يدور مقالنا اليوم حول سؤال ما هو حكم الاحتفال بيوم ، يأتي موضوعنا اليوم بموضوع ليجيب عن هذا التساؤل الذي شهد في الفترة الأخيرة تزايد بشكل ملحوظ في محاولة التعرف على إجابته، وجاءت الأقوال في هذا الأمر فيوجد مجموعة من الناس تحرم الاحتفال بغير الأعياد المتعارف عليها في الدين الإسلامي، والبعض الأخر يجيد فيها أمر جائز الاحتفال به، ومن خلال موقع مخزن نوضح في مقالنا هذا الإجابة عن سؤال حكم الدين الإسلامي في الاحتفال بالأعياد.
يعد عيد الميلاد من أشهر الأعياد الغير دينية التي يحتفل بها المسلمين في جميع أنحاء العالم، يقصد بعيد الميلاد هو يوم الميلاد الذي يأتي فيه الإنسان إلى الدنيا، ويدون بتاريخ الولادة، ويتم الاحتفال كل عام في مثل هذا التاريخ كذكرى سنوية ليوم ولادة الشخص، فيتم دعوة الأصدقاء والأقارب ليحتفلوا بهذه الذكرى وسط الأغاني والتهاني التي تعبر عن السعادة بأن الشخص سيبدأ عام جديد في حياته، وقد اختلف الحكم في الاحتفال بعيد الميلاد، ومن خلال النقاط التالية نوضح الكم:
المجموعة التي نهت الاحتفال بيوم الميلاد: نهى بعض أهل العلم عن الاحتفال بيوم ميلاد المسلم؛ حيث قالوا عن هذا الاحتفال أنه من البدع، وصرحوا أن الاحتفال بمثل هذا اليوم لم يكون له أي وجود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعيد الميلاد ليست بعيد في الدين الإسلامي وإنما هو محاكاة للشعب الأوربي والعادات الغربية، ولكن علينا لاحتفال في الأعياد المتعارف عليها في ديننا الإسلامي ألا وهي (عيد الفطر و عيد الأضحى)ن ولذلك جاء الحكم على الاحتفال بمثل هذا اليوم على أنه بدعة وتقليد للكافرين بالله عز وجل، واستندوا في ذلك بالحديث النبوي الشريف، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته في الناس ” من يهْدِ اللهُ فلا مُضلَّ له ، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمَّدٍ ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ”.
المجموعة التي أجازت بحكم الاحتفال بيوم الميلاد: أجاز بعض أهل العلم الاحتفال بعيد الميلاد؛ حيث قالوا أنه لم يرد أي من نصوص الكتاب أو السنة ما يحرم الاحتفال بذكرى ميلاد الشخص، كما أشاروا إلى أن فكرة هذا اليوم تنبع من نفس الشخص، لما يجد فيها من استمتاع في التجمع مع أصدقائه وأقاربه والتواصل معهم، مع الإلزام بعدم وجود أي اختلاط غير شرعي، وأن لا يكون هذا الاحتفال مجرد تقليد العادات والتفكير الغربية فقط.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
يحتفل الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم العربي والأوروبي برأس السنة الميلادية والتي يقصد بها ” اليوم لأول في السنة الميلادية أي يكون اليوم الأول من شهر يناير” في مثل هذا اليوم تشهد جميع الكنائس مختلف الاحتفالات ولكنها تكون داخل الكنيسة في مظهر ديني، فيعملون الأقباط على الشكر والثناء لله لنهاية عام وبداية آخر جديد، ولكن الاحتفال أصبح لا يقتصر على المسيحين فقط، فتشارك في هذا الاحتفال أعداد كبيرة من المسلمين، ومن هنا يكثر تساؤل المسلمين في سؤال واحد وهو ” هل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؟”، فأجاب أهل العلم في الدين الإسلامي أن الاحتفال برأس السنة الميلادية شئ محرم شرعا؛ لأن تلك الاحتفال هو من أعمال أهل الكتاب فلا يجوز مشاركتهم في تلك الأعياد، كما يرى البعض أنه لا يجوز تهنئتهم في الأعياد الخاصة بهم، لأنها تتنافى مع الدين الإسلامي ومعتقداته، وفيما يلي نذكر بعض من الأدلة القرآنية التي تحرم هذا الاحتفال، وتأتي الأدلة القرآنية على النحو التالي:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان في الآية 72 ” وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا” ويفسر أهل العلم أن الزور هنا هو أعياد الغير مسلمين.
أما بالنسبة لما جاء من تحريم الاحتفال في الأحاديث الشريفة، عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال،قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعَبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كُنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهِما خيرًا مِنهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ”.
ومن الجدير بالذكر أن دار الأفتاء المصرية صرحت أن احتفال المسلمين برأس السنه الميلادية جائز ما لم يكن احتفالا دينيا، ولا يتم فيه فعل أي شئ غير شرعي، أو أن يكون سببا في التقصير في الواجبات الشرعية لدين الإسلامي مثل الصلاة وذكر الله.
حكم الاحتفال بعيد الأم
تختلف الآراء حول حكم الدين الإسلامي في الاحتفال بعيد الأم، ويجب التنويه أن فكرة عيد الأم جاءت على يد المفكرون الأوربيون، حيث وجدوا أن الأبناء لم يولون أي نوع من أنواع الاهتمام إلى أمهاتهم، فعملوا على تحديد هذا اليوم لقيموا الأبناء تقديم الرعاية الكاملة للأم،ولهذا عرف العالم اليوم الخاص بعيد الأم، ومن خلال السطور التالية نوضح الحكم في الاحتفال بعيد الأم:
نهى عدد كبير من أهل العلم وعلى رأسهم الدكتور القرضاوي عن الاحتفال بعيد الأم، حيث رأوا أن هذا الاحتفال لا يمكن وصفه غير أنه مجرد تقليد لعادات الغرب، وبرر القرضاوي منعه بأنه قال أن وجود الأم هو عيد لنا ودعواتها التي يطلبها الأبناء هي عيد لهم، وأننا ليس في حاجة إلى تقدير الأم في يوم واحد، حيث أن ديننا الإسلامي حثنا على البر بالوالدين ولاسيما الأم، حيث روى أبو هريرة رضى الله عنه “قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ”.
يأتي الدكتور عبد الفتاح عاشور وهو أحد علماء الأزهر الشريف، ليقول أن الاحتفال بأعياد الأشخاص يعني بذلك عيد الميلاد، وكذلك عيد الأم لا يعد من الاحتفال الديني، وأنما يتم الاحتفال بمثل هذه الأيام تعبيرا وتقديرا للشخص المحتفل به، ويأتي من باب إظهار المحبة لهذا الشخص، ومن ثم يكون الاحتفال بعيد الأم تعبيرا عن بر أبناءها بها، حيث كرم الله سبحانه وتعالى الأم في جميع الأديان، والاحتفال بهذا اليوم لا يخالف شرع الله.
صرح الدكتور محمد إسماعيل بكر أن عيد الأم هو من بدع العادات وليست بدع العبادات، ولهذا لم يذكرها الدين الإسلامي بالنهي أو التشريع، ولا يوجد ما يحرمها في حال كان الاحتفال بعيد الأم مجرد تعبيرا عن الوفاء والتقدير للمجهودات الذي تبذله الأمهات في سبيل راحة أولادها، ولكنه يحرم في حال اتصاله بالعامل الديني.
ومن الجدير بالذكر أن المجلس الإسلامي لدار الإفتاء يرى أنه من الممكن الاحتفال بعيد الأم ضمن عدد من الشروط، نذكر تلك الشروط في النقاط التالية:
ألا يعتبر عيدا.
ألا يراد منه التشبه بالكافرين الذين يقصرون تكريم الأم على هذا اليوم فقط.
الالتزام بعدم التبذير الذي تشهدها الاحتفالات من الأغاني وإحضار المهرجانين والإسراف في الاشتراكات التي تقيمها النوادي والمدارس.
هكذا نكون وصلنا وإياكم إلى نهاية مقالنا اليوم عن ما هو حكم الاحتفال بيوم ، حيث قمنا بتوضيح الرأي الإسلامي في أكثر الأعياد الغير إسلامية شهرة والتي يشارك بها العديد من المسلمين، حيث أن ديننا الإسلامي لم يعترف بغير عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، نلقاكم في مقال جديد بمعلومات جديدة على موقع مخزن.