أرسل الأنبياء والرسل ليدعوا العباد إلى توحيده، وعبادته وحده لا شريك له، ولكل نبي ورسول معجزاته الخاصة به، التي من خلالها كان يدعو قومه للتوحيد، وقد تم الإشارة إلى هؤلاء الأنبياء وقصصهم في آيات القرآن الكريم، ومن ضمن هذه القصص جاءت قصة النبي الذي انشق من أجله ومن معه البحر لينجيهم الله عز وجل من المجرمين الظالمين، ومن هذا المنطلق نوضح عبر الفقرات التالية لموقع مخزن إجابة سؤال من هو النبي الذي انشق له البحر ، مع الإشارة إلى العديد من المعلومات الخاصة به وبقومه.
تتمثل إجابة سؤال من هو النبي الذي انشق له البحر في نبي الله موسى عليه السلام، ويعرف سيدنا موسى باسم موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وقد جاءت قصة موسى عليه السلام في القرآن بالكثير من السور والآيات المتنوعة، كما تم ذكر حادثة انشقاق البحر ونجاة موسى عليه السلام من معه من بني إسرائيل من فرعون وجنوده في الكثير من المواضع، وفيما يلي نوضح القصة التي جاءت في القرآن الكريم التي دارت بين موسى عليه السلام وفرعون.
جاءت الأحداث بمواجهة موسى عليه السلام مع فرعون بشكل واضح ومفصل في سورة القصص، فيقول تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
أما عن بداية قصة موسى عليه السلام فتبدأ عندما جاءت الأنباء عن مولود سينمو ليكون نبي الله ويدعو الناس للتوحيد، فبدأ حاكم البلاد في قتل كل الذكور من المواليد الجدد.
وعندما خافت والدة موسى عليه السلام من قتل ابنها، أوحى إليها الرحيم بأن تضع موسى في التابوت وتلقيها في اليم، مبشرًا إياها بأنه سيرد إليها معافى من كيد الظالمين.
فوصل التابوت إلى مكان قريب من قصر فرعون، ويقول تعالى في هذا الشأن (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) [القصص:8]، ومن هذا يتضح لنا ألا مهر بمن القدر، وأن الأمر كله بيد المولى عز وجل.
نمى موسى عليه السلام في بيت فروع وكبر، وعندما نضج موسى عليه السلام أتاه المولى حكمًا علمًا من خلال يتمكن من الإلمام بالشرائع الصح، والتفرقة بين الناس بالحق.
من ضمن الحوادث التي جرت مع موسى عليه السلام هي قتله للقطبي بالخطأ، فاجتمع فرعون مع جنوده على قتله، ولكنه خرج من المدينة وذهب إلى مدينة أخرى، وبها تزوج وعاش لمدة زمنية طويلة.
فكان فرعون من الجبارين في الأرض الطغاة، وأراد عز وجل إرسال نبي إلى هذا الشعب يدعوهم إلى التوحيد وينجيهم من فرعون وبطشه، فأمر عز وجل موسى عليه السلام بالتوجه إلى فرعون يدعوه إلى عبادة الله عز وجل وإخراج بني إسرائيل من الظلمات إلى النور، وجاء الأمر لأخيه هاون معه ليساعده في الأمر.
عندما دعى موسى عليه السلام فرعون إلى عبادته جاء رد فرعون في قوله تعالى: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:23]، فكان ناكرًا للمولى عز وجل، وأشار إلى موسى عليه السلام بكونه مجنون.
فأوحى المولى عز وجر إلى موسى عليه السلام بأن يسرى بقومه في الليل من مصر، فأشار فرعون إلى كافة العشائر والجموع المتواجدة في مصر أن يخرجوا وراء موسى ومن معه ليقتلوهم في تحدي واضح لرب العالمين.
وجاء في سورة الشعراء بشأن التقاء الجانبين من قوم موسى وجنود فرعون قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء:61]، ورد موسى قائلًا بأن المولى سيهديهم وينقذهم: {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62].
عندما وصل موسى ومن معه إلى البحر أمره المولى عز وجل أن يضرب بعصاه الأرض فانفلق البحر لاثني عشر طريقًا مختلفًا، وأصبح الماء مثل الجبال بين هذه الطرق.
لما وصل موسى ومن معه إلى نهاية الطريق غرق فرعون وجنوه في البحر ليكونوا عبرة لمن بعدهم من الأقوام الأخرى.
بهذا تجلت قدرة المولى العظيم، ونجا موسى ومن معه من فرعون وجنوده، وهذا ما جاء في الآية الكريمة من سورة البقرة: “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ” فهنا”.
البحر الذي غرق فيه فرعون
بجانب الإلمام بإجابة سؤال من هو النبي الذي انشق له البحر، ومعرفة قصة موسى عليه السلام مع فرعون تتبادر إلى الأذهان التساؤلات الخاصة بالبحر الذي حدثت فيه هذه الأحداث، وتناثرت العديد من الأحاديث والأقاويل الخاصة بهذا الشأن، هذا بجانب انتشار العديد من المعلومات والأخبار الغربية التي تفيد بوجود العديد من الهياكل العظيمة في أعماق البحر، والتي قيل بأنها جنود فرعون.
بهذا الشأن قيل بأن هذا البحر هو البحر الأحمر، وبشكل أكثر دقة قيل في منطقة مدينة رأس غارب المتواجدة في مصر.
زعمت المعلومات بأنه تم إيجاد ههذ الهياكل العظمية أثناء البحث عن والتنقيب عن السفن الأثرية الغارقة منذ العهد البرونزي والعهد الحجري.
بالمصادفة تم إيجاد عدد كبير من العظام والجماجم العائدة إلى الإنسان ولكن بأعداد كبيرة تصل إلى 400 هيكل، كما تم إيجاد العديد من الأدرع والأسلحة، هذا بالإضافة إلى بقايا مركبتين حربيتين.
تم إيجاد هذه الأشياء على مسافة تقدر بحوالي 200 متر مربع، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأشخاص والعلماء يشيرون إلى أنها بقايا جنود فرعون.
ما أكد الأمر هو إشارة الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء بوازرة الآثار المصرية إلى أن بني إسرائيل قد تواجدوا في أرض جوشن في مصر في الماضي، والتي تعرف في الوقت الحالي باسم وادي الطميلات، والذي يتواجد بين شرق الزقازيق وغرب الإسماعيلية.
كما أشار إلى أن خط السير الذي تكم استشفائه لهم أثناء مواجهتهم لفرعون يتواجد برأس خليج السويس، وقال بأن نقطة الغرق حدثت بنقطة الشط برأس خليج السويس، وهي النقطة الأكثر قربًا من خليج السويس، فيتم الاستشهاد من القرآن الكريم بأن بني إسرائيل قد تمكنوا من رؤية هذه المعجزة على مرمى أبصارهم.
كما تمت الإشارة أيضًا إلى وجود عيون موسى بموقعها الحالي في السويس، وأنها تأكيد على هذه البيانات التي تمت الإشارة إليها، وعددها يصل إلى اثني عشر عينًا.
دعاء سيدنا موسى عندما انشق البحر
دعا موسى عليه السلام ربه في العديد من المواضع المتواجدة في آيات القرآن الكريم جميعها، وكانت كل دعوة هي شاهدة على قصة من القصص التي مر بها أثناء سعيه للإتمام رسالته وبلاغ بني إسرائيل بها، ونذكر فيما يلي الدعاء الذي دعى به موسى عليه السلام ربه لينجيه من القوم الظالمين:
جاء في سورة القصص دعاءه للمولى عز وجل، وقوله: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}، وهنا استنجاد واضح من موسى عليه السلام بمولاه لينجيه من فرعون وجنوده.
كما ورد دعاء آخر في سورة يونس بالآية رقم 88، وتم إيضاحه في قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}.
هنا يدعو موسى عليه السلام ربه بأن ينال فرعون وجنوده العذاب الشديد بما أسرفوا وظلموا به رعاياهم.
