مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من موانع الشكر

بواسطة: نشر في: 2 مارس، 2022
مخزن

من موانع الشكر ..” تتضمن العوامل التي تبني حاجزًا بين الإنسان وشكره لله -عز وجل- على النعم الكثيرة التي أنعم بها عليه، فلا يمكن حصر النعم والفضائل التي أعطاها الله لنا، والتي تكون موزعة بين الصحة والمال والأهل والدين وأمور لا تعد ولا تحصى، بالتالي وجب على العبد أن يحمد الله ويشكره امتنانًا برزقه، وهو الغنيّ عنّا سبحانه، لذا من خلال موقع مخزن نتعرف على الأمور التي تمنع الإنسان من الشكر، بالإضافة إلى أهم المعلومات حول باب الشكر في الإسلام؛ من تعريف، وأركان، ومراتب، وثمرات، وغيرها من العناوين القيّمة والهامة.

من موانع الشكر

تتعدد النعم في حياتنا ولا نقدر على عدّها وحصرها لكثرتها، وأجلّ تلك النعم هي نعمة الإسلام والثبات عليه، وقد قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) -سورة المائدة آية 3-، فمن الواجب على الإنسان أن يحمد الله ويشكره في كل وقت وحين، ومن موانع الشكر التي تجعل العبد يفعل ما هو خلاف ذلك ولا يشكر بارئه ما يلي:

  • عدم الاتعاظ: وهي غفلة العبد عن العظة والعبرة من فقدان بعض النعم لديه أو لدى غيره.
  • الغرور: يعد الغرور من الطباع السيئة التي تمنع الإنسان من الشكر أو الانتباه إلى النعم التي تحيط به، فحال اغتراره بدوام النعمة لا يكون معتقدًا بزوالها، فلا يصيبه الشك في الزوال حتى.
  • التكبّر وبطر النعم: حينما يصبح الشخص غنيًا بعد الفقر فغالبًا ما يصيبه التكبّر، فيعتقد أن النعم التي تحيط به هي من نتاج أعماله وذاته فقط، فلا ينسب الفضل إلى بارئه سبحانه، وهي من الأمور المؤدية إلى زوال النعمة.
  • الشعور بالأمن من مكر الله: قد يظن العبد أن عقاب الله -عز وجل- لن يصيبه فلن تزول تلك النعم من حياته، وهو الآمن من مكر الله، فلا يخاف عقوبته، ويكون مخلدًا إلى المعاصي، وهو من الذنوب الكبرى.
  • عدم استشعار قيمة النعم: إن عدم استشعار الإنسان بقيمة النعمة يجعله مبتعدًا عن التفكير في الفارق الذي يُشكّله زوالها،فلا يشعر بأهميتها وعظمها، ويتناسى فضل الشكر الذي يديمها عليه بإذن الله.
  • لا يكون العبد قنوعًا: من البشر من لا تتواجد القناعة في طباعه، فيغفل عن أهمية الرزق الذي أنعم الله به عليه، فتكون مقارنته لذاته مع الآخرين ملازمةً له على وجه الدوام.
  • طلب الكمال: إن الكمال لله وحده، فليس من المنطقي أن يطلب العبد الكمال والمثالية في حياته، فهي من الأمور المستحيلة، لأنها الحياة الدنيا التي خُلقنا للعبادة بها، فطلب الإنسان للكمال يجعله غافلًا عن شكر الله تعالى.

مفهوم الشكر واركانه

من موانع الشكر

يُعرف الشكر في اللغة بأنه عرفان ونشر الإحسان، وجاءت كلمة “الشكور” من كثرة الشكر والثناء الحسن، فهو اعترافٌ من العبد بالنعم التي أنعم الله تعالى بها عليه بالأقوال أو الأفعال، وتتعدد الأنواع والأركان التي جاء عليها الشكر؛ فلا يتم الشكر إذا لم تتوفر تلك الأركان الرئيسية، ووجب التنويه إلا أن معاني الشكر والحمد تتشابه، مع اختلاف أن الشكر يكون بالجوارح أيضًا، بينما يقتصر الحمد على القلب واللسان، وتتمثل أركان الشكر فيما يلي:

الإقرار والاعتراف بنعم الله

  • يشير ركن الشكر الأول إلى الجزم التام بأن تلك النعمة هي من الله -عز وجل-، وقد وصلت إلى العبد عن طريق أشخاص أو غير ذلك مما هو وسيلة وسبب لوصولها لا أكثر، وفقًا لإرادة الله ومشيئته.
  • فمن نسب النعمة إلى غير الله سبحانه يكون جاهلًا أو مضّلًا، ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“أصبَح مِن عبادي مُؤمِنٌ بي وكافرٌ فأمَّا مَن قال : مُطِرْنا بفضلِ اللهِ وبرحمتِه فذلكَ مُؤمِنٌ بي كافرٌ بالكوكبِ وأمَّا مَن قال : مُطِرْنا بنَوْءِ كذا وكذا فذلكَ كافرٌ بي مُؤمِنٌ بالكواكبِ” (صحيح ابن حبان).

التحدث بالنعم والثناء على المنعم

  • على العبد أن يقدم كلمات الشكر والثناء للعبد الذي كان سببًا في وصول المعروف، إلى جانب شكره الدائم لله -عز وجل-.
  • وفي الحديث التالي لعائشة -رضي الله عنها- دلالة كثرة وثناء النبي -صلى الله عليه وسلم- على ربّه، حتى إنه كان يثني عليه الليل كله:

“فقَدْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ فلَمَسْتُ المسجِدَ فإذا هو ساجِدٌ وقَدَماه منصوبتانِ، وهو يقولُ: أعوذُ برضاك من سخَطِك، وأعوذُ بمعافاتك من عُقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسِك” (صحيح أبي داود).

العمل بالنعمة في طاعة ورضا الله

  • واجب على العبد أن يعمل بما انعم الله تعالى عليه ومنحه إياه؛ وذلك من خلال العبادة والطاعة واجتناب المعاصي والنواهي.
  • ويتمثل الفارق بين شكري القول والعمل في مفهوم الحمد، ومن الأمثلة على العمل بالنعمة في الطاعة ألّا ينفق الإنسان المال في المحرمات.

قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) -سورة سبأ آية 13-.

فضل الشكر بين الناس

ورد ذكر الشكر في الآيات القرآنية، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) -سورة إبراهيم آية 7-، ومن الآية نستنبط فضل عبادة الشكر التي حثّنا الله تعالى ونبيّه الكريم عليها، والمكانة التي يصل إليها الشاكرين فتكون سببًا في زيادة البركة على حياته، ودوام النعم وتضاعفها، وفيما يلي نوضح فضل الشكر بين الناس:

  • الشكر من الأخلاقيات الإسلامية التي تدعونا إليها فطرتنا السويّة، لذا من الواجب علينا نشره بين الناس وشكرهم على الأفعال الحسنة التي يقومون بها، وشكر الله أولًا قبل ذلك.
  • وشكر الله هو زيادة وتضاعف ونماء في النعم والأرزاق، كما أنه سبيل إلى دوام الخير والحصول على ثمراته.
  • وخالقنا جلّ وعلا لا يقبل شكر العبد إن كان لا يشكر الناس، ومن أجلّ عبارات الشكر هي قول “جزاك الله خيرًا”، فمن قالها أبلغ في ثنائه.
  • ويعود السبب إلى عدم شكر الناس جفاء الطبع لدى الإنسان، أو سوء الخلق، أو غيرها من موانع الشكر.

ثمرات الشكر

تتعدد الثمرات والفوائد المكتسبة من شكر الله تعالى، ومنها ما يحصل عليه الإنسان في الدنيا أو الآخرة، فكلّ حسنة صغيرة هي في الآخرة كبيرة ومضاعفة، فالحسنة بعشرة أمثالها، فما بالنا بجزاء الشكر الواجب على العبد.. ومن أبرز ثمرات الشكر ما يلي:

  • الشكر مقترن بالإيمان في بعض الآيات مثل قوله تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ) ؛ ونتيجةً لهما النجاة من العذاب.
  • الشكر أحد عوامل استجابة الدعاء، وكلما شكر العبد ربّه تضاعفت النعم لديه وزادت.
  • فمن الناس قسمان شكور وكفور؛ فالأولى للمسلم أن يكون من الشاكرين الذين ربحوا محبّة الله سبحانه.
  • ميّز الله عز وجل الشكر عن العبادات الأخرى في قوله “وسنجزي الشاكرين”؛ فلم يكن الجزاء فيه مرتبط بمشيئته سبحانه كالمغفرة، والرزق، والتوبة.
  • يعد الشكر أحد الأسباب التي تُجنّب العبد خطوات الشيطان، والهدف من خلق العباد هو العبادة والشكر.
  • يعد الشكر سيرًا على النهج القويم الذي سلكه الأنبياء، وهو من أعلى المراتب التي تتضمن الرضا، وكلّ من الصبر والشكر مكملات لإيمان العبد.

إلى هنا نكون قد تعرفنا على الأمور التي تعد من موانع الشكر بالإضافة إلى أهم الأمور المتصلة بها من الثمرات والفضائل والأركان، راجين لكم دوام الانتفاع بالعلم الشرعي والفائدة.

من موانع الشكر

جديد المواضيع