يُعد نبات السوس أو العرقسوس كما هو شائع التسمية أحد النباتات الشجرية المُعمّرة، والذي لا يزيد ارتفاعه عند نموه عن مترين فقط، وهو ذو أوراق بيضاوية لزجة من الأسفل وأزهار زرقاء اللون، وله ثمار قرنية شوكية يتواجد بداخلها بذور صغيرة الحجم، كما أن له جذوراً طويلة وسميكة ذات لون بني من الخارج وأصفر فاتح من الداخل، ويتميز عرقسوس برائحته العطرية المميزة لذا فإنه يتم استخراج مشروب العرقسوس من منقوع جذوره، وهو من المشروبات الرمضانية التقليدية التي يتناولها المسلمون في شهر رمضان.
مكونات عرق السوس
يُعد عرق السوس من النباتات ذات الفوائد الصحية الجمة، وذلك لاحتوائه على ما يزيد عن 300 مركب طبيعي، ليحتوي كل 100 جرام من العرق سوس على القيم الغذائية الآتية:
365 سعرة حرارية.
6.3 جرام ماء.
93.55 كربوهيدرات.
70 جرام سكريات.
0.05 دهون.
50 مللي جرام صوديوم.
37 مللي جرام بوتاسيوم.
3 مللي جرام كالسيوم.
0.2 جرام ألياف.
5 – 10% غليسرين.
الليكويريتوسيد.
الغليكوزيدات الفلافونية.
الأيزوليكويريتوسيد.
عرق السوس في الطب البديل
عمد شعب بابل القديم في العراق إلى استخدام عرق السوس في العديد من المنافع الطبية مُنذ ما يزيد عن أربعة آلاف عام حيثُ وجدوا به مقوياً طبيعياً فعالاً لمناعة الجسم، كما استخدم المصريون القدماء العرقسوس في الأغراض العلاجية وأعدوا من جذوره شراباً لا يزال يفضله البعض حتى هذا اليوم، فقد تم اكتشف جذور عرقسوس محفوظة في قبر الملك توت عنخ آمون الذي تتم اكتشافه عام 1923م، كما عمد الأطباء المصريون قديماً إلى مزجه مع الأدوية لإخفاء طعم المرارة بها، واستخدموه في معالجة أمراض الأمعاء والكبد المختلفة.
استخدم الطبيب اليوناني (ثيوكريتوس) عرقسوس في علاج هجمات الربو، الكحة الجافة، العطش الشديد، كما استخدمه الأطباء العرب كدواء ومُشهّي وطعام، وقد جاء عن العالم المسلم ابن البيطار قوله عن عرق السوس: “أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة، وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة، إذا وضعت تحت اللسان، وامتص ماؤها. وإذا شربت أوقفت التهاب المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر، وما فيه والكبد والمثانة ووجع الكلى… ويطري ويخرج البلغم ويحل الربـو، وأوجاع الكبد والطحال، وحرقة البول ويدر الطمث، ويعالج البواسير، ويصلح الفضلات كلها”.
الفوائد الطبية لنبات عرق السوس
أثبتت المُركبات العلاجية المكونة لنبات العرقسوس فاعليتها الكبيرة في معالجة الكثير من الأمراض ورفع القدرة المناعية للجسم على مواجهة الأمراض، ومن أبرز الفوائد الطبية والعلاجية لنبات عرقسوس:
مضاد حيوي طبيعي فعال في معالجة العدوى والاضطرابات التي تصيب الجهاز التنفسي بالجسم.
معالج للكحة والتهابات الحلق، كما أنه مضاد للحساسية.
يعمل على زيادة إفراز المادة المخاطية المسؤولة عن حماية جدار المعدة، مع تقليل معدل إفراز أحماض المعدة، مما يسهم في علاج قرح المعدة بشكل كبير.
السكر الموجود في تركيب نبات العرقسوس هو سكر طبيعي، مما يجعله آمناً للغاية في حالة تناوله بكميات قليلة لمرضى السكر، كما أنه من المُدرات الطبيعية للبول.
يساعد على شفاء الالتهاب الكبدي، كما يُسرع من عملية هضم الطعام.
في حالة تطبيق العرقسوس كدهان على الجلد، فإنه فعال للغاية في معالجة الإكزيما والتهابات الجروح السطحية.
ومن الجدير بالذكر أن العرقسوس من العناصر التي تساعد على فقدان الوزن، فقد أشارت العديد من الدراسات الكبية إلى فاعلية العرقسوس في تقليل الكتلة الدهنية بالجسم عند تناول 3.5 جرام منه يومياً، كما أن له مذاقاً قوياً يساعد على سدّ الشهية والشعور بالشبع لساعات طويلة، مما يُقلل من كمية السعرات الحرارية الواصلة للجسم.
يتم استخدام عرق السوس في معالجة حالات التهاب الأوتار، أمراض الأعصاب، الروماتيزم، الصدفية، الالتهاب الكيسي وكافة الإصابات الفطرية بالجلد.
يسهم عرق السوس في تحفيز خلايا النخاع للقيام بعملها في تكوين كرات الدم الحمراء، مما يجعله مفيداً في علاج حالات الأنيميا وفقر الدم.
يساعد في علاج القرح الهضمية مثل فرحة المعدة والمريء وكذلك قرحة الأمعاء الدقيقة التي تتسبب بها الجرثومة الحلزونية.
يعمل على إصلاح البطانة الداخلية للمعدة وإعادة التوازن إلى أنسجتها، كما أنه يُخفف من حالات الارتجاع المريئي.
فوائد عرق السوس للنساء
يسهم نبات عرقسوس في تحقيق العديد من الفوائد الصحية للنساء، والتي من أبرزها:
يساعد في تخفيف الانقباضات والآلام المرافقة لفترة الدورة الشهرية للنساء، كما يُخفض من حدة الهبات الساخنة المرتبطة بانقطاع الطمث.
له العديد من الفوائد الصحية للمهبل، والتي من بينها معالجة الفطريات والالتهابات البكتيرية.
يُعد نبات عرق السوس من العلاجات الطبيعية الفعالة في إزالة التصبغات من الجلد، ذو نتائج مضمونة في تفتيح البشرة، مضاد للبكتيريا والالتهابات، ذو فاعلية في علاج الإكزيما، حب الشباب والبثور.
يُعد من العناصر المنبتة للشعر وذلك لاحتوائه على مادة الإيثانول التي تزيد من نمو الشعر وكثافته.
يساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي، كما يسهم في إيقاف وإبطاء نمو الخلايا السرطانية بالجسم وخاصةً في منطقة الثدي للنساء.
أشارت العديد من الدراسات الطبية إلى فاعلية نبات العرقسوس في رفع مستويات هرمون الإستروجين بالجسم، وكذلك هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب) مما يعمل على زيادة حجم الثدي، لذا يصفه الكثيرون في حالات تكبير الثدي طبيعياً.
فوائد عرق السوس للوجه
يُعد العرق سوس من النباتات الطبيعية ذات الفوائد الجمة للبشرة وصحة الجلد بوجه عام، ومن أبرز فوائده:
يحتوي عرق السوس على العديد من المواد الطبيعية الفعالة في ترطيب وتغذية البشرة ومنحها النضارة والحيوية، ومن بينها البوتاسيوم، الصوديوم، المغنسيوم.
يحتوي على مضادات الأكسدة الطبيعية والمواد المُبيضة للبشرة، والتي تمنحها مظهر صحي موحد ذي لون فاتح.
له تأثير مضاد للالتهابات؛ مما يساعد على إزالة التصبغات الجلدية ومستويات صبغة الميلانين الزائدة بالجلد.
يُعد عرق السوس من العناصر الفعالة في وقاية الجلد من التأثيرات السلبية لأشعة الشمس، والتي قد تُسبب للبشرة مشاكل جمة مثل البقع الداكنة وعلامات التقدم في السن.
يساعد العرق سوس على تجديد خلايا البشرة وذلك بفضل الأحماض الطبيعية الموجودة به، مما يُبقى البشرة نظيفة ويُخلصها من الخلايا الجلدية الميتة.
يُعد عرق السوس من العلاجات الطبيعية الفعالة للقضاء على البثور وحب الشباب، وذلك بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة الطبيعية الفعالة في إزالة الالتهابات والميكروبات من البشرة.
اين يباع عرق السوس
يتم زراعة عرق السوق في العديد من الدول العربية والغربية وأبرزها مصر، سوريا، دول وسط آسيا، آسيا الصغرى والعديد من الدول الأوربية، ويُمكن شراؤه والحصول عليه بسهولة من أحد محلات العطارة أو الأوراق الشعبية أو محلات البقالة وكذلك الصيدليات، ويوجد منه ما يزيد عن اثني عشر نوعاً مختلف الطعم ومقدار الحلاوة.
أضرار عرق السوس
إنه على الرغم من المنافع والفوائد العديدة لعرق السوس إلا أن استهلاكه بمقدار كبير ولفترة أطول من اللازم من شأنها أن تتسبب في الكثير من الآثار الجانبية والعديد من الأضرار، ولهذا وجب علينا التنويه لها كي يتم تفاديها:
يتسبب تناول الكثير من العرق السوس في حدوث نقص في البوتاسيوم في الجسم، وهو ما ينتج عنه الكثير من الأضرار والمضاعفات، حيث إنه يتسبب في ارتفاع ضغط الدم في الجسم، كما يؤدي إلى ضعف العضلات، كما أنه قد يتسبب في إجهاد الجسم إذ يشعر الشخص بهبوط وإعياء، ويؤدي كذلك نقص البوتاسيوم الناتج عن تناول العرق سوس بكثرة في حدوث ضعف شديد في عضلات الجسم.
يتسبب تناول العرق سوس بكميات أكثر من اللازم في حدوث احتباس السوائل في الجسم، حيث إن كثير من البحوث العلمية والدراسات البحثية أثبتت أنه من الممكن أن يؤدي تناول العرق سوس لمدة تتجاوز الأسبوعين في حدوث احتباس السوائل في جسم الشخص، وهو الأمر الذي يتسبب في العديد من المشكلات للكلى والتأثير على قيامها بوظائفها بشكل سليم.
يؤدي تناول العرق سوس بشكل مفرط في حدوث ارتفاع شديد في ضغط الدم، كما أنه يؤدي إلى الإصابة ببعض التورم، وحدوث بعض الاضطرابات في القلب، ووجود حالة من عدم الانتظام في نبضات القلب، كما إن تناوله قبل الخضوع إلى عملية جراحية من شأنه يؤدي إلى كوارث صحية، ولهذا ينصح العديد من الأطباء بتجنب تناوله قبل القيام بأي عملية جراحية لما يمكن له أن يحدث من تأثيرات سلبية على ضغط الدم وبالتالي التأثير على العملية وحدوث الكثير من المخاطر على المريض، فيجب الابتعاد عنه لمدة أسبوعين على الأقل قبل الجراحة.
يؤدي العرق سوس لحدوث بعض المشكلات الصحية للأطفال، حيث إن بعض الإحصائيات أشارت إلى تكرار وصول عدد كبير من الأطفال إلى المستشفيات الذين لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات وذلك بعد تناول العرق سوس الذي تسب لهم في ارتفاع واضح في ضغط الدم، لهذا من المهم أن تقل الكميات التي يتم منحها للأطفال منه.
يتسبب العرق السوس أيضًا في العديد م المشكلات للمرضعات والحوامل، حيث إن عدد لا بأس به من الأطباء نصحوا بعدم استخدامه خلال فترة الحمل وبعده، وذلك لأنه من الممكن أن يتسبب في أضرار كبيرة على نمو الجنين، ومن الممكن أن يزيد من احتمالية حدوث عملية ولادة مبكرة.
يتسبب تناول العرق سوس من قبل الرجال إلى حدوث بعض المشكلات الجنسية، حيث إن كثير من الدراسات العلمية والبحوث إلى تسببه في حدوث ضعف جنسي، حيث إنه من الممكن أن يقلل من الرغبة الجنسية لدى الرجال، كما أنه يزيد من احتمالية حدوث فشل في الانتصاب.
أسئلة شائعة
كيف اعرف عرق السوس الاصلي؟
يعرف العرق السوس الأصلي من خلال قوامه الثقيل ولونه البني، ورائحته التي تشبه لرائحة طعام الصويا، على العكس من العرق السوس المغشوش الذي يكون قوامه خفيف الملمس ولونه شفاف.
كيف استخدم عرق السوس للتبييض؟
يمكن استخدامه من خلال إضافة ملعقة من مستخلص عرق السوس مع ملعقة من هلام جل الصبار، ومن ثم التطبيق على الوجه.