من المعروف أن إبليس هو السبب الأساسي وراء إغواء الناس وحثهم على ارتكاب الذنوب والمعاصي، فمن أول الأشخاص الذين قام بإغوائهم هو سيدنا آدم علي- عليه السلام- وزجه، إذ كان السبب في خروجهم من الجنة ونزولهم إلى الدنيا لتشجيعم على الأكل من الشجرة التي نهاهما الله – تعالى- عن الاقتراب منها، ولقد ذُكر بعض فقهاء الدين أنه تسبب أيضًا في دفن أحد الأنبياء وهو حيًا، فمن هو النبي الذي دفنه؟ وهذا ما سنسلط الضوء عليه في النقاط التالية:
إن النبي الذي عمل إبليس على دفنه بالتعاون مع قومه على الرغم من كونه حيًا هو شيث – عليه السلام-.
وهو ابن سيدنا آدم – عليه السلام- الثالث، فلقد وُلد بعدما تصارع ولديه قابيل وهابيل، وقام قبيل بقتل هابيل.
وذلك لأن الله – عز وجل- أراد أن يعوض سيدنا آدم – عليه السلام- عن الحزن الذي شعر به بعد فقدان هابيل.
ومن الجدير بالذكر أن سيدنا آدم منح شيث هذا الاسم لأنه يعني هبة الله، حيث كان يرى أنه عطاء من عند الخالق عقب وفاة هابيل، إذ كان شيث ابنًا بارًا للغاية بوالده.
ولقد قيل إنه تعلم من أبيه أي من سيدنا آدم كل ما كان يعلم.
ذكر النبي شيث في الأديان السماوية
لقد تم ذكر النبي شيث ابن سيدنا آدم – عليهما السلام- والذي دفنه إبليس حيًا في الأديان السماوية الثلاثة كما سنبين لكم فيما يلي:
ذكر النبي شيث في الإسلام
بالنسبة للديانة الإسلامية لم يورد اسم النبي شيث في كتاب الله – تعالى- أي في القرآن الكريم.
ولكنه تم ذكره في بعض التقاليد الإسلامية، وقيل أيضًا في مجموعة من الأحاديث النبوية.
حيث قيل عنه إنه الابن الثالث لسيدنا آدم – عليه السلام- وأنه كان بارًا بآدم وحواء.
ويُجدر بالإشارة إلى أن ابن كثير وهو الفقيه السني الكبير قال عنه في أحد كتبه إنه نبي أتى بعد وفاة سيدنا آدم حاملًا لرسالته وناقلًا لها لجميع البشرية.
ذكر النبي شيث في اليهودية
قال المؤرخ الفرنسي الشهير والذي درس في العصور الوسطى التوراة وهو رابي شلومو إن شيث هو الأب لكل من نجوا من الطوفان في عهد سيدنا نوح – عليه السلام- بل إنه جد نوح.
كما قال أيضًا مثلما ذكر عنه إنه الابن الذي عوض الله – عز وجل- سيدنا آدم – عليه السلام- به بعد مقتل هابيل بواسطة قبيل.
وهو الذي حفظ أسرار أبيه وما كان يعلمه.
ومن الجدير بالذكر أن الديانة اليهودية ذكرت تاريخ مولد النبي شيث حيث قيل إنه وُلد ووفقًا للتقويم السائد حينها سنة 130.
وكان يمتلك 56 ابن، حيث 33 من الذكور و23 من الإناث.
بينما توفي عام 1042.
ذكر النبي شيث في المسيحية
أما عن المسيحية ففي كتاب سفر التكوين الصغير تم الإشارة أيضًا إلى أن ولادة النبي شيث كانت سنة 130.
وأنه تزوج من قِبل أخته التي كان يكبرها بنحو 4 سنوات سنة 231 وهي أزورا.
حيث أنجبا سنة 235 أول طفل لهما وهو أنوش.
ولقد قيل إن شيث كان في الكنيسة الرسولية الأرمنية يعد بمثابة أبرز الآباء القديسين هو وسيدنا آدم.
كما قيل في إنجيل لوقا 3: 23- 38 كذلك هو أحد الآباء المشهورين في قائمة اليسوع.
صفات النبي شيث عليه السلام
للنبي شيث – عليه السلام- مجموعة من الصفات ميزته عن أخواته قابيل وهابيل أبناء سيدنا آدم – عليه السلام- ففيما يلي سوف نسردها لكم بالتفصيل:
كان أفضل أبناء آدم – عليه السلام- لأنه كان يحبه بشدة وبارًا به.
وعاش ما يقرب 912 سنة.
حيث كان أبيه يخبره دائمًا بأنه سوف يصبح خليفته على قومه عقب وفاته.
ومما ذكر عنه أيضًا أنه انحدر من خلاله جميع نسل البشر، حيث انتهت عنده أنساب الناس.
بالإضافة إلى ذلك قيل إنه عمل على تغيير شكل الكعبة بعدما كانت عبارة عن خيمة من الجنة لسيدنا آدم، حيث بناها من الحجارة والطين.
وصية آدم عليه السلام للنبي شيث
لقد كانت وصية سيدنا آدم – عليه السلام- لابنه النبي شيث قبل وفاته وعند احتضاره هي:
أن يرعى قومه، فلقد أوصاه بهم خيرًا.
وألا يخبر أخيه قابيل بهذه الوصية لأنه يكن بداخله الكثير من الحقد والحسد.
فبعدما مات آدم وقامت الملائكة بدفنه، عمل بالفعل شيث على تولي أمر قومه كما أوصاه أبيه.
ومن الجدير بالذكر أن حواء ماتت بعد آدم ودفنها شيث كما دفنت الملائكة آدم.
النبي شيث وحادثة الزنا
من الأمور التي حرص النبي شيث عليها بعد وفاة سيدنا آدم هو منع قومه من الاختلاط مطلقًا بالقوم الذين يتبعون أخيه قابيل، ولكن الأمر لم ينجح بسبب وقوع حادثة الزنا والتي سوف نرويها بالتفصيل في النقاط التالية:
لقد قام شيث هو وقومه بالعيش فوق الجبال، بينما عاش قابيل مع قومه في السهول.
وحاول شيث جاهدًا بألا يلتقي بقابيل أو بأي أحد من قومه.
إلا أنه ذات يومًا تسلل رجل من رجال شيث إلى السهول.
فوجد النساء التابعين لقوم هابيل في غاية الجمال ويقومن بفعل المحرمات.
فعاد هذا الرجل إلى قوم شيث وأخبرهم بما رآه، فنزلوا معه.
ومن هنا وقعت الفاحشة وحادثة الزنا والتي تعد أول حادثة في التاريخ بين رجال قوم شيث والنساء اللاتي ينتمين لقوم قابيل.
أنوش بن شيث عليه السلام
إليكم في النقاط التالية أبرز المعلومات عن أنوش بن النبي شيث – عليه السلام-:
أنوش هو الابن الأكبر لشيث – عليه السلام-.
ويترجم اسمه باللغة العربية إلى أنس.
ولقد كان ابنًا جيدًا للغاية فلقد حفظ هو الآخر وصية والده ألا وهي:
الثبات والمداومة على عبادة الله – عز وجل-.
عبادته حسن العبادة.
دعوة القوم إلى هذا الأمر.
وذكر أنه في عهد أنوش قتل قابيل عبر حجر بواسطة الأعمى لميك.
ويُجدر بالإشارة إلى أن أنوش أنجب عندما كان عمره 90 سنة ابنه قينان، ولقد أوصاه بنفس وصية أبيه شيث أي أنه يطيع الله ويحسن عبادته.
ومن الأقاويل التي تم تداولها عن أنوش أيضًا أنه عاش 965 سنة.
نسل النبي شيث
أنجب النبي شيث – عليه السلام- وكما ذكر في الكتب السماوية ذرية صالحة للغاية من ابنه أنوش، ففيما يلي سوف نوضح لكم نسله:
الابن أنوس.
قينان بن أنوش.
مهلاييل بن قينان.
يارد بن مهلاييل.
أنس الله بن يارد.
متوشلخ بن أن الله.
لامك بن متوشلخ.
نوح بن لامك.
أين يقع قبر النبي شيث
جاء في إحدى الروايات موقع قبر النبي شيث الذي دفنه إبليس حيًا ففيما يلي سوف نوضحه لكم:
يوجد قبر شيث في بلدة تقع في جبال وادي البقاع في لبنان.
حيث إن هذه البلدة تم إنشاء مسجد النبي شيث فيها والذي قام ابن جبير في القرن 12 بوصفه.
ومن الجدير بالذكر أن هناك رواية أخرى تقول إن قبر شيث يوجد في منطقة شيت التي توجد في فلسطين حيث جنوب غرب الرملة، وهذه الرواية وردت عن الرحالة العرب بالتحديد في القرون الوسطى.
