِ نبيِّهِ وسَلمانُ صاحبُ الكتابينِ قالَ قتادةُ والْكتابانِ الإنجيلُ والقرآنُ).
يرجع السبب في إطلاق لقب أمين سر الرسول على الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه كان على دراية بالمنافقين، وكان يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أماكن تواجدهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فد أخبره بأسماء البعض من المنافقين كما وناشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حذيفة بن اليمان قائلًا له (هل أنا من المنافقين؟ فقال حذيفة: لا، ولا أزكّي أحد بعدك)، ويذكر أن حذيفة بن اليمان هو من ندبه النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلمه في معركة الأحزاب بأخبار الأعداء.
قبل دخول أبو حذيفة بن اليمان إلى الإسلام كان قد قتل أحد الأشخاص، وحينها هرب متجهًا إلى المدينة، وبها تحالف مع قوم بني عبد الأشهل، فأطلق عليه قومه لقب اليمان لمحالفة اليمانية، وتزوج بالمدينة من والدة حذيفة، والتي أنجبت له حذيفة، وقد دخل كل من حذيفة وأباه إلى الإسلام، وحين رغب بشهود بمعركة بدر رفض المشركين ذلك ومنعوه، وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من الصحابة الكرام الذين رووا أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد هاجر حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها خيره رسول الله بين النصرة أو الهجرة، وقد اختار النصرة، وكان قد سأله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إن مات رجل فإن حضر حذيفة الصلاة عليه فسوف يصلي عمر عليه، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه فلن يصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم.
شهد الصحابي حذيفة بن اليمان حرب نهاوند، وحين قتل أمير ذلك الجيش النعمان بن مقرن أخذ الراية، وعلى يده تم فتح العديد من البلدان ومنها (الجزيرة، الري، الدينور، همذان)، وله الكثير من المناقب منها أنه كان شديد الخوف على دينه والاحتراز له، كما وكان يحتاط لنفسه، يسأل عن الأذى والشر لكي يتقيه ويبتعد عنه، وكان من أكثر الصحابة رضي الله عنهم جميعًا بالفتن التي ستقع حتى يوم القيامة.
صحابة رسول الله رضي الله عنهم هم أفضل الخلق وخير البشر، وفيما يلي نذكر أشهر ألقاب الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم: