ابحث عن أي موضوع يهمك
يمثل النشاط البدني جميع الحركات التي يمارسها الأشخاص على مدار اليوم، سواء كان المشي، التسوق، العمل، أداء الأعمال المنزلية، الذهاب إلى النادي الرياضي أو ممارسة التمارين الرياضية، حيثُ أكدت العديد من الدراسات الطبية على الأهمية البالغة للأنشطة البدنية على الصحة البدنية والذهنية، بالإضافة إلى فاعليته في الوقاية والعلاج من العديد من المضاعفات الصحية، وللتعرف على أهم المكونات من مكونات النشاط البدني وأهميته للصحة تابعونا في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات.
يتم تحديد مستوى اللياقة البدنية لشخص ما وفقاً لعدد من العوامل، والتي قد يكون بعضها ما هو قابل للتعديل مثل الوزن، السلوك، أو ما هو غير قابل للتعديل مثل السن، الجنس، الجينات الوراثية، إلا أنه يُمكن لجميع الأشخاص تنمية وتطوير مهاراتهم البدنية من خلال الممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية، بالإضافة إلى إتباع العادات الغذائية الصحية مثل تناول الأطعمة الصحية الغنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن، تناول السوائل بوفرة على مدار اليوم، ومن أهم مكونات النشاط البدني للجسم المرونة، والرشاقة، والإطالة، والتوازن، والسرعة، والقوة، والقدرة العضلية، والدقة، والتحمل العضلي ،والتحمل الدوري التنفسي.
الأمر الذي لا يُمكن لأحد الاختلاف بشأنه هو ما تمثله ممارسة التمارين الرياضية حتى إن تمت ممارستها منزلياً لعدة دقائق يومياً من فائدة صحية جمة للجسم والعقل، وتتمثل أهم عوامل فائدة النشاط البدني في النقاط الآتية:
يُمكن لانخفاض معدل النشاط البدني على مدار فترات طويلة أن يُسبب زيادة خطر الإصابة بزيادة الوزن أو السمنة، ولا يعني ذلك أن ممارسة التمارين الرياضية لوحدها فقط كافية لفقدان الوزن، بل أن الأمر عملية متكاملة ما بين اتباع نظام غذائي صحي متوسط السعرات الحرارية، مع ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تدعم خفض الوزن عبر حرق السعرات الحرارية الزائدة المتراكمة بالجسم، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى فاعلية ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة في الحفاظ على وزن صحي للجسم على مدار الوقت.
يُعد ارتفاع معدل ضغط الدم بالجسم من أهم عوامل الخطر للعديد من الأمراض، وخاصةً أمراض القلب والسكتات الدماغية، وتساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم على زيادة قوة نبضات القلب مما يُقلل من الجهد اللازم لضخ الدماء إلى كافة أعضاء الجسم، وهو الأمر الذي يقلل من قوة الضغط على الشرايين، وبالتالي خفض معدل ضغط الدم، فقد أكدت العديد من الأبحاث الطبية أن النشاط البدني المنتظم من أسباب الحفاظ على ضغط الدم الصحي.
أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية بصفة منتظمة، وخاصةً التمارين التي تساعد في ضخ الدم بالجسم مثل تمارين المشي السريع، الجري، ركوب الدراجة، تعمل على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ليكون الأشخاص الذين يعانوا من زيادة الوزن والسمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بينما في حالة النشاط البدني يكون الجسم أقل عرضة للتعرض لمخاطر أمراض القلب.
من المُثبت طبياً أن التمارين الرياضية فعالة للغاية في تنظيم مستويات السكر في الدم بالجسم، كما تعمل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، كما أنه على الجانب الآخر فهناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن انخفاض معدل النشاط البدني يُزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
لذا فإنه غالباً ما يُوصى مرضى السكر بممارسة بعض التمارين الرياضية بصفة منتظمة وذلك للمساعدة في السيطرة على مستويات السكر في الدم.
تُعد الخلايا السرطانية من أخطر الأمراض التي قد تصيب الجسم، والذي يرتبط الإصابة به بالعديد من العوامل منها العوامل الوراثية، التدخين، تناول المشروبات الكحولية، اتباع نظام غذائي غير صحي، كما يوجد بعض مُسببا الإصابة التي لا يُمكن السيطرة عليها مثل الجينات، الملوثات البيئية، الإشعاع.
إلا أن الدراسات الحديثة قد أكدت أن التمرينات الرياضية يُمكنها المساعدة بفاعلية في تقليل خطر الإصابة بأنواع محددة من السرطانات، وبوجه خاص سرطان الثدي، سرطان الرئة، سرطان القولون، سرطان المستقيم، وذلك لمساعدتها على تقوية الجهاز المناعي وزيادة فاعليته في محاربة الجذور الحرة بالجسم.
تتخصص العضلات الهيكلية بالجسم في خدمة العديد من الوظائف الحيوية، فهي تسهم في الحفاظ على وقوف الجسم بوضع مستقيم في ثبات، التحكم في الحركة، توليد الطاقة والحرارة في الجسم، إلا أنه مع التقدم في السن فإن الكتلة العضلية في الجسم تميل إلى الانخفاض، كما أن نمط الحياة الكسولة في الكثير من الأحيان يتسبب في فقدان الكتلة العضلية بالجسم، وذلك بسبب التقليل من معدل الحركة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض العضلية مثل الساركوبينيا.
لذا فإن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، خاصةً تمرينات المقاومة كرفع الأثقال أو تمارين الدفع تساعد بشكل كبير في تحسين قوة العضلات، زيادة مرونة العضلات، مع تقليل خطر الإصابة بالأمراض العضلية مثل الساركوبينيا.
أثبتت العديد من الدراسات الطبية أن ممارسة النشاط البدني المنتظم خاصةً تمارين المقاومة مثل الرقص، الجري تساعد بشكل كبير في تحسين معدل كثافة العظام لدى المراهقين، كما أنها فعالة في الحفاظ على معدل كثافة العظام في مرحلة البلوغ، وهذا ما يُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل، وهذا الأمر ذو أهمية بالغة لكبار السن والنساء خاصةً في سن انقطاع الطمث، وذلك لأنها تساعد في إبطاء الخسارة الطبيعية للجسم لكثافة العظام التي تحدث مع التقدم في السن.
أشارت العديد من الدراسات أن ممارسة الأنشطة البدنية بصفة منتظمة ذات تأثير إيجابي بالغ على الصحة النفسية والعقلية، فعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة التي تحدث خلالها استفادة الصحة العقلية من التمارين الرياضية غير مفهومة بالكامل، إلا أن ما هو مؤكد هو أن ممارسة التمرينات الرياضية بصفة منتظمة يُعزز من إطلاق هرمون الإندروفين، بالإضافة إلى تخفيف معدل الضغط والتوتر على الجسم، مع تحسين القدرة على النوم وهي الأمور التي تساعد جميعها في تحسين المزاج والصحة النفسية بشكل عام، كما أظهرت بعض الدراسات فاعلية النشاط البدني في علاج الاكتئاب والتوتر وبعض الاضطرابات العقلية.
لقد ثبت في الدراسات الطبية الحديثة أن ممارسة الأنشطة البدنية بصفة منتظمة من عوامل الحماية من الاختلال المعرفي، وهي المرحلة التي تتوسط الانخفاض المعرفي الطبيعي المتوقع في سن الشيخوخة، والانحدار المعرفي الأكثر خطورة في حالة الخرف.
وعلى الرغم من أن الآلية الدقيقة التي تحدث خلالها تقليل الاختلال المعرفي عبر التمارين الرياضية غير مفهومة بالكامل، إلا أن الأبحاث الأخيرة قد أثبتت إلى إطلاق البروتينات المعروفة بـ المغذيات العصبية، والتي تلعب دوراً مهماً في تعزيز نمو الخلايا العصبية وإصلاح التالف منها، مما يساعد في دعم الأداء المعرفي الطبيعي، مما يُفسر بشكل كبير سبب انخفاض معدل الإصابة بالاضطرابات العقلية الإدراكية مثل الزهايمر والخرف لدى الأشخاص البالغين الذين مارسوا الرياضة بانتظام طوال حياتهم.
أوصت منظمة الصحة العالمية بأن يتم ممارسة ما لا يقل من 150 دقيقة من النشاط البدني أو تمارين الأيروبكس متوسطة الشدة على مدار الأسبوع، أو ممارسة ما لا يقل عن 75 دقيقة من النشاط البدني عالي الشدة على مدار الأسبوع، أو ممارسة مزيج من النشاط البدني البسيط أو القاسي.
على أن تتم ممارسة الأنشطة البدنية على فترات زمنية متعددة لمدة لا تقل عن عشرة دقائق، وحتى يتم الحصول على العديد من الفوائد الصحية الإضافية يجب أن يتم زيادة النشاط البدني المعتدل للبالغين إلى 300 دقيقة في الأسبوع، أو ممارسة الأنشطة البدنية القاسية بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع، أو ممارسة مزيج من الأنشطة البدنية البسيطة والقاسية.
يجب أن يتم ممارسة الأنشطة البدنية التي تستهدف مجموعات العضلات الرئيسية الذراعين، الكتفين، الساقين، الظهر، الوركين، الصدر، البطن، خلال يومين أو أكثر على مدار الأسبوع، مع الإشارة إلى ضرورة استشارة الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية سابقة للطبيب قبل البدء في ممارسة أي من الأنشطة الرياضية.
وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا الذي عرضنا لكم خلاله أهم المكونات من مكونات النشاط البدني ، مع استعراض أهمية ممارسة الأنشطة البدنية بصفة منتظمة للجسم، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.