ابحث عن أي موضوع يهمك
يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، ومن ثم تكمن الإجابة في الغسق هو ظلام الليل، ويرتبط الغسق بالوقت، حيث يُقال غسق الليل إذا اشتدت ظلمته، وغسق القمر تعني أنه أظلم بسبب الخسوف، وغسقت العين تعني دمعت العين، وغسقت السماء يقصد به أن السماء قد أمطرت وأظلمت، وأغسق فلان تعني أنه صار في ظلمة الليل، ومن الجدير بالذكر أن الغاسق يقصد به الليل إذا اشتدت ظلمته وغاب شفقه، ومثال على ذلك يُقال أغلق المؤذن يقصد به أنه أخرً المغرب إلى غسق الليل، وقال الحسن الغاسق أي الليل إذا أظلم.
ويتضح لنا أن الغسق هو الفترة الذي يبدأ فيها الظلام أي بعد أن تغرب الشمس أو ما يُعرف بوقت بداية عتمة الليل، حيث أن السماء لا تعتم على الفور من غروب الشمس، بل تتم في البدأ بالظلام شيئاً فشيئاً، ويتم هذا الأمر ما بين أذان المغرب إلى أذان العشاء، حيث يكون وقت أذان المغرب هو آخر نقطة مرئية للشمس، وراء الغلاف الجوي، تكون الشمس كشيء يذوب في الأفق في خط يماثل تماماً لخط قدميك على الأرض ذات الإرتفاع الصفري.
ويكون ضوء الغسق بمثابة قوس من أِعة الشمس وتكون هذه الأشعة عريضة بيضاء أو قرنفلية اللون، وتتشابه مع شكل جسيمات الغبار الذي يكون عالقاً في الغلاف الجوي، ومن الجدير بالذكر أن ضوء الغسق من الممكن أن يظهر على أبعد وأعلى سحابة في وقت اختفاء الغسق أو حدوث أي انعكاس لأي إقليم من أقاليم حقول الثلج في الجبل بعد غروب الشمس.
يحدث الغسق في حالة نزول الشمس في البحر وتغرق فيكون هذا هو وقت غروب الشمس، وهو موعد أذان المغرب، ويكون هناك مدة من ثمانون دقيقة إلى تسعون دقيقة بعد أذان المغرب لتبدأ السماء في الظلام والعتمة بشكل تدريجي، وتصل إلى العتمة التامة عند إتمام الدقيقة تسعين، من وقت غروب الشمس، وحينها يُرفع أذان المغرب.
يمر الغسق بعدد من المراحل التي سوف نذكرها بالتفصيل في النقاط التالية:
تناول الكثير من العلماء تفسير معنى الغسق، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم ما جاء عن الغسق على لسان الصحابة والعلماء:
يود الكثير من الناس التعرق على علاقة الغسق بمواقيت الصلاة، ومن ثم تكمن الإجابة في أن الغسق جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الإسراء في الآية رقم 78 “أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)“، وفسر الواحدى معنى أقم الصلاة يقصد بها أدامها، بينما أشار إلى أن المقصود بدلوك الشمس يعني زوالها، وغسق الليل يقصد به إقبال ظلمة الليل، ويشمل على ذلك كافة الصلوات من الظهر إلى العشاء، وفسرّ قرآن الفجر أي صلاة الفجر، وقال عنها قرآنا لأن الصلاة لا تصح إلا بقراءة القرآن.
ومن الجدير بالذكر أن معنى دلوك الشمس جاء به العديد من التفسيرات التي سوف نذكرها في السطور التالية:
يتضمن القرآن الكريم في الجزء الثلاثين والأخير منه على سورة تسمى الفلق، حيث قال الله تعالى “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)”، وقال السعدي أن آية غاسق إذا وقب يقصد بها الاستعاذة من شر ما يكون في الليل من الأمور المؤذية، بينما فسر البغوي هذه الآية بأنه القمر إذا أظلم وخسف، بينما قال ابن عباس رضى الله عنه، أن الغاسق يقصد به الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم”.
أسلفنا في الفقرات السابقة أن الغسق هو الذي لم يرمز إلى الوقت الذي يبدأ بعد حلول المساء، والشفق هو الذي يتمثل في بداية المساء عندما تظهر السماء باللون الأزرق، أثناء الغسق يحتاج إلى ضوء صناعي عند القراءة بالخارج؛ وذلك بسبب عدم وجود ضوء الشمس.
بينما يقصد بالشفق أنه وقت النهار بين شروق الشمس والفجر والوقت ما بين غروب الشمس والغسق أثناء الشفق، حيث تنتشر أشعة الشمس في الغلاف الجوي العلوي وتضيء على الغلاف الجوي السفلي للأرض، ومن الجدير بالذكر أن الشفق يتم على ثلاث مراحل، نذكر تلك المراحل في النقاط التالية بالتفصيل: