ابحث عن أي موضوع يهمك
إن ليلة القدر من أعظم ليالي العام، حيث اختصها الله جل وعلا بالفضل الكبير، كما جعل الله موعدها غير محدد ولكن أخفاه عن العباد حتى يتنافسوا ويجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان الأخيرة جميعها، ولكن هناك بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر ورد ذكرها في السنة النبوية المطهرة ومنها ما يلي:
يشعر المسلم في ليلة القدر بنشاط القلب وراحته والسكينة به التي تعين العباد على أداء الطاعات، ويكون للعبادة بها لذة أكثر من أي ليلة غيرها، وهو ما يعود السبب به إلى نزول الملائكة على العباد بالسكينة، وهو ما قال فيه تعالى بسورة القدر الآية 1، 2(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، وينعم الله فيها على بعض من عباده بشعور قلبي وإحساس داخلي بالطمأنينة إلى توفيقهم قيام ليلة القدر، لحُسن إقبالهم بالقُربات وغيرها من سائر الطاعات على الله تعالى.
وإن شعر المسلم بذلك الشعور فإن أفضل ما يمكنهم الدعاء به في هذه الليلة (اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)، وقد ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).
تكون الشمس في السماء بليلة القدر ساكنة صافية، والجو يكون معتدلًا، لا بارد ولا حار، وفي الصباح تخرج الشمس في السماء بدون أشعة، حيث تكون أقرب إلى القمر بليلة تمامه بدرًا، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا)، والمقصود بالشعاع ما يُرى من ضوء عند بداية خروج الشمس، ويكون مثل القضبان أو الحبال التي تقبل إلى الإنسان حين ينظر إليها.
حيث تأتي ليلة القدر في أحد الليالي الوترية أي الفردية بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهو ما ورد فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ).
أنزل الله تعالى القرآن الكريم على رسوله في ليلة القدر، واختصها لتكون ليلة من أفضل الليالي، فهي ليلة خير من ألف شهر، وهو ما قال فيه تعالى في سورة القدر الآية 3، 4 (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، ويكون قيامها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، والدعاء وغيرها من سائر العبادات، وهي واحدة من الليالي العشر الأخيرة في شهر رمضان الفضيل، وهي ليلة وترية، وأحرى تلك الليالي الوترية هي ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ولكن لا يمكن لأي أحد الجزم على وجه اليقين أي من الليالي هي ليلة القدر، والحكمة من ذلك هو حضور الهمة والعزيمة لدى المؤمن ليبذل قصارى جهده بالعبادة في آخر عشر ليالي جميعها، بغير اقتصار على ليلة بعينها، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، وإنَّه تَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ، وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا في السَّبْعِ والتِّسْعِ والخَمْسِ).
تحدث أهل العلم عن العديد من الأسباب التي سميت من أجلها ليلة القدر بذلك الاسم، ومن أهم تلك الأسباب نذكر ما يلي:
هناك العديد من الحكم التي يعود إليها أهمية معرفة علامات ليلة القدر، ومن تلك الحكم نذكر:
اختص الله تعالى أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بليلة القدر، كما فضلها عن غيرها من الليالي، ولفعل الخير بها أجر وثواب أعظم من أدائه في غيرها من الليالي، حيث يعادل العمل الصالح بها عمله بألف شهر، وفي ذلك ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله (الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر)، وفيما يلي نذكر لكم بعض من فضائله:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم بموعد ليلة القدر على سبيل التعيين، ولكن الله أنساها له فيما بعد، ولله حكمة في ذلك وهي تحفيز العباد على الاجتهاد بالعبادة في العشر الآخرة من شهر رمضان المبارك، وقد أخرج البخاري بصحيحه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ)، ومما ذلك يستدل على استحباب كتمان المسلم لعلمه لليلة القدر من رؤيته لعلاماتها.
يمكن للعبد في ليلة القدر أن يدعوا من خير الدنيا والآخرة بما يشاء، ومن أفضل ما يمكن أن يدعو به هو الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوارد في السنة النبوية، ومنه ما يلي: