ابحث عن أي موضوع يهمك
أنزل الله تعالى الكتب السماوية لتوجيه الإنسانية نحو فهم صحيح لتعاليمه وتحديد السُبُل الحياتية الأمثل، وقد اختار الله الأنبياء والرسل بعناية فائقة، ممن وهبهم رسالات خاصة بهم، بهدف أن يكونوا موجهين ومرشدين للبشر على دروب الصواب والهداية،وكل قوم وأمة أُرسِلَ إليهم نبي ورسول لتوجيههم نحو الطريق الصحيح وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نتناول بالتفصيل شخصية نبي كريم تم دفنه في الجزائر، سوف نتعرف عليه أكثر وعلى، فترة عصره وحياته ورسالته.
النبي الذي يوجد قبره في تراب الجزائر هو يوشع بن نون عليه السلام، المشهور بالعبرية باسم “يهوشوع” حيث:
يوشع بن نون ينحدر نسبه من أفراهيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، يشغل مكانة بارزة في الأديان السماوية، حيث يُروى أنه كان ابن عم النبي هود عليه السلام، وقد وُلِدَ في عام 1468 قبل الميلاد، كان من بني إسرائيل، وتوفى في عام 1358 قبل الميلاد.
تُرد معلومات متنوعة حول مواقع الضريخ الخاص به، حيث يُذكر وجود ضريح في العراق في منطقة بغداد، بالكرخ تحديدًا، بينما يمكن العثور على آخر في الجهة الغربية من المملكة الأردنية الهاشمية عند أطراف السلط. يقال أيضًا أنه كان طالبًا للنبي عيسى عليه السلام.
كذلك فإن يوشع بن نون من تلاميذ سيدنا موسى عليه السلام وقد ذكر في القرآن الكريم في سورة البقرة في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر.
على الرغم من صعوبة تأكيد مكان دفن العديد من الأنبياء لقرون طويلة نتيجة لنقص البحث العلمي الجاد، يبرز في منطقة دار يغمراسن في تلمسان ضريح يحمل اسم النبي الله يوشع عليه السلام وأبيه نون، رضي الله عنهما.
يتمتع قبر النبي يوشع عليه السلام بمدى طول يصل إلى عشرة أمتار، ويقع هذا الضريح بجوار مسجد يعد من بين الأماكن الدينية النادرة التي لا تزال تحتفظ بقبلتين.
في قصة نبي الله موسع مع الخضر، يظهر الخضر كرجل صالح من عند الله، أُرسِلَه المولى عز وجل في أعلى المستويات ليُعَلِّمَ موسى ما كان لا يعلمه وفي تلك الفترة، كان يوشع بن نون هو الشاب الذي قدم المساعدة لموسى عليه السلام حيث ذكر في الآيات التالية منسورة الكهف:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فلما جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).
بتوجيه من نبي الله يوشع عليه السلام، دخل بنو إسرائيل أرض فلسطين للمرة الأولى بعد رحيلهم من الصحراء، حيث كانوا يعانون من الضلال تحت إشرافه حيث:
في المعركة الأخيرة التي اندلعت يوم الجمعة، كانت القوى الحربية تميل تقريبًا لصالح الجيش اليهودي، ولكن الشمس كانت على وشك الغروب.
في هذا الوقت ونظرًا لتحذير الله تعالى لليهود بعدم محاربته في يوم السبت، خشي يوشع بن نون أن يعجز عن إكمال المعركة وتحقيق الانتصار.
فألقى نظرة إلى السماء وقال للشمس: “إنكِ مأمورة، وأنا مأمور، فاللهم احبسها” ومن بعدها أمر الله تعالى الشمس بالتوقف عن الغروب حتى يتسنى ليوشع بن نون فتح القدس.
وفي هذا الصدد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ما حُبِسَتِ الشمسُ على بَشَرٍ قطُّ، إلَّا على يُوشَعَ بنِ نُونَ لَيالِي، سارَ إلى بَيتِ المَقْدِسِ”.
يذكر القرآن الكريم أنه عندما دخل يوشع بن نون عليه السلام أبواب القرية التي كانت تُعرَف بالقدس، أمر الله اليهود بالدخول إليها ساجدين. ومع ذلك، خالفوا هذا الأمر بالقول والفعل، وهو ما أشار إليه كلام الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة بسم الله الرحمن الرحيم:
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
بعد وفاة نبي الله موسى عليه السلام، تسلم يوشع بن نون مقاليد الحكم وقد عاش مع بني إسرائيل وقادهم إلى الخروج من حالة الضياع، متوجهين نحو فلسطين كما تم الإشارة إليه سابقًا، وبفضل الله ثم فضله فتحت الأرض أمامهم، حيث عبر يوشع والمرافقون من بني إسرائيل الطريق.
في رحلتهم، وصل يوشع بن نون وبنو إسرائيل الذين كانوا معه إلى مدينة أريحا، حيث فرضوا حصارًا عليها.
أمر يوشع بني إسرائيل بأن يطوفوا حول المدينة سبع مرات وأن ينفخوا في الأبواق، ثم قادهم يوشع إلى مدينة نابلس حيث دخلها بنجاح.
يوشع بن نون شؤون بني إسرائيل بعد وفاة نبي الله موسى عليه السلام استطاع أن يحكم ويدير، ويستمر في ذلك لمدة تقرب من ثمانية وعشرين عامًا.
قام بتقسيم الأرض التي كانت تحت سيطرته بين أسباط إسرائيل، متركًا عدة مدن على الضفة اليمنى واليسرى كملاذ للخطأة والمشردين.
طوال فترة حكمه كان يوشع بن نون يدعو قوهمه للإسلام لله وإلى عبادة الله الواحد الأحد.
في حديثه الشريف يروي رسولنا المصطفى،محمد صلى الله عليه وسلم، قصة يوشع بن نون بالتفصيل، حيث يقول:
(غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللهُ عليه).
وهذا الحديث يوضح لنا شأن هذا النبي الكريم وقصته التي تبين لنا قدرة الله سبحانه وتعالى وآياته التي اصطفى بها أنبياءه ورسله الكرام.