ابحث عن أي موضوع يهمك
نذكر فيما يلي تعريف السنة لغةً واصطلاحًا، وتعريفها لدى المحدثين وعند الفقهاء:
الستة بتشديد النون مأخوذة من كلمة سَنَنَ، ولها العديد من المعاني التي تتمثل فيما يلي:
تعرف السنة في الاصطلاح بأنها جميع ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول أو تقرير، وخاصةً ما يصلح ليتخذ كدليل للأحكام الشرعية.
وهي جميع ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول أو تقرير أن صفات خُلقية، أو خَلقية، أو سيرة، سواء كان بعد البعثة أو قولها، وما كان قبل النبوة يعد من قبيل دلائل النبوة.
هي المندوب أو النافلة، أي الفرائض والواجبات، وقيل في ذلك أنها القربات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليها مثل صلاة الوتر، وقد استعملها الفقهاء بباب الطلاق، مثل قول الطلاق سنة (الطلاق المشروع)، وقد ذكر الفقهاء أن السنة هي الخمسة أحكام وهي (المباح، المكروه، الحرام، السنة، والفرض)، والتي يراد بها كل ما يقابل الفروض، مثل فروض وسُنن الوضوء.
وفي تعريف الأصوليين أن السنة لا يندرج تحتها أفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي وردت بشؤون الدنيا، وما سبق النبوة، في حين أن السنة بتعريف المحدثين أشمل وأعم من تعريف الأصوليين، حيث إنها جميع ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
هناك العديد من أنواع السنة، وهي:
السنة القولية هي ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ونطق به في كافة المناسبات والواقعات، وبالمواضيع المختلفة، وسمعها عنه الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ونقلوا ما قاله وتحدث به، وتعتبر السنة القولية الجزء الأكبر من السنة التي نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقوى أنواع السنن من حيث الاحتجاج بها ومن الأمثلة على السنة القولية ما يلي:
السنة الفعلية هي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم طوال حياته، والذي نقله عنه الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم، فيروي الصحابة رضوان الله عليهم ما شاهدوه من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وتعتبر السنة القولية من الدلائل الشرعية على الأحكام، وهي حجة على الناس، ولكنها تلي السنة القولية بالاحتجاج، ومن أمثلة السنة الفعلية:
السنة التقريرية هي جميع ما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم من أحد صحابته الكرام فسكت عنه، وسكوته ذلك يترتب عليه حكمًا شرعيًا، حيث إن رسول الله صلى الله عليه لا يسكت عن الباطل، وعن قوة الاحتجاج بها فإنها تلي السنة القولية والفعلية، فإن وجد تعارض دليل فعلي وقولي يتم تقديم القولي يليه الفعلي، ثم التقريري.
وقد قال الُسبكي في ذلك “التقرير فعل غير أنه مرجوح بالنسبة إلى الفعل المستقبل. فالمراتب ثلاث قول ثم فعل غير تقرير ثم تقرير؛ وإنما لم يذكر الأصوليون التقرير في مسألة تعارض الأقوال والأفعال لدخوله في الفعل وفي باب التراجيح عند التمييز بينهما. قالوا: الفعل أرجح من التقرير”، ومن الأمثلة على السنة التقريرية ما يلي:
هي ما نقله الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عن النبي صلى الله عليه وسلم من وصف له بخُلقه أو خَلقه، وهي أحاديث غير مروية عن الرسول ولكن أصحابه هم من وصفوه بها، ومن الأمثلة على السنة الخَلقية وصفَ أنس بن مالك -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلَا بالقَصِيرِ، وَليسَ بالأبْيَضِ الأمْهَقِ وَلَا بالآدَمِ وَلَا بالجَعْدِ القَطَطِ وَلَا بالسَّبِطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ علَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فأقَامَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ علَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَليسَ في رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ”.
أما السنة الخُلقية فقد وصفَ أنس بن مالك رضي الله عنه الرسول صلّى الله عليه وسلّ فقال: “خدَمتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَشرَ سنينَ فما قالَ لي : أفٍّ قطُّ ، وما قالَ لِشيءٍ صنعتُهُ لمَ صنعتَهُ، ولا لشيءٍ ترَكْتُهُ لمَ ترَكْتَهُ ؟ وكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مِن أحسنِ النَّاسِ خُلُقًا ، وما مسِستُ خزًّا قطُّ ولا حَريرًا ولا شيئًا كانَ أليَنَ مِن كفِّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ولا شمِمتُ مِسكًا قطُّ ولا عِطرًا كانَ أطيَبَ مِن عَرَقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”.