مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من اجلال الله

بواسطة: نشر في: 27 مارس، 2022
مخزن

من اجلال الله هي أحد العبارات التي ذكرت في الأحاديث النبوية المطهرة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تتضمن الكثير من المعاني الهامة عن أخلاق المسلم وسلوكه، حيث إن الله جل وعلا خلق الإنسان على الفطرة السليمة التي تقوم في أساسها على الخير والمحبة، ويذكر أن أصل الإنسان الخلق الحسن القويم الذي يتضمن جميع الفضائل، ولكن فور أن تبدأ الأطفال بالتقدم في العمر لكي تتوفر الأخلاق التي يكتسبونها من البيئة المحيطة والأصدقاء والأسرة لديهم، وفي مخزن سنذكر الحديث الشريف الذي وردت به عبارة من اجلال الله والمقصود منها.

من اجلال الله

(من اجلال الله: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)، ويعتبر ذلك الحديث من الأحاديث الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يعني إجلال الله جل وعلا تعظيمه وتوقيره، أما ذي الشيبة المسلم فإنه يعني الشخص الكبير بالعمر، الذي يعينه ويساعده، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه يقصد بها حافظ القرآن الكريم، الذي قام بتفسيره والعمل به في كل من ظاهره وباطنه، في حين يقصد بالجافي عنه من يتمسك بتعلم آيات الذكر الحكيم وكأنه مجرد روتين أساسي بالحياة، ويقصد بعبارة إكرام ذي السلطان إكرام الوالي الذي يعدل.

إجلال الله وتعظيمه

يوجد الكثير من مظاهر إجلال وتعظيم الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي سوف نبين بعض من هذه المظاهر:

  • يتحقق التمجيد والتعظيم لله تعالى من خلال تأكيد صفاته عليه من غير تحريف أو تمثيل أو تكييف أو إعاقة بما يليق به سبحانه، وإنكار البعض من صفاته يتضمن في الحقيقة عدم تقدير الخالق سبحانه كما ينبغي، ومن علامات تعظيم العبد لله تعالى وصف الله سبحانه بالعظمة والعزة والمجد، وهو ما يصنف باعتباره من أعظم الأشياء في الحياة، ولعلم الإنسان وذكره لنعمة الله سبحانه ومخلوقاته، مجد الخالق جل وعلا الإنسان بالكثير من المواضع ومنها:
    • تعظيم العباد للقرآن الكريم من أسباب تعظيم وتمجيد الله سبحانه، وهو ما يتحقق من خلال تلاوة وقراءة آيات القرآن الكريم، والتدبر بمعانيها والتأمل فيها، واتباع ما ورد من أوامر بالآيات والاقتداء بالسلف الصالحين.
    • تعظيم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وتمجيد جميع ما ورد عنه من أحاديث بالسنة النبوية المطهرة، وهو ما أكد على معناه الكثير من العلماء، ومن بينهم شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه، ومنع كافة ما يضره، بينما التبجيل فإنه يحقق الكرامة والوقار والطمأنينة، ولكن تمجيد رسول الله لا بد وأن يكون بما يحب الله سبحانه ويرضى به ويمدح فاعله ويأمره.

مظاهر تعظيم الله

إن تعظيم الله جل وعلا في مختلف الجوانب من أكرم وأفضل الأعمال القلبية التي يقترب المسلم بها منه جل وعلا، خاصةً في ذلك الوقت الذي يسخر به من الدين، وطقوس الله والاستخفاف بها وإهانة شعب الله سبحانه، وتتمثل نية تعظيم وتمجيد الله سبحانه في الإيمان المطلق أن الله تعالى أعظم من أي شيء، وأسمى وأعظم ما في الوجود.

ولا يتحقق ذلك التمجيد من دون إثبات كافة صفات الله سبحانه، وكينونته تخلو من كل نقص وعيب، ويوجد الكثير من الأمور التي تفرض وتستوجب تعظيم وتمجيد الله سبحانه، ومن أهم تلك الواجبات ذكر بركات الله ونعمه، بينما مظاهر تمجيده فهي الالتزام بجميع ما فرضه الله على عباده كالصوم والصلاة، وكذلك النوافل.

يؤدي بالعبد الى فعل الأوامر ونرك النواهي تعظيما لله وخوفا من عقابه

إن الخوف الذي يؤدي بالعباد إلى إتيان أوامر الله وترك نواهيه إجلالًا وتعظيمًا له، ومخافةً من عقابه هو ما يعتبر من قبيل الخوف المحمود، إذ يوجد من الخوف ثلاث أنواع أولها الخوف المحمود، وثانيها الخوف من الناس، وهو ما يقصد به عدم فعل الفواحش والمحرمات خوفًا على نفسه من تغير نظرة الناس إليه، أما النوع الثالث من الخوف فهو الغير محمود الذي يتمثل في ترك النهي عن المنكر، وترك الأمر بالمعروف وفعله خوفًا وخشيةً، وقد روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى يقول: ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره، فإذا لقن الله عبداً حجّته، قال: يا رب، رجوتك، وفَرَقْت الناس).

أمثلة على الخوف المحمود

هناك العديد من الأمثلة للخوف المحمود في الشريعة الإسلامية، جميعها يتمثل في فعل ما يرضي الله جل وعلا، وأداء العبادات، ومن بين الأمثلة التي يمكن طرحها على الخوف المحمود التالي ذكره:

  • إقامة الصلاة: وذلك لقول الله جل وعلا في سورة النساء الآية 43 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).
  • ترك الخمر: وهو ما قال فيه الله تعالى في سورة البقرة الآية 219 (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).
  • البعد عن الفواحش مخافة الله تعالى: وهو ما قال فيه الله سبحانه وتعالى في سورة النور الآية 19 (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

فضل عبودية الخوف

الخوف من الله جل وعلا من أفضل صور عبادته سبحانه، ولكن لعبودية الله والخوف منه فضل عظيم، وذلك الفضل يتمثل فيما يلي ذكره وإيضاحه:

  • الخوف من الله تعالى من شروط الإيمان، وذلك هو ما أمر به الله جل وعلا في سورة آل عمران الآية 75 والتي قال الله بها (فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
  • الخوف من الله سبحانه من صفات الأنبياء والملائكة، وهو ما قال به الله تعالى في سورة النحل الآية 50 (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ)، كذلك قال سبحانه في سورة الأحزاب الآية 39 (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا).
  • مدح الله تعالى من يخشونه ويخافونه، وهو ما قال به تعالى في سورة المؤمنون الآيات 57، 58، 59، 60، 61 (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ).

المراجع

من اجلال الله

جديد المواضيع