ذكر لفظ خضراء الدمن في حديث شريف اختلف العلماء في صحته، وقيل بأنه حديث ضعيف حيث تم ذكره قي السلسلة الضعيفة برواية من أبو سعيد الخضري، وكان المحدث به الألباني والدارقطني والرامهرمزي والعسكري، وهو ما دفع الكثيرين للسؤال حول ما هي خضراء الدمن، وهو ما وضحه الحديث فيقول صلى الله عليه وسلم: (إيَّاكُم وخضراءَ الدِّمَنِ فقيلَ : وما خَضراءُ الدِّمنِ ؟ قالَ : المرأةُ الحسناءُ في المنبتِ السُّوءِ)، ويأتي المعنى فيما يلي:
أما عن لفظ الدمن فيشير إلى آثار الغنم والإبل وما يشير إليها من مخرجات وأبوال وأبعار، فمن الممكن أن ينبت في هذه الأشياء نبات ذا مظهر حسن، وأنيق.
هو الأمر الذي يشير إلى الإنبات الفاسد، فمعنى الحديث يشير إلى فساد النسب بالرغم من حسن المظهر، ولهذا فيكون الأصل غير صحيح.
المراد من الحديث الشريف هو التحذير، فلا يجب أن يتم الزواج لحسن الفتاة وحده، فيمكن أن تكون حسناء وفاتنة الجمال ولكن بغير دين وخلق حسن، وهو الأمر الذي ينبت ذرية فاسدة غير صالحة.
فالمسلم عليه أن يظفر بذات الدين، التي تحفظ عرضه، وتصون سره، وتطيعه فيما يرضي الله، وتكون له عون على فتن الدنيا.
من هذا المنطلق فيمكن القول في إجابة سؤال ما هي خضراء الدمن، بأنها إشارة من الحديث إلى الأساس التي لا بد من اختيار الزوجة عليه، فلا يجب أن يكون الهدف الأساسي من الزواج هو اختيار الجمال، والمتعة فحسب.
بل الهدف من الزواج هو الحياة الزوجية التي تنشأ جيل صالح، وتكون للإنسان عون وراحة في دنياه، فهي مؤسسة يجب أن يكون الأساس بها تقوى الله عز وجل، فالسعي وراء المظاهر لا يجلب شيء دون الذل والقبح.
وصايا الرسول في اختيار الزوجة
جاء الإسلام بالحث على الزواج مشيرًا إلى أهميته ودوره في الحياة، وحرص على عرض الصفات الأساسية التي لا بد من اختيار الزوجة أو الزوج على أساسها، وهذا بعض أن يحقق الزواج الغرض الأساسي منه دون أن يصبح أذى وإكراه مسببًا التعاسة.
فالزواج هو علاقة تشاركية بين شخصين، يجب أن يكون الأمر بينهما قائمًا على المودة والرحمة والتفاهم، وشريكة الحياة عليها أن تكون الخليلة لزوجها.
فجاءت الوصية الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم فاختيار صاحبة الدين، فتكون عونًا لزوجها في أمور دينه ودنياه، فترده إلى الطريق عند الخطأ.
كما يجب أن تكون المرأة ذات خلق رفيع، وأدب فعلبها أن تحترم زوجها في غيابه وحضوره.
بالإضافة إلى ذلك عليها أن تكون حسنة المعشر، وعليها أن تتزن وتطيب لزوجها فتسره رؤيتها.
من المهم أيضًا أن تكون المرأة عابدة لله، محافظة على طاعتها وصلاتها، وإقامة الفروض التي أمر بها المولى عز وجل.
كما لا بد أن تقدم رضا المولى عز وجل عن رغباتها وأهوائها الشخصية، وهو ما يدل على الإيمان.
يجب أن تكون المرأة مراعية لحق زوجها، وبيته وأهله، بجانب كونها مدبرة، وعاقلة قادرة على تيسير أمور زوجها في بيته، وتعينه على تخطي كافة الأزمات والعقبات التي يتعرض إليها.
من المهم أيضًا أن تعامل الزوجة أهل زوجها بالحسنى، وأن ترعاهم وتُكرم عليهم، وهو ما يتسبب في السرور بنفس الرجل.
كما يجب أن تكون المرأة جامعة بين العلم والثقافة، ملمة بثقافة عصرها، ومن المهم أيضًا أن تكون راقية في تفكيرها.
نصائح للمقبلين على خطوة الزواج
بعد توضيح إجابة سؤال ما هي خضراء الدمن لا بد لنا من عرض من النصائح المهمة للمقبلين على الزواج، تساعدهم بالمحافظة على هذه المؤسسة التي لا بد أن يكون أساسها تقوى الله، ومن ضمن هذه النصائح ما يلي:
في البداية لا بد من الإلمام بحقيقة الزواج، فهو واحد من الشرائع الدينية، ولقد حث عليها الإسلام لأسباب متعددة وكثيرة غير نيل المتعة، بل لا بد من أن يكون الهدف الأساسي منه هو إعمار الأسرة، وأن تتواجد حياة مليئة بالحب والمودة والرحمة.
كما يعتبر الزواج هو مشروع تعاوني يساعد على طاعة الله وعمارة أرضه، ولهذا يجب أن يكون اختيار الشريك وفقًا لبعض المعايير الأساسية منها:
الدين، والخلق، فيقول صلى الله عليه وسلم: “(تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).
كما توجه هذه الوصية إلى الرجال، فهي أيضًا موجهة للنساء، فيقول صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه، إلَّا تفعَلوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، وإنْ كان فيه. قال: إذا جاءكم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوه ثلاثَ مرَّاتٍ).
كما يجب أن يكون الأساس في الزواج هو التفاهم، والمودة، والابتعاد عن الخلافات التي لا هدف منها، بجانب الإلمام بأن الزواج ليس مؤسسة يسودها الرومانسية والحياة المريحة طوال الوقت، بل تتواجد بعض الأوقات التي تمر على الزوجين وتكثر بها الصعاب والعقبات، وتكون المودة والرحمة والتفاهم هم الأساس لمرور هذه العقبات.