ابحث عن أي موضوع يهمك
الفرسخ الفلكي (Parsec) هو مسافة وحدة فلكية واحدة، والتي تساوي وتعادل متوسط بعد المسافة التي تفصل بين الشمس والأرض عند زاوية ثانية قوسية واحدة، وأقرب نجم للأرض يقع على بعد 1.3 فرسخ فلكي تقريبًا، ويعرف باسم قنطور الأقرب (Proxima Centauri)، والفرسخ الفكي الواحد يساوي 3.26 سنة ضوئية تقريبًا، وهو ما يقرب من واحد وثلاثين تريليون كيلو متر، ومن الممكن الوصول لبعض المسافات النجمية عبر قياس التغير الضئيل بموضعها، في حين تتحرك الأرض بمدارها حول الشمس، ويتم استخدام الفرسخ الفلكي للتعبير عن المسافات شديدة الضخامة بين مختلف عناصر الفضاء.
أتت كلمة الفرسخ بالعربية من المصطلح الإنجليزي العلمي (Parsec)، إذ أن الجزء الأول للكلمة وهو Par اختصار لكلمة parallax ومعناها المنظور، في حين أن الجزء الثاني منها وهو sec اختصار لكلمة arc second وتعني ثانية قوسية، واصطلاح الفرسخ يأتي من المقاييس القديمة للمسافات، وهي مفرد لكلمة فراسخ، وقد ورد أن أصل الكلمة أتى من بلاد فارس، وبالفارسية المعربة تقال (پرسنگ أو پارسنگ).
ظهرت كلمة الفرسخ منذ ما يزيد عن مئة عام تقريبًا، إذ استخدم بورقة بحثية علمية ألفها عالم الفلك الإنجليزي فرانك واتسون دايسون، وكان ذلك في عام 1913 ميلادية، وفقًا لما قام به من دراسات بعلم الفلك، وبقي مصطلح الفرسخ مستخدمًا من قبل الطلاب والعلماء إلى الآن، ويرمز اختصارًا لكلمة Parsec بالرمز pc.
يقيس علماء الفلك مواقع النجوم كل عام مرتين، وهو ما يحدث حين تكون الأرض بموقع بمدارها حول الشمس، لتقاس ثانيةً عقب مرور ستة أشهر حين تكون الأرض واقعة على الجانب المقابل لنفس المدار حول الشمس، وعمومًا فإن حركة النجوم القريبة من الأرض ضئيلة نسبيًا مقارنةً بغيرها من النجوم البعيدة.
يساوي الفرسخ الفلكي الواحد 3.2 سنة ضوئية تقريبًا، وهو ما يعادل واحد وثلاثين تريليون كيلو متر، ومن الممكن العثور على بعض المسافات النجمية عبر قياس التغير الضئيل بموضعها حينما تتحرك الأرض بمدارها حول الشمس، والذي يستخدم لكي يتم التعبير عن المسافات الضخمة والكبيرة جدًا بين مختلف عناصر الفضاء.
سجل العلماء بعض المسافات الهامة بين مختلف الأجسام الفلكية بالفرسخ، ومن أبرز هذه المسافات ما يلي:
يتم استخدام السنة الضوئية في وصف المسافات التي تفصل بين الأجرام السماوية والفضائية، وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسنة أرضية واحدة، والتي تقدر تقريبًا بتسعة تريليون كيلو متر، أو 63,241 وحدة فلكية، وكل 3.262 سنة ضوئية تعادل فرسخًا فلكيًا واحدًا، والسنة الضوئية يرمز لها بالرمز (ly) وهو اختصار كلمة (Light Year)، ويستخدم ذلك النوع من الاختصارات بدلًا من استخدام الأعداد الكبيرة عند التعبير عن السنة الضوئية، وفيما يلي نذكر اختصارات ومضاعفات السنة الضوئية:
ويتم استخدام التلسكوبات القوية والدقيقة حاليًا من أجل النظر لمختلف الأجرام البعيدة بالفضاء، والتي توفر للعلماء إمكانية النظر بالزمن للوراء، حيث يسافر الضوء بسرعة تقدر في الثانية الواحدة بـ300,000 كيلومتر، وعلى الرغم من تلك السرعة الهائلة والخيالية، ولكن ما يوجد بالفضاء من أجسام بعيدة للغاية، وهو ما يجعل ضوئها يستغرق وقت كثير لكي يصل إلى الأرض، وكلما ابتعد الجرم السماوي، تمكن العلماء من رؤيته بالماضي البعيد.
وفي مثال على ذلك تبعد الشمس 146.6 مليون كيلومتر تقريبًا، لذا فإن ضوء الشمس يستغرق 8.3 دقيقة حتى يصل إلى الأرض، وهو ما يعني أنه حينما يتم النظر للشمس يراها البشر مثلما كانت منذ 8.3 دقيقة ماضية، وأقرب نجم للأرض يقع على مسافة 4.3 سنة ضوئية، وحين رؤيته من الأرض فإنه في الواقع يظهر مثلما كان قبل 4.3 أعوام، وكافة النجوم الأخرى تبعد مسافة أكثر من ذلك، والبعض منها يصل لآلاف السنوات الضوئية.
يجب على علماء الفلك ابتكار وحدة قياس، وذلك من أجل تحديد المسافة الهائلة بين الأجرام السماوية بالمجرة، وبفضل مجهودهم المستمر تم ابتكار وحدة القياس التي أطلق عليها اسم السنة الضوئية، والبالغة حوالي تسعة تريليون كيلو متر، حيث تستخدم وحدة السنة الضوئية في تحديد المسافات الفعلية الفاصلة بين الأجرام السماوية، حتى يكون من السهل معرفة خصائصها ودراستها.
وعلى سبيل المثال حينما يتأخر شخص ما عن مقابلة صديقه، فيمكنه الاتصال به ليخبره أنه على بعد عشرين دقيقة بدل قول على بعد خمسة كيلو مترات، ومن ثم فإن اعتماد تلك الوحدة بالقياس يجعل من اليسير فهم مدى بعد المذنبات والكواكب والكويكبات عن الشمس والأرض بدل الاضطرار لفهم معنى أبعادها التي تقدر بتريليونات الكيلو مترات، حيث إن مصلح السنة الضوئية ييسر كثيرًا من الأمر ليكون قابلًا للفهم بشكل أسرع.