ابحث عن أي موضوع يهمك
يوجد العديد من خطوات كتابة المذكرات الأدبية والتي سوف نعرضها لكم في مقالنا التالي عبر مخزن، وهي ما يقصد به تلك الصورة من الأنماط الأدبية التي يقوم الكاتب من خلالها بالتعبير حول ما مر به من أحداث ومواقف بحياته، إذ يقوم فيها برصد جميع ما مر عليه من أحداث ومن ثم يسردها بأسلوب أدبي، ويجب في ذلك أن تشتمل هذه المذكرات على عناصر وخطوات، ومن أهم الخطوات تلك الشخصيات، والأحداث، العقدة، الحقائق والحل.
جميعها يمثل عناصر وخطوات هامة لا بد من مراعتها خلال كتابتها من قبل الكاتب، بل إن إغفال أي من تلك العناصر يترتب عليه إخلالاً ببنائية السرد الأدبي، وكلما راعى الكاتب هذه الخطوات والعناصر وأعطاها ما تستحقه وتحتاج إليه كلما ارتفعت قيمة تلك المذكرات، وذلك من خلال السرد المتقن للتفاصيل المتراطة التي تحول النص الأدبي لوحدة عضوية حية، وفيما يلي سوف نعرض تحليل لكل من خطوات وعناصر المذكرات الأدبية.
الشخصيات هي الأفراد التي تمثل أدوار المذكرات المختلفة، والتي يدور النص السردي بفلكهم، ومن غير وجود هؤلاء الأشخاص يصير الحديث سرداً مجرداً خالياً من الحركة أو الروح أو الديناميكية، ويتم توزيع الشخصيات وفق تسلسل أحداث المذكرات فمنهم الشخصات الرئيسية (الأبطال) والذين يعدون بمثابة العمود الفقري الذي تقوم عليه الأحداث، وتدور حولهم أهم موافقها.
أما باقي الشخصيات فهم من يكونوا الأكثر تواجداً وعدداً بالنص الأدبي مثل الأبناء والزوجة والحبيبة، ويوجد كذلك الشخصيات الثانوية التي يقابلها البطل خلال أحداث المذكرات ويكون لها صلة بما يدور داخل المذكرات من أحداث.
الأحداث عبارة عن عدد من الأدوار والوقائع ذات الصلة بالمكان والزمان الذي يدور حوله نص المذكرة، سواء كانت تلك الأحداث حزينة، أن أنها مبهجة ومفرحة، وتكتسب تلك الأحداث أهميتها حسب زمن وفترة وقوعها وامتدادها على أبعاد من الزمن طويلة بالسرد الأدبي، إلى إلى جانب المكان الذي وقعت الأحداث به، سواء كان ذلك المكان بيئة، أو مجتمع، أو مدينة أو قرية لها أبعاد مؤثرة بالشخصيات والأحداث.
تقوم المذكرات الأدبية على عدد من الوقائع والحقائق التي وقعت بالفعل، حيث إنها تختلف عن العالم الذي تدور به أحداث القصة أو الرواية الخيالية، التي يكون البناء الأدبي الخاص بها قائم على الخيال والاختلاق وفق ما يتمتع به الكاتب من خيال خصب، بينما المذكرات الأدبية فإنها تقوم على الوقائع الحقيقية مما قدر مر به الكاتب، مما يحاول إظهارها ورصدها عن طريق كتابة هذه المذكرات، لكي يتم الاستفادة منها العبر والدروس.
في هذه الخطوة من كتابة المذكرات الأدبية يقوم صاحبها بالنزول التدريجي لأحداث القصة بمنحتى يستمر به وصولاً إلى النهاية، التي تتمثل في حل العقدة الدرامية، والوصول لنهاية محتملة للأحداث والنص، والتي يكون هناك اختلاف بينها وبين النهايات المفتوحة، وفي الخطوة تلك تتضح مهارة الكاتب بإقناع القارئ بطريقة حل العقدة والتي تعد مهارة تختلف ما بين الكُتاب، فالماهر منهم فقط هو من يقنع القارئ بالحل ونهاية المذكرات، دون أن يتعرض المتلقي أو القارئ بها إلى صدمة أو خيبة أمل.
- الأدوار التي يؤديها الشخصيات الأساسية بالمذكرات وهم أصحابها.
- يتحدث عنها الكاتب بالضمائر إما كان ذلك بضمير الغائب أو المتكلم، حيث يقوم الكاتب فيها بالحديث عن نفسه.
- تتضمن الشخصيات بعض الشخصيات الثانوية مثل الأقارب والأصدقاء والزملاء وبعض أفراد الأسرة.
- دوماً ما يهتم القارئ خلال قراءتها بالتعرف على شخصيات المذكرات الأدبية جميعها، وما يربط فيما بينهم من روابط.
- يهتم القارئ بالتعرف على الشخصيات جميعها في المذكرات الأدبية، ومدى تأثيرهم في حياة القارئ.
الوصف
- يحرص الكاتب على وصف الشكل والمظهر، حيث يقوم بوصف شخصيات المذكرات بصفات وجدانية، إلى جانب تسجيل مجموعة من المعلومات حول شخصيته.
الأحداث
تنقسم الأحداث في المذكرات الأدبية إلى:
- الوصف: يهتم فيها الكاتب بتسجيل ما يمر به من أحداث يومية بغير اختصار أو إضافة.
- العلاقات: من خلالها يقوم القارئ بإيضاح الأسباب التي نتج عنها وقوع الحادثة وما ينتج عنها من نتائج.
- المكان والزمان: دوماً ما يكون قصد الكاتب في إيضاح ما يدور حوله المكان والزمان لأحداث مذكراته، فيقوم بتسجيل المعلومات على النحو الآتي:
- يقوم الكاتب بتحديد ما يراه من معلومات له أهمية في سياق أحداث المذكرات.
- يؤث هذا على المذكرات مما يجعل بها وصف للبيئة المكانية التي يقع بها جميع الأحداث.
الحقائق
تنقسم الحقائق إلى اثنان من الأنواع وهي:
- المعلومات التاريخية: تتضمن المعلومات تلك على المجتمع الذي يعيش صاحب المذكرات به، وما يقع من ظروف وأحداث.
- المعلومات الشخصية: تعبر هذه المعلومات عن صاحب المذكرات وما يعيشه من ظروف وأحداث عملية وأسرية.
هناك بعض النصائح التي يترتب على اتباعها من قبل الكاتب الوصول بالمذكرات الأدبية إلى أفضل نتيجة ممكنة، وتلك النصائح تتمثل فيما يلي:
- الاهتمام بكل من اللغة القيمة والتصوير القريب من استيعاب وفهم المتلقي لكي تصل إليه فكرة المذكرة بدون أن يشعر بالصعوبة.
- تجنب منح الشخصيات الغير محورية دور كبير في المذكرات.
- تنسيق الأحداث والوقائع حسب المكان، والزمان، والتأثير والعاطفة.
- استبعاد جميع الأحداث والوقائع الغير هامة في سياق المذكرات.
- منح الأحداث والتفاصيل ذات الصلة الشديدة بمحور المذكرات الاهتمام البالغ.
- تحديد كل من المكان وما يتعلق به من أبعاد بصورة مفصلة ودقيقة حسب التسلسل الذي تسير الأحداث وفقاً له.
- الوقوف على ما يرغب الكاتب في التحدث عنه من فترات زمنية على وجه التحديد.
نعرض لكم فيما يلي أسماء أشهر المذكرات الأدبية التي يمكن قراءتها كما وسوف نوضح أسماء من قام بكتابة تلك المذكرات:
- الأيام: الأيام هي مذكرة أدبية قام بكتابتها الأديب والكاتب المصري (طه حسين) وقد كان يعد واحد من أشهر الكتاب والأدباء الذين خلفوا ورائهم أثر أدبي وفكري وعلمي في مصر والوطن العربي، ويتم تدريس مذكرة الأيام للطلاب في المدارس والجامعات.
- هوس العبقرية – الحياة البشرية: هي واحدة من أفضل المذكرات الأدبية التي يمكن قراءتها، لـ(ماري كوري)، وكتبها باربار جولدسميث، تلك المذكرة الأدبية تتكون من عشرون فصل تقريباً.
- رحلتي الفكرية في الجذور والبذور: قام بكتابتها عبد الوهاب المسيري.
- أقل من عدو – أكثر من صديق – السيرة الطائرة: كتبها الأديب (إبراهيم نصر الله).
- أنا والسوريالية: قام بكتابة تلك المذكرة الأديب الشهير سلفادور دالي، وتمت ترجمة هذه المذكرات بواسطة سلفادور دالي، ومن ثم ترجمة على يد أشرف أبو اليزيد المترجم، أما من قدمها فهو اندريه بارنيود.
إلى هنا نكون قد تعرفنا في مخزن على العديد من خطوات كتابة المذكرات الأدبية والنصائح التي يتعين على الكاتب اتباعها للحصول على أفضل النتائج خلال كتابة ذلك النوع من المذكرات، نتمنى في الختام أن يكون مقالنا قد أفادكم.