متى توفيت حفصة زوجة الرسول ، على كل مسلم أن يتعرف على السيرة النبوية وسيرة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم واتخاذهم قدوة حسنة في حياتنا وأخذ العبر والدوس من المواقف، ومن خلال موقع مخزن سنتعرف معًا على السيرة الذاتية لواحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، بجانب التعرف على تاريخ وفاتها عبر الفقرات التالية.
السيدة حفصة هي ابنة عمر بن الخطاب أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما لقبها كاملًا فهو: حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، والدتها هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح أخت عثمان بن مظعون.
ولدت السيدة حفصة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بحوالي خمسة أعوام.
أما عن وفاتها فيقال بأنها توفيت بشهر شعبان بالعام الخامس والأربعين للهجرة عندما كانت تبلغ من العمر ستون عامًا في عهد الملك معاوية بن أبي سفيان.
يقال أن والي المدينة حينها قد قام بالصلاة عليها.
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من حفصة
تزوجت السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب من خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي، وهاجرت إلى المدينة المنورة مع المهاجرين معه، وبعد الهجرة توفى خنيس بن حذافة بغزوة أحد.
بعد أن ترملت السيد حفصة رضي الله عنها قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسؤال عثمان بن عفان أن يتزوجها فأجابه بأنه ليس بحاجة إلى الزواج.
بعدها التقى بأبي بكر سائلًا إياه أن يتزوجها فسكت أبي بكر، فقال عمر بهذا الشأن: فكُنْتُ أوجَدَ عليه منِّي على عثمانَ.
بعد مضي ليالي قليلة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما التقى أبي بكر الصديق بعمر بن الخطاب بعدها قال له: (لعلَّك وجَدْتَ في نفسِك حينَ عرَضْتَ عليَّ حفصةَ فلم أرجِعْ إليك شيئًا ؟ قال: قُلْتُ: نَعم قال: فإنَّه لم يمنَعْني أنْ أرجِعَ إليك شيئًا لمَّا عرَضْتَ عليَّ إلَّا أنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُها ( ولم أكُنْ أُفشي سرَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولو ترَكها لنكَحْتُها )).
طلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لحفصة
يقال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طلق حفصة وصل الخبر إلى عمر بن الخطاب فأصبح يقول: ما يعبأ الله بعمر وابنته، فيقال أن جبريل نزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بأن الله يأمره بأن يرد حفصة رحمة بعمر رضي الله عنه.
لم يتواجد حديث صحيح بالسنة النبوية عن سبب طلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها.
لكن بعض أهل العلم يربطون الأمر بالآية الثالثة من سورة التحريم: ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ).
أما عن السر وراء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُخبر عن السبب وراء الطلاق في أحاديثه فيمكن أن يكون إشارة إلى الطريقة التي يجب اتباعها بين الزوج والزوجة في الحياة فهو قدوتنا في الحياة الدنيا في شتى المواقف، وأن الرجل إذا طلق زوجته لا يجب عليه إفشاء سرها، ولا وصفها بصفات تكرها.
لماذا سميت حفصة بحارسة القرآن
كان السيدة حفصة هي أول من تم اختيارها من أمهات المؤمنين بتقوم بحفظ أول مصحف تمت كتابته، ولهذا لقبت بحارسة القرآن، وقد استمرت على العبادة حتى توفتها المنية في عهد معاوية بن أبي سفيان، وهناك العديد من الروايا التي تشير إلى إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة، من ضمنها ما يلي:
كان نبي صلى الله عليه وسلم عدل بين زوجاته، فكان يقوم باختيار واحدة منهم قبل الغزوة ليصطحبها معه عن طريق القرعة.
لما تم اختيار حفصة، خرجت معه واستمرت بالجلوس في خيمتها أثناء المعركة، وبمجرد الانتهاء من المعركة خرجت لتداوي الجرحى و تساعد الجميع في تخفيف آلامهم.
عندما رئها رسول الله صلى الله عليه وسلم منحها ثمانين وسقًا من القمح اعترافًا بفضلها، وإكرامًا لها.
قصة حفصة وماريا
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل لكل واحدة من زوجاته يومًا خاصًا بها، وعندما جاء يوم حفصة استأذنت نبي الله أن تذهب إلى بيت أبيها فأذن لها نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقام باستعداء مارية القبطية.
لكا جاءت حفصة إلى بيتها ووجدت مارية القبطية حزنت وقامت بعتاب النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه جاء بحمارية بمنزلها وعلى فراشها وكان لومها يشير إلى هوان أمرها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقام رسول الله صلى الله عليه سلم يراضيها، وحرم مارية على نفسه، وطلب منها ألا تخبر أحدًا، فذهب حفصة وأخبرت عائشة رضي الله عنها.
بهذه الحادثة نزلت آيات سورة التحريم، فجاء قوله تعالى بالآية الأولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
يقال أن هذا كان عتابًا على قرار النبي صلى الله عليه وسلم بتحريم مارية على نفسه، فقد كان في تحريم مارية القبطية فرحة للعديد من زوجاته، لأنها كانت والدة ابنه إبراهيم.
حياة حفصة بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم
حفظت السيدة حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث والأقاويل التي كانت تعيش على أساسها في حياته ومماته، ولما مات صلى الله عليه سلم بكت عليه بكاءً شديدًا وعكفت ببيتها، ولم تكن تخرج إلا من أجل الحج واستمرت على الطاعة والتصدق للمحتاجين والفقراء حتى ماتت.
استمر التقدير والاحترام لحفصة بعهد الخلفاء الراشدين أجمعين إكرامًا لها، ووفاءً للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقد التعامل معها وحرمتها مستوحاه من حرمة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته.
كانت غرفة السيدة حفصة مكانًا لحفظ الألواح والرقع التي كتب عليها القرآن الكريم.
عند جمع القرآن الكريم بمصحف واحد بعهد أبي بكر الصديق بإصرار من عمر بن الخطاب كان الاعتماد الأساسي على الألواح والرقع المتواجدة عنها.
قامت حفصة برواية العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويصل عددهم إلى 28 حديثًا، واتفق مسلم والبخاري على أربعة منهم، أما الإمام مسلم فانفرد لوحده برواية ستة منهم.، كما يحتوي كتاب بقي بن مخلد على مسند يحمل ستين حديثًا عنها.
كما تواجدت العديد م المناقب عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما منها:
تعلمها للكتابة.
كثرة صيامها وقيامها.
الحصول على شرف الهجرة.
نالت الفضل بكونها وارثة الصحيفة الجامعة للقرآن الكريم.
كانت بليغة وفصيحة اللسان.
من هذا المنطلق نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا بعد أن أجبنا على سؤال متى توفيت حفصة زوجة الرسول ،بجانب الإلمام بالعديد من الجوانب الخاصة بحياة حفصة بنت عمر بن الخطاب، وزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحياتها من بعده عبر الفقرات السابقة.
يمكنكم الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة عبر موقع مخزن من هنا: