ابحث عن أي موضوع يهمك
أهل السنة هم أكبر اتجاه إسلامي في تاريخ الإسلام، ويُعرف منهج أهل السنة بأنه يتبع منهج السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين، وأصحاب المذاهب الفقهي، وقد تطور مصطلح “أهل السنة” تدريجيًا نتيجة للفرق التي انشقت عن جماعة المسلمين، وقد تم اتخاذ مصطلح”أهل السنة” لوصف من يتبع الصحابة في سلوكهم، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نساعدكم في التعرف على هذا المنهاج الشريف.
منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة يركز على الصفات الإلهية لله وحده وتوحيده بالعبادة، فهو الحي القيوم الذي لا يموت، وهو الذي أحيا كل شيء، وهو المقدر على توفير الحياة والموت. يعتبرون الله وحده المستحق لجميع أشكال العبادة وينكرون الشرك به في العبادة أو التعظيم لأي مخلوق.
يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، حيث يرى أن الإيمان بالله وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واتباع سنتهما جزءٌ لا يتجزأ من العقيدة. يحثون على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول لنيل رحمة الله، مؤكدين ضرورة الإيمان الحقيقي الذي يُظهر الانقياد الكامل لأحكام الله ورسوله.
في الإسلام هناك خمسة أركان أساسية تُشكل الإيمان، وهي الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت لمن يستطيع ذلك سبيلاً.
لا يكتمل دين المرء في الإسلام إلا بالشهادتين، ومن ترك أيًا من الأركان الأربعة المتبقية بشكل جاحد، فإنه يُعتبر كافرًا باتفاق العلماء، كما يُؤكد الإسلام على أهمية التضامن الديني وضرورة إقامة الدولة الإسلامية على أساس ثلاثة من هذه الأركان، حسب قول الله تعالى: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين”.
أحد مبادئ منهج أهل السنة والجماعة يتمثل في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر بشكل عام، حيث يؤمنون بجملة من العقائد والتفاصيل. يُؤمنون بعذاب القبر وبرزقه، وبالبعث والنشور والحساب، والوزن في يوم القيامة، والصحف التي تُسجل الأعمال، والصراط الذي يُمر عليه الناس، وبالجنة والنار.
كما يؤمنون بالقدر مُعتقدين أن كل شيء خيره وشره بقدر الله، وأن الإنسان خُلق وفقًا لقدر الله وهو مسؤول عن اختياراته وأفعاله.
الإيمان بالقول والفعل يعني الإيمان بأقوال الدين والقيام بالأفعال التي تنسجم مع هذه القيم، وتطبيق جميع أركان الإيمان في سلوكياتنا اليومية. يشير القرآن الكريم إلى هذا الأمر بقوله: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”، وكذلك بوصف “وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ”.
هذه الآيات تُشير إلى أهمية الإيمان الصادق وأهمية الأعمال الصالحة المتجسدة في حياة الإنسان المؤمن. وفي المقابل، يحذر القرآن من التقصير في القيام بالواجبات الدينية، كما في قوله: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”.
أهل السنة والجماعة لا يُكرون أحدًا من أتباع الديانة الإسلامية بذنبٍ ما ما لم يستحلوه ويعتبروه جزءًا من تصوراتهم الدينية. وهم يؤمنون بأن أصحاب الكبائر، أي الذنوب الكبيرة، قد لا يبقون في النار إلى الأبد، بل قد يُعذَّبون إن شاء الله تعالى، وإن شاء الله قد يغفر لهم بسبب إخلاصهم في الإيمان والتوحيد.
الإسلام يتألف من أركان وفرائض وسنن وحدود وشرائع يجب الإيمان بها واتباعها دون تراجع. يأتي في حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: “إنَّ للإيمان فرائض وشرائع وحدودًا وسننًا، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها فلم يستكمل الإيمان. فإن أعشتُ، سأبينها لكم حتى تعملوا بها.” يجب على المؤمن إيمانه بجميع هذه العناصر، ولا يمكن التخلي عن الفرائض، ولا يعتبر الواجبات الجماعية مثل فرائض الكفاية مكانة أقل من فرائض الفرد، وكذلك لا يُعتبر السنن مكانتها أقل من الفرائض، ويُعتبر المكروه مكانته في الإثم كبيرًا.
الإسلام اكتمل وشمل جميع جوانبه وأركانه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا لا يُحتاج إلى أي إضافات أو تعديلات بعد ذلك الزمان. وفي الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ”، مشيرًا إلى أن أي إضافات جديدة في الدين تُعتبر بدعة، وأن الابتعاد عن تعاليمه الأصلية يُعتبر ضلالة وكل ضلالة في النار.
من أبرز مبادئ سمات منهج أهل السنة والجماعة ما يلي:
هي أصول الإسلام، الذي هو عقيدة بلا فِرَق ولا طرق، ولذا فإن قواعد وأصول أهل السنة الجماعة في مجال التلقي والاستدلال تتمثل في الآتي: