مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هو الشذوذ في الإسلام

بواسطة: نشر في: 30 يونيو، 2022
مخزن

ما هو الشذوذ في الإسلام

ما هو الشذوذ في الإسلام؟ وما هي عقوبته في الدنيا والآخرة، فهناك العديد من المصطلحات المستجدة على الساحة العالمية هذه الأيام والتي يجب تعريف الأطفال والكبار بها وتوعيتهم حولها، فالشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية هو مصطلح يتم إطلاقه على جميع الممارسات الجنسية غير الطبيعية والتي تكون مخالفة للفطرة الإنسانية التي خلق الله ـ عز وجل ـ الإنسان عليها، وينظر الإسلام للشذوذ الجنسي على أنه سلوك خاطئ تماماً في أي ظرف من الظروف وبأس حال، فهو من الممارسات غير الطبيعية التي تُعد حالة مرضية وخلقاً منحرفاً عن الفطرة البشرية السليمة.

والشخص الشاذ جنسياً سواء كان رجلاً أم امرأة هو مخطئ عاصٍ لله عز وجل يستحق العقاب في الدنيا والآخرة إن لم يُنعم الله عليه بالتوبة والمغفرة مما أخطأ في حق ربه ونفسه بفعله، وذلك لأن الشذوذ الجنسي يُعد ظلماً وعدواناً وتجاوزاً لحدود الله ـ عز وجل ـ وذلك لقول الله تعالى:

(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)) [المعارج: آية 29،31].

وقد جاء قول المفسرين للآية القرآنية السابقة أن قول الله تعالى (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) يتضمن جميع أنواع الاستمتاعات والممارسات الجنسية التي تأتي خارجةً عن إطار العلاقات الزوجية السوية المشروعة التي أحلها الله ـ عز وجل ـ لعباده في الأرض، لذا فإن جميع أنواع الممارسات الجنسية الممنوعة في الشريعة الإسلامية مثل الزنا، اللواط، السحاق، الاستنماء جميعها تُعد من الشذوذ الجنسي وهي مُحرمة قطعياً ويكون فاعلها ملعوناً في الدنيا والآخرة لتشبهه بما فعل قوم لوط.

أضرار الشذوذ في الإسلام

يُعرض الشخص الذي يُقدم على فعل الشذوذ الجنسي نفسه والمحيطين به للضرر الشديد والأذى، حيثُ يهمل هذا الشخص الشاذ طبيعته الإنسانية من أجل إشباع رغباته الجنسية غير الطبيعية، بالإضافة إلى تسببه في إلحاق ضرر نفسي وجسدي شديد بضحيته عندما يُرغمها على هذا الفعل الآثم، ويُلاقي الشخص الشاذ جنسياً رفض شديد من المجتمع وكافة المحيطين به كما أنه يتعرض للعديد من العواقب القانونية والتي تتمثل في:

  • المراقبة والسجن.
  • الحجز في أحد مستشفيات الطب النفسي الشرعي.
  • الإصابة بالأمراض الجنسية الخطيرة التي قد تودي بحياة الشاذ.
  • تسجيل الشخص ضمن سجل مرتكبي الجرائم الجنسية، وما يترتب على ذلك من توابع قانونية.
  • قيود السكن.
  • الإصابة بأمراض فقد المناعة المكتسبة (الإيدز) والذي عادةً ما يؤدي للموت.
  • مرض الجرب.
  • مرض التهابات الشرج الجرثومية.
  • الديدان المعوية.
  • مرض الهيربس.
  • مرض التهاب الكبد الفيروسي.

ومما سبق يظهر لما قبح فعل الشذوذ الجنسي، وما ينتج عنه من أمراض خطيرة تؤدي بحياة الشاذ، لذا فعليهم بالتوبة والرجوع إلى الله ـ عز وجل ـ وعدم المكابرة والاستمرار في هذا الذنب تجنباً لغضب الله تعالى، وذلك عملاً بقول الله تعالى:

(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)) [الفرقان: آية 68،70]

عقوبة الشذوذ في القانون السعودي

مؤخراً ظهرت مطالبات العديد من كبار الأئمة والمشايخ الأجلاء في المملكة العربية السعودية ومن بينهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضرورة تشديد عقوبة الشذوذ الجنسي الحالية في القانون السعودي، وذلك لرؤيتهم أن العقوبة القانونية التقليدية الحالية التي يتم اتخاذها في حق أي شخص يثبت تورطه في أي من الأمور المُصنفة كشذوذ جنسي لم تكن رادعة بالقدر الكافي، وتتمثل عقوبة الشذوذ الجنسي الحالية في القانون السعودي في السجن لمدة عام واحد ـ الجلد ألف جلدة (1000 جلدة) ـ دفع غرامة مالية قدرها خمسة آلاف ريال سعودي أي ما يقرب من 1333 دولار أمريكي.

حكم الشذوذ في القرآن

يُمكن الإشارة للشذوذ الجنسي على أنه ميّل الرجال للرجال أو ميّل النساء للنساء، وما يتبع هذا الأمر من استمتاع بالمحرمات، سواء كان هذا الميل عبر النظر أو اللمس أو الممارسة الجنسية التامة، وقد كان قوم لوط ـ عليه السلام ـ هم أول قوم بشريين عُرفت عنهم هذه الفاحشة وانتشرت بينهم، وذلك ما ورد في قول الله تعالى:

(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)) [النمل: آية 54،58].

وقد اتفق العلماء بإجماع الآراء على حُرمة الشذوذ الجنسي وبئس فعل فاعله، سواء كان هذا الشذوذ بين الرجال أو النساء وتوّعد الله ـ عز وجل ـ لمن يفعل هذا الفعل القبيح بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، وأن يكون مصيره كمصير قوم لوط وذلك ما جاء في قول الله تعالى بسورة الحجر:

( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)

كما قال الله ـ عز وجل ـ في سورة هود: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ).، كما قال الله تعالى: في سورة القمر (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ).

هل الشذوذ حرام دار الإفتاء المصرية

أكدت دار الإفتاء المصرية في بيّان رسمي لها أن الشذوذ الجنسي هو أمر مُحرم قطعياً في الدين الإسلامي وذلك لما يترتب عليه من مفاسد جمة في المجتمع، مع الوصية لكل إنسان قد يجد في نفسه هذه السمة الشنيعة أن يلجأ إلى الله -عز وجل- بالتوبة والدعاء والبحث عن الطبيب المختص لمعالجته لما أُصيب به من داء قبيح، فجميع الأديان السماوية المقدسة ترفض مسألة الجنسية المثلية رفضاً قاطعاً وتعتبرها خروجاً عن كافة القيم الدينية المقدسة الراسخة عبر تاريخ جميع الأديان.

وذلك ما جاء في نص فتوى دار الإفتاء المصرية “من المقرر في الشريعة الإسلامية أنَّ الزِّنَا حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ اللواط والشذوذ حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ مِن حِكَمِ الشريعة الغرَّاء في تشريع الزواج مراعاة حقوق الأطفال، ولذا أمر الإسلام بكل شيءٍ يوصِّل إلى هذه الحماية، ونهى عن كل ما يُبعد عنها؛ فأمر بالعفاف ومكارم الأخلاق، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ونهى الرجالَ أن يتشبهوا بالنساء، والنساءَ أن يتشبهن بالرجال، وأقام كلًّا منهما في الخصائص والوظائف التي تتسق مع خِلْقتهما، وربط هذا كله بالحساب في يوم القيامة وبعمارة الأرض وبتزكية النفس.

فاعتقد المسلمون اعتقادًا جازمًا أن مخالفة هذه الأوامر والوقوع في هذه المناهي يُدمِّر الاجتماع البشري، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ويُمثِّل فسادًا كبيرًا في الأرض يجب مقاومته ونُصح القائمين عليه وبيان سيّئ آثاره “، كما أضافت دار الإفتاء المصرية :”إذا تقرر ذلك فإن الإسلام لا يعترف بالشذوذ الجنسي، ويُنكر الزِّنَا، ويرفض كل علاقةٍ جنسيةٍ لا تقوم على نكاحٍ صحيحٍ”.

ما هو الشذوذ في الإسلام

جديد المواضيع