معنى اللحن الجلي: هو خطأ يقع على اللفظ يؤدي إلى خلل بقواعد اللغة والقراءة وبناء الكلمات سواء خلل بالمعنى أو خلل في اللفظ واضح جداً وملحوظ ويكون في الحروف والكلمات والتشكيل والسكنات.
يُعتبر حُكم قراءة القرآن باللحن الجلي حرام وغير مقبولة وهو ذنب وإثماً كبير خاصةً إذا كان مُتعمداً وهو أيضاً يبطل الصلاة أحياناً إذا كانت قراءة القرآن باللحن الجلي أثناء الصلاة.
أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن الكريم مجوداً حيث قال تعالى: ﴿وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾ في سورة الفرقان الآية 32 أي: أنزلناه بالترتيل وهو (التجويد) الذي تم إثبات صحته في الكتاب والسنة وبإجماع العلماء والأئمة.
والدليل على أن اللحن في قراءة القرآن الكريم حرام في قول الله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ من سورة الزمر الآية 28 لذلك يجب على القارئ أن يعرف اللحن حتى يستطيع أن تجنَّبه في قراءة القرآن الكريم.
أمثلة على اللحن الجلي
اللحن في اللغة: هو يعني التغيير والتمايل والانحراف عن الصواب في اللغة والإعراب مما يؤدي إلى الخطأ في نطق الكلمات وتغيير المعني أحياناً ويوجد له نوعان اللحن الجلي واللحن الخفي.
من الأخطاء الشائعة فى اللحن الجلي
في الحروف له ثلاث أشكال:
تبديل حرف مكان حرف آخر مثل تبديل حرف (ح) من: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ بحرف (هـ).
تبديل حرف (ض) من: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾ بحرف (ط).
تبديل حرف (ث) من: ﴿ثَيِّبَاتٍ﴾ بحرف (س).
تبديل حرف (ن) من: ﴿أَنْعَمْتَ﴾ بحرف (ل).
تبديل حرف (ذ) من: ﴿الَّذِينَ﴾ بحرف (ز).
تبديل حرف (ت) من: ﴿ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ بحرف (ط) وحرف (س) منها بحرف (ص).
تبديل حرف (غ) من: ﴿الْمَغْضُوبِ﴾ بحرف (ق).
تبديل حرف (ض) من: ﴿الضالِّين﴾ بحرف (ظ).
تبديل حرف (ج) من: ﴿جَاءَكُمْ﴾ بحرف: (G) في اللغة الإنجليزية وغيرها من تبديلات.
زيادة حرف على بناء الكلمة مثل زيادة حرف (أ) بعد حرف (ل) في: ﴿وَلَتُسْأَلُنَّ﴾ حيث تقرأ ولا تسألن.
زيادة حرف (و) أو (ف) في بداية الكلام مثل قراءة: (وإذ قال) بدلاً من: ﴿إِذْ قَالَ﴾ وغيرها من الزيادات كيفما جاءت.
حذف حرف من بناء الكلمة أو من النص نفسه مثل قراءة: (إذا جاءت الطامة) بدلاً من: ﴿فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ﴾.
قراءة: (ولتموتن إلا وأنتم مسلمون) بدلاً من: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ من سورة آل عمران الآية 102 أو غيرها من أشكال الحذف كيفما جاءت.
في الكلمات له ثلاث أشكال:
تبديل كلمة بكلمة أخرى مثل قراءة: (والله غفور رحيم) بدلا من: ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ أو العكس وغيرها من التبديلات كيفما تأتي.
زيادة كلمة مثل زيادة كلمة (مؤمنة) على قول الله تعالى: ﴿أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ﴾ أو غيرها من الزيادات أياً كانت.
حذف كلمة مثل قراءة: (ولله ما في السموات والأرض) بدلاً من: ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ أو غيرها من الحذف كيفما يحدث.
في التشكيل والإعراب والسكنات:
تبديل الفتحة من: ﴿أَنْعَمْتَ﴾ بالضمة أو الكسرة أو تبديل السكون بالفتحة.
تبديل الضمة من: ﴿الْحَمْدُ﴾ بفتحة أو كسرة وغيرها التبديلات في التشكيل.
ما هو اللحن الخفي
المعنى اللغوي هو اللحن المستتر اللحن الخفي: هو خطأ يقع على الألفاظ ومخارج الحروف فيحدث خلل بالعُرْف وقواعد اللغة ولا يتسبب بخطأ في بناء الكلمة سواء حدث خلل في المعنى أو لم يحدث.
يقول بعض العلماء والمفسرين: إن اللحن الخفي لا يؤثر على المعنى ولذلك سمي (خفيًّا) لأن قواعده تختص بعلماء القراءة فقط وهو نوعان:
الأول: يعرفه عامَّة المُقرِئين مثل تفخيم المرقَّق وترقيق المفخَّم وتشديد المخفَّف وتخفيف المشدَّد ومد المقصور وقصر الممدود وترك الغُنَّة وتنوين ما لا تنوين له وغير ذلك مما هو مخالف لقواعد التجويد.
الثاني: لا يعرفه إلا الخبراء من المُقرِئين مثل تكرير حرف (ر) وترعيد الصوت بالمد والتنوين وزيادة أو إنقاص المد عن مقداره وتطنين حرف (ن) وغير ذلك مما يتسبب في خلل باللفظ.
في التشكيل مثل نطق الضمة التي بعدها سكون ولتجنب حدوث ذلك لا بد من مراعاة ضم الشفتين عند كل ضمة بعدها سكون كما في: (كنتم ، آمنتم ، هم ، عليكم) وغيرها.
في الكسرة التي بعدها سكون فإن اللسان العربي يستثقل نطقها ولذلك يختلس جزءًا في بعض الألفاظ فتصبح مخارج الكلمات غير كاملة كما في: (وضرب – كمثل – مثلهم – شجرة – فإذا) وغيرها.
في الكسرة التي بعدها حرف (ي) فإن حرف (ي) مُدمج مع الكسرة غير أن حرف (ي) أقوى من الكسرة فيتم تجاهل الكسرة كما في: (مالكِ يوم الدين) فيجب تحقيق كسرة حرف (ك) من غير إشباع حتى لا يتم تجاهلها ولا ينتج بعدها ياء مرققة.
في الضمة التي بعدها حرف (و) فإن حرف (و) مُدمج مع الضمة غير أن حرف (و) أقوى من الضمة، فيتم تجاهل الضمة كما في: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ فيجب تحقيق ضمة حرف (د) من غير إشباع حتى لا يتم تجاهلها ولا ينتج بعدها واو مديَّة.
لذلك يجب مراعاة التشديد في الحروف المشددة.
لحون الأداء: في الكثير من الأحيان يتم إخراج الكلمات عن معانيها مع أن القارئ ينطق الكلمات سليمة الحروف ومضبوطة التشكيل والسكنات والشدَّات ولكن طريقة الأداء تصبح سبب في خلل بالمعنى وبفصاحة كلام الله رب العالمين.
ومن أسبابه الرئيسية هي:
نبرُ الحركات بمعني دفعها في غير الحاجة إلى دفع.
عدم نبرُ الحركات بمعني عدم دفعها عند الحاجة إلى دفعها.
عدم مراعاة توالي الحركات ومن الأمثلة على ذلك:
تأويله: يأتي معناها من التأويل يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من الإيواء.
أعمالكم: يأتي معناها من الأعمال يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من العمى.
ولِي: يأتي معناها وخاصتي يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من ولي الأمر.
فسَقَى: يأتي معناها من السُّقيا يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من الفسق.
فتَرَى: يأتي معناها من الرؤية يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من الفتور.
فقَسَت: حيث معناها من القسوة يتم نطقها بشكل مختلف ليصبح المعني من الفقس.
حكم اللحن الخفي
يُعتبر اللحن الخفي أيضاً محرَّم في قراءة القرآن الكريم لأنه يتسبب بخلل في أحكام التجويد ولن تكون التلاوة بعد صحيحة لأن ترك هذه الأحكام لا يتفق مع قواعد التجويد.
مما يؤكد موقفُ عبدالله بن مسعود حينما قرأ كلمة: (الفقراء) بدون مدٍّ ومع أن ذلك لن يغيِّر المعنى ثم قرأها عليه ممدودة، فهذا يدل على أنه تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ممدودة.
ما هي أسباب اللحن في قراءة القرآن
يرجع سبب ظهور اللحن في تلاوة القرآن الكريم لعدة أسباب مثل:
الجهل بمخارج الحروف.
الجهل بصفات الحروف.
الجهل بقواعد اللغة العربية في التشكيل والسكنات والضبط النحوي.
عدم مرونة اللسان والفم.
العجمة.
الأُمِّية: وخاصة مع التقدم في العمر.
اللهجات المحلية.
عدم الإلمام بأحكام التجويد أو الجهل بتطبيقها.
الالتباس وهو نوعان:
التباسٌ سببه الحروف.
التباسٌ سببه الحركات والسكنات.
تصنيفات قراءة القرآن
يتم تصنيف الناس في قراءة القرآن الكريم إلى محسن مأجور أو مسيء مأجور أو مأزور.
المحسن المأجور: هو الذي درس التجويد وأتقنه، وقرأ القرآن من غير أي لحن إطلاقًا فقد تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السَّفَرة الكرام البَرَرة).
المسيء المأجور: هو الذي في لسانه اعوجاج لا يتمكن من نطق الحروف فتكون إما خلقة وهي من الله سبحانه وتعالى أو عجمة بسبب اختلاف الأعراق ويسعى لإزالة ذلك من لسانه ولم يجد مَن يساعده على ذلك فقد تكلم عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (والذي يقرأ القرآن وهو يَتَتعتع فيه وهو عليه شاقٌّ له أجران).
المسيء المأزور (الآثم): هو الذي يتحمل ذنب تحريف أو تعديل كلام الله العربي الفصيح إلى اللفظ الأعجمي أو النبطي مستغنيًا بنفسه مستبدًّا برأيه متكلاً على ما ألِف من حفظه مستكبرًا على الرجوعِ إلى أحد الشيوخ أو العلماء لمساعدته على تصحيح لفظه.
مثل هذا تُصبح قراءته عليه وليست له وتكون عليه في كل حرف لا يعطيه حقه ذنب كبير.
رحمتك يا الله على من يقرأ القرآن الكريم وهو يظن أنه يُحسِن صنعًا والسيئات تتراكم عليه وهو لا يدري.