ما هو تعليم الكبار هو أحد المفاهيم التي باتت متداولة في مختلف أنحاء العالم إذ أنه بالآونة الأخيرة انتشرت الكثير من المشروعات التي تهدف إلى القضاء على ظاهرة الأميّة، في سبيل النهوض بالمجتمع، لذا تم تأسيس الكثير من المراكز التي تعمل على دعم تعليم الكبار، وهذا عقب إجراء بعض الخطوات أهمها تخطيط المشروع الكامل، وتحديد الهدف المرجو منه سواءً للفرد أو المجتمع، وهو ما يترتب عليه تأهيله نحو القيام بما يقع على عاتقه من مسؤوليات، ودوره الوظيفيّ والاجتماعيّ، وهو ما يتوقف نجاحه على أن يكون تحقيق الهدف أن نابعاً من ذاته، بغير ضغط أو تكليف من أحد، ونظراً لمدى أهمية تعليم الكبار سوف نعرض لكم في مخزن المعلومات مفهومه، خصائصه، أهميته وغيرها من الأمور، فتابعونا.
تعليم الكبار هو أحد أنواع التّعليم التي تستهدف الأشخاص ذوي المراحل المتقدمة من العمر، خصوصاً من تتراوح أعمارهم ما بين الأربعون حتى السبعون عامًا)؛ بل قد يتجاوز من هم أكبر من ذلك العمر، ويتمثل ذلك التعليم في البرامج المختلفة التي يتم توجيهها نحو محوّ الأمية بجميع أنواعها وأشكالها والتي أبرزها:
تعليم اللغات.
التعليم عن بعد.
الدراسات الحرّة.
التدريب المهني.
ثقافة الاستهلاك.
التّعليم الموازي.
برامج تنمية المجتمع.
الثقافة العامّة والعماليّة
التربية الدينية، والاقتصادية.
التربية السياسية والمدنية.
استثمار أوقات الفراغ والترفيه.
التثقيف الصحي والغذائي والاجتماعي.
القدرة على اكتساب مهارات الكتابة والقراءة.
تعريفات تعليم الكبار
العديد من التعريفات تم وضعها لإيضاح مفهوم تعليم الكبار ومنها لتعليمِ الكبار أنه العملية التي يتم من خلالها إعادةِ تأهيل الكبار من الأفراد في العُمر، عن طريق تزويدهم بالكثير مِن الأفكار، واكتسابهم لعدد مِن المهارات التي تساهم كثيراً في تطورهم الأكاديمي، أو في تمكينهم من الحصولِ على عمل أو مهنةٍ تتناسب مع طبيعةِ المهارات التي قد اكتسبوها، وفي أغلب الأحوال يتضمن تعليم الكبار تدريبهم على بعض أنواع المهنٍ حتى تصبح جزءاً من هواياتهم اليومية، أو مصدرٍ مُناسبٍ يكفيهم لسد احتياجاتهم المعيشية.
وقد ورد تعريف الكبار من قبل المُنظَّمة العربيّة للتربية، والثقافة، والعلوم، في إطار برنامجها استراتيجيّة بالوطن العربيّ على أنه: (مجمل العمليّات التعليميّة التي تجري بطريقة نظاميّة، أو غير نظاميّة، والتي يُنمّي بفضلها الأفراد الكبار في المجتمع قدراتهم، ويُثرون معارفهم، ويُحسّنون مُؤهّلاتهم التقنيّة، والمهنيّة، أو يسلكون بها سبيلاً جديداً؛ لكي يُلبّوا حاجاتهم، وحاجات مجتمعهم. ويشمل تعليم الكبار التعليم النظاميّ، والتعليم المُستمرّ، كما يشمل التعليم غير النظاميّ، وكافّة أشكال التعليم غير الرسميّ، والعفويّ المُتاحة في مجتمع يتعلَّم ويتَّسم بتعدُّد الثقافات، حيث يتمّ الاعتراف بالنهوج النظريّة التي ترتكز على التطبيق العمليّ).
تعليم الكبار في المملكة العربية السعودية
يطلق على نظام تَعليمُ الكِبار ومحوّ الأمية بالمملكة العربية السعودية بـ(نظام تعليم الكِبار ومحو الأُميِّة)، ويرجع الهدف من ذلك النّظام إلى محوّ الأميّة بين كافة المواطنين في المملكة بفئاتهم المختلفة، من أجل إعداد المواطن السعودي المتعلّم المستنير حتى يستطيع بدوره أن يفيد نفسه ومن ثم يتمكن من النهوض بمجتمعه، إذ يعمل نظام تعليم الكبار ومحوّ الأمية على مساندة الأفراد الذين لا يُجيدون الكتابة أو القراءة وقد تجاوزت أعمارهم الحد الأعلى لسِّن القبول بالمدارس الابتدائية، وبالوقت ذاته لم يبلغ العمر بهم الخامسة والأربعين من مواطني المملكة ورعاياها؛ حيث تم إعداد خطة شاملة تهدف إلى لقضاء على الأُميِّة والقضاء قدر الإمكان على أعداد الأميين بالسعودية، ويرتكز ذلك النظّام على عدد من الأساليب في مكافحته للأميّة، ولعل أبرز تلك الأساليب هو:
الاستعانة بمراكز التجمع، النوادي، المراكز الصيفية، والمساجد لغرض محو الأُميّة.
إعداد ما يلائم من برامج لمحو الأُميِّة من خلال الاستعانة وبمختلف أنواع سائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون وما إلى نحو ذلك.
إقامة حملات إنتقائية مُركزة بالأماكن التي يصعب بها تجهيز فصول مُنتظِمة، مثل المناطِق النائية ومناطِق سُكنى البدو الرُحل.
تجهيز فصول منتظمة من أجل تعليم الأُميين بمختلف أرجاء المملكة العربية السعودية.
ما هي مدارس تعليم الكبار في السعودية
قامت وزارة التعليم السّعوديّة بتخصيص مجموعة مدارس لتَعليم الكِبار بالمملكة العربية السّعوديّة، إذ تقوم تلك المدارس بالاعتماد على آليات للعمل على تعليمِ الكِبار سواء كانوا (بنين أم بنات) بواسطة المتاح من أنظمة التّدريس والتّعليم ، وفي ذلك الصدد تم الإعلان من قبل نظام التعليم ومحوّ الأمية عن الاستعانة بما يلائم من المباني الحُكومية كمقرات ومراكز مقرّات لمحوّ الأميّة، خاصةً المدارس، والمراكز الاجتِماعية والثقافية والمعاهد، وكذلك من الممكن أن يتم استئجار أو إنشاء مبانٍ تخصص لمحو الأُميّة إذا ما اقتضى الأمر لذلك، ويوجد بالمملكة العديد من المَدارس التي تم تخصيصها لمحوّ الأميّة بالعديد من المدن والقرى، والتي تنقسم إلى ما يلي:
المدارس الابتدائية لتعليم الكبار (البنين والبنات)
المدارس الابتدائيّة لتعليم الكِبار هي عبارة عن كيان تربويّ وفيه يتم تعليم الأفراد الذين من لم يتمكنوا من الحصول على فرصة إكمال تعليمهم بمدارس التعليم العام، وتكون فترة الدراسة ثلاث أعوام، يُمنح أثنائها الطالب شهادة الابتدائيّة التي تعادل شهادة الصف السادس الابتدائيّ بالتعليم العام.
المدارس المتوسطة لتعليم الكبار (البنين والبنات)
المدارس المتوسطة لتعليم الكِبار هي كيان تعليمي تربوي للكبار ممن لم يواصلوا أو يبدأو تعليمهم العام بمدارس التعليم في المملكة، وتكون مدّة الدراسة بها ثلاث أعوام؛ يُمنح عقب الانتهاء منها للطالب شهادة اجتياز المرحلة المتوسطة.
المدارس الثانوية لتعليم الكبار (البنين والبنات)
المدارس الثانوية لتَعليم الكِبار هي كيان تَعليمي تربوي للكِبار ممن لم يتمكنوا من الحصول على فرصة مواصلة تعليمهم العام بمدارس التّعليم في المملكة، وتبلغ مدّة الدراسة بها ثلاث أعوام؛ يُمنح عقبها الطالب شهادة الثانوية العامة.
المقررات الدراسية بمدارس تعليم الكبار
تشتمل المقررات الدراسيّة في مدارس تَعليم الكِبار بالمملكة العربية السعودية على ما يلي:
يتم تطبيق مقررات برنامج (مجتمع بلا أمية) بالإضافة إلى مقررات حملات التوعية ومحو الأمية التي تم إصدارها من قبل وزارة التعليم.
تُقوم مدارس تَعليم الكِبار الابتدائيّة، المتوسطة والثانويّة بتطبيق المقررات الدراسيّة التي تم إصدارها من قبل وزارة التعليم.
اختبارات مدارس محو الأمية وتعليم الكبار 1442
ذكرت وزارة التّعليم أن انعقاد اختبارات نهاية الفصل الأول الخاصة بمدارس تَعليم الكِبار (المدارس الليلية) سوف يكون حضوريًا عقب صلاة المغرب طوال فترة الاختبارات، مع أهمية الحرص على تطبيق واتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تضمن سلامة الطلاب وكذلك أفراد الكوادر الإدارية والتّعليميه.
إلى جانب ذلك قامت الوزارة بالتوجيه حول تشكيل لجان تختص بمتابعة ما يتعلق بالاختبارات من مهام بمدارس تعليم الكبار (بنين وبنات)، إذ يبدأ تكليفهم منذ يوم الأحد الموافق تاريخ الواحد والعشرون من ربيع ثاني 1442 هجرية، حتى انتهاء دوام يوم الخميس الموافق السادس عشر من جمادى الأولى عام 1442هجرية.
الدليل التنظيمي لتعليم الكبار
عملت وزارة التعليم والجهات المختصة بتَعليمِ الكِبار ومحوّ الأميّة بالمملكة العربيّة السّعودية على توفير دليلًا تنظيميًا يتضمن على تحقيق أهداف ومتطلبات تَعليم الكِبار بالمملكة، إذ يُمكن الاطلاع على ذلك الدليل بصيغة pdf من خلال الدخول مباشرةً إلى ذلك الرابط.
خصائص تعليم الكبار
تم تصنيف تعليمُ الكبار في مختلف دول العالم بأنه واحدة من أهم الوسائل التي يتم من خلالها القضاءِ على الأُمية لدى الكثير من الأشخاص الكبار بالعمر، وبالتحديد من لم يتمكّن مِنهم في الحصولِ على أشكل أو نوع من التعليم بمراحلهم العمرية المُبكرة، والذين يعتبرون غير قادرين تماماً على الكتابة أو القراءة، الأمر الذي يمثل لديهم عائق كبير تجاه القيام بالكثير من المهام والأشياء في حياتهم، خاصةً بحالة التي لا يوجد بها فرد يتمكنون من الاعتماد عليه بتوجيهِهم نحو الاختيارات والأمور الصحيحة، وهناك عدة خصائص تميز تعليم الكبار وهي:
يساعد على دعمِ خبرة الأشخاص الكبار بالعمر، ويجعلهم على مقدرة كبيرة في التواصلِ مع ما يحيط بهم من واقع.
تشجيعُ الكبار نحو خوض تجربة تعلّمِ أمور جديدةٍ لم يكونوا قد عرفوها من قبل وعلى سبيل المثال نذكر تعلم لغةٍ جديدةٍ.
تمكين الكبار من الاندماج مع التطوّرات الحديثة التكنولوجيّة، لكي يصبحوا على مقدرة من التّعامل معها بسهولة.
يعتبر من أهم الوسائل التدريبية والتعليمية التي من خلالها يتم تأسيس المهارات المعرفية واللغوية لدى الكبار.
يساعدُ في مُعالجةِ ما قد يواجه الكبار من مشكلات ومن أمثلتها التعرف على الموعد المحدد لتناول الدواء أو فهم كيفية التعامل مع الوصفة الطبية.
تحديات تعليم الكبار
هناك مجموعة من التحديات التي يعاني منها قطاعُ تعليم الكبار، والتي تتمثل فيما يلي:
التحديات الظرفية: يقصد بها التّحدي المتعلق بطبيعةِ الكبار أنفسهم، الذين أحياناً لا تتيح لهم الظروف المهنية أو العائلية، أو غيرها من أنواع الظروفٍ المُشاركة الفعالة بالصُفوفِ التعليمية.
التحديات المؤسسية: وهي التحديات التي تشير إلى أن أغلب المؤسسات التعليمية التي تعمل على تقديم التعليم للكبار تلتزمُ بما يتم تخصيصه من مساحةِ فقط للغرفة الصفية، دون تفكير في تطبيقِ أحد أنواع التعليم الميداني، ممّا يترتب عليه صعوبة نجاحِ تعليم الكبار بتحقيقِ أهدافه.
أهمية تعليم الكبار
هناك أهمية بالغة لبرنامج تعليم الكبار في حياة العديد من لأفراد، وكذلك المجتمعات، وتكمن أهمّيته بما يلي ذكره من نقاط:
مساعدة الأفراد على تحقيق ما لديهم من طموحات شخصيّة التي يرغبون في تحقيقها سواء بالوقت الحاضر، أو في المستقبل.
تنمية قدرات الفرد الاجتماعيّة، الاقتصادية، السياسية، والثقافية، و تعزيز كفاءته في مختلف تلك المجالات
تحقيق أفضل مستوى من التفاهُمبين الأفراد المُنتظمين ببرنامج التعليم، والفئات المختلفة في المجتمع.
تطوير وتعزيز معارف المُنتظمين ببرنامج التعليم؛ لكي تتم مُواكبة الكَمّ الهائل من المعرفة بالساحة المحلية و الدوليّة.
مساعدة المُنتظمين به من الأفراد بالتعرف على نقاط قوتهم وضعفهم بطريقة التعامُل مع ما يحيط بهم من بيئة وواقع، سواء كان ذلك التعامُل مع بيئة العمل أوالأسرة،، أو المجتمع بمختلف مُكوِّناته.
اطلاع الكبار المُنتظمين بالبرنامج على ما يقع على عاتقهم من واجبات؛ حتى يتمكنوا من أدائها، وتعريفهم بما لهم من حقوق، وكذلك حقوق الآخرين؛ حتى يتمكنوا من المطالبة بها بوسائل مشروعة قانونيّة ديمقراطيّة إذ تساعدهم تلك الوسائل على صيانة شخصياتهم الفرديّة، والاجتماعيّة.
إذاً يتضح لنا من خلال المقال الذي قمنا بإعداده حول إجابة سؤال ما هو تعليم الكبار أنّه غير إلزاميّ ولكنه نشاط طوعيّ، إذ يعمل على يقوم الفرد بالتمسك به والالتزام فيه بمَحْض إرادته واختياره، كما إنه لا يستدعي التفرُّغ التام سواء من قبل المنتظمين أو المُتطوِّعين، حيث يخصص له بعض الوقت فقط، وقد منحت المملكة العربية السعودية نظام تعليم الكِبار ومحو الأُميِّة اهتماماً كبيراً ويشمل ذلك النظام تعليم الأفراد الكبار الذين قد تجاوزوا عمر التعليم الأساسيّ الإلزاميّ، إلى جانب تعليم الأُمّيين القراءة والكتابة، وإجراء العمليّات الحسابيّة البسيطة.