مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

منهج اهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة

بواسطة: نشر في: 14 ديسمبر، 2023
مخزن

أهل السنة هم أكبر اتجاه إسلامي في تاريخ الإسلام، ويُعرف منهج أهل السنة بأنه يتبع منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين، وأصحاب المذاهب الفقهي، وقد تطور مصطلح “أهل السنة” تدريجيًا نتيجة للفرق التي انشقت عن جماعة المسلمين، وقد تم اتخاذ مصطلح”أهل السنة” لوصف من يتبع الصحابة في سلوكهم، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نساعدكم في التعرف على هذا المنهاج الشريف.

منهج اهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة

المنهج الأول: التركيز على الصفات الإلهية

منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة يركز على الصفات الإلهية لله وحده وتوحيده بالعبادة، فهو الحي القيوم الذي لا يموت، وهو الذي أحيا كل شيء، وهو المقدر على توفير الحياة والموت. يعتبرون الله وحده المستحق لجميع أشكال العبادة وينكرون الشرك به في العبادة أو التعظيم لأي مخلوق.

المنهج الثاني: الشهادة

يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، حيث يرى أن الإيمان بالله وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واتباع سنتهما جزءٌ لا يتجزأ من العقيدة. يحثون على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول لنيل رحمة الله، مؤكدين ضرورة الإيمان الحقيقي الذي يُظهر الانقياد الكامل لأحكام الله ورسوله.

التركيز على أركان الإسلام

في الإسلام هناك خمسة أركان أساسية تُشكل الإيمان، وهي الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت لمن يستطيع ذلك سبيلاً.

لا يكتمل دين المرء في الإسلام إلا بالشهادتين، ومن ترك أيًا من الأركان الأربعة المتبقية بشكل جاحد، فإنه يُعتبر كافرًا باتفاق العلماء، كما يُؤكد الإسلام على أهمية التضامن الديني وضرورة إقامة الدولة الإسلامية على أساس ثلاثة من هذه الأركان، حسب قول الله تعالى: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين”.

الإيمان والتسليم بالله

أحد مبادئ منهج أهل السنة والجماعة يتمثل في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر بشكل عام، حيث يؤمنون بجملة من العقائد والتفاصيل. يُؤمنون بعذاب القبر وبرزقه، وبالبعث والنشور والحساب، والوزن في يوم القيامة، والصحف التي تُسجل الأعمال، والصراط الذي يُمر عليه الناس، وبالجنة والنار.

كما يؤمنون بالقدر مُعتقدين أن كل شيء خيره وشره بقدر الله، وأن الإنسان خُلق وفقًا لقدر الله وهو مسؤول عن اختياراته وأفعاله.

الإيمان قولًا وفعلًا

الإيمان بالقول والفعل يعني الإيمان بأقوال الدين والقيام بالأفعال التي تنسجم مع هذه القيم، وتطبيق جميع أركان الإيمان في سلوكياتنا اليومية. يشير القرآن الكريم إلى هذا الأمر بقوله: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”، وكذلك بوصف “وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ”.

هذه الآيات تُشير إلى أهمية الإيمان الصادق وأهمية الأعمال الصالحة المتجسدة في حياة الإنسان المؤمن. وفي المقابل، يحذر القرآن من التقصير في القيام بالواجبات الدينية، كما في قوله: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.

عدم تكفير أهل القبلة

أهل السنة والجماعة لا يُكرون أحدًا من أتباع الديانة الإسلامية بذنبٍ ما ما لم يستحلوه ويعتبروه جزءًا من تصوراتهم الدينية. وهم يؤمنون بأن أصحاب الكبائر، أي الذنوب الكبيرة، قد لا يبقون في النار إلى الأبد، بل قد يُعذَّبون إن شاء الله تعالى، وإن شاء الله قد يغفر لهم بسبب إخلاصهم في الإيمان والتوحيد.

الدين أركان وفرائض

الإسلام يتألف من أركان وفرائض وسنن وحدود وشرائع يجب الإيمان بها واتباعها دون تراجع. يأتي في حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “إنَّ للإيمان فرائض وشرائع وحدودًا وسننًا، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها فلم يستكمل الإيمان. فإن أعشتُ، سأبينها لكم حتى تعملوا بها.” يجب على المؤمن إيمانه بجميع هذه العناصر، ولا يمكن التخلي عن الفرائض، ولا يعتبر الواجبات الجماعية مثل فرائض الكفاية مكانة أقل من فرائض الفرد، وكذلك لا يُعتبر السنن مكانتها أقل من الفرائض، ويُعتبر المكروه مكانته في الإثم كبيرًا.

اكتمال الإسلام قبل موت النبي

الإسلام اكتمل وشمل جميع جوانبه وأركانه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا لا يُحتاج إلى أي إضافات أو تعديلات بعد ذلك الزمان. وفي الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ”، مشيرًا إلى أن أي إضافات جديدة في الدين تُعتبر بدعة، وأن الابتعاد عن تعاليمه الأصلية يُعتبر ضلالة وكل ضلالة في النار.

سمات منهج أهل السنة

من أبرز مبادئ سمات منهج أهل السنة والجماعة ما يلي:

  • الإيمان بالغيب والتصديق به: يُعدُّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبكل ما ورد في الكتب السماوية من أهم خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة. هذا الإيمان يُمثِّل أحد أبرز مظاهر الإسلام، ويُميِّز المسلمين عن غيرهم بإيمانهم بالجوانب الخفية والغيبية التي لا تُدرك بالوسائل العادية. كما تُؤكد الآية الكريمة في سورة البقرة على أهمية الإيمان بالغيب.
  • الالتزام بكتاب الله وسنة النبي: جميع المسلمين يَلتزمون بتعاليم القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الالتزام يُعتبر المرجع الأساسي للمسلمين في معرفة الحلال والحرام والتصرفات الدينية والحياتية.
  • الوضوح والسهولة: تتميز العقيدة الإسلامية بوضوحها وسهولتها، حيث لا تحمل تعقيدات وغموضًا يُصعب فهمها. الدين الإسلامي جاء ليكون واضحًا للبشرية، ولذلك وضع شرائع سهلة يمكن فهمها بسهولة.
  • شمولية العقيدة: يعتبر الإسلام دينا شاملاً لجميع الجوانب الحياتية والدينية. يحتوي على الإرشادات والتعاليم التي يحتاجها المسلم في كل جانب من جوانب حياته.
  • التوضيح والإبراز: تعتمد العقيدة الإسلامية على التوضيح والبيان، حيث تُوضِّح الأمور التي تخص المسلمين بشكل واضح، وتُبرز القواعد والشرائع التي يجب اتباعها.

أصول عقيدة أهل السنة والجماعة

هي أصول الإسلام، الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق، ولذا فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي:

  • مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح.
  • كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وإن كان آحادًا.
  • المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
  • أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعمًا أنه منه.
  • التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
  • العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
  • يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
  • العصمة ثابتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
  • الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة والفراسة الصادقة حق وهي كرامات ومبشرات ـ بشرط موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
  • المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
  • يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.
  • كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
منهج اهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة

جديد المواضيع