القرآن الكريم هو معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين، وهو الدستور الذي يجب عليهم أن يتخذوه في كافة أمور حياتهم، وهو كلام الله عز وجل، وقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ليكون بيان لما في القلوب، ويحفظه المولى عز وجل من التحريف والمس، ولغة القرآن هي العربية، ويحمل المصحف بلاغة وفصاحة تثبت أنه من الله عز وجل، ومن هذا المنطلق نوضح عبر الفقرات التالية إجابة سؤال ما هما اليومان اللذان ذكرا في القران بموقع مخزن فيما يلي.
ذكر الله تعلى في كتابه الكريم يومين من ضمن أيام الأسبوع التي نلم بها بشكل صريح في آيات متفرقة، لهذا تتمثل إجابة ما هما اليومان اللذان ذكرا في القران في يوم الجمعة ويوم السبت.
لكل يوم من هذه الأيام مدلول خاص به، وله أهمية تخصه عن الأيام الأخرى، أما عن يوم الجمعة فقد قيل بأن تسميته تمت بسبب أنه يوم جامع للمسلمين جميعًا في صلاة الجمعة.
أما لفظ السبت فهو اشتقاق عن كلمة السبت التي تعني الراحة بعد المشقة والتعب الشديد في اللغة، ويوم السبت من الأيام المقدسة لدى اليهود، وهذا ما تمت الإشارة إليه في القرآن الكريم.
يوم الجمعة في القرآن الكريم
تم ذكر يوم الجمعة في مواضع من آيات القرآن الكريم المتفرقة، وقد تم إطلاق اسم سورة كاملة من سور القرآن باسم سورة الجمعة، وهذا إن دل على شيء، فهو دليل على عظم هذا اليوم في حياة المسلمين.
فتضم سورة الجمعة عدد آيات يصل إلى اثني عشر آية، وتعتبر السورة الثالثة والستين من سور القرآن الكريم، حيث تقع في الجزء الثامن والعشرين.
جاء في سورة الجمعة الآية التي تحمل لفظ يوم الجمعة بشكل صريح، وهي الآية رقم 9، فيقول تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)“.
ويأتي في تفسير هذه الآية الشعائر الإسلامية التي لا بد من الالتزام بها في يوم الجمعة، عند بدء آذان الجمعة، فمجرد أن يصعد المؤذن إلى المنبر لبدء خطبة الجمعة لابد من أن يترك الجميع أعمالهم وأشغالهم ويتوجهوا إلى المسجد.
هذا الأمر يعد هو الخير للعباد، وهو ما يساهم في زيادة رزقهم والخير العائد إليهم، فالرزق كله بيد المولى عز وجل، ويتم استكمال آيات سورة الجمعة بما يجب على المسلمين القيام به في هذا اليوم العظيم، فبعد الانتهاء من الصلاة يمكن للجميع العودة إلى أشغالهم وأعمالهم دون حرج في هذا.
سورة الجمعة تعد واحدة من السور التي تبدأ بالتسبيح لله عز وجل، فيقول تعالى في بدايتها: “يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ“.
يوم السبت في القرآن الكريم
يعتبر يوم السبت من الأيام المقدسة لدى اليهود كما وضحت آيات القرآن الكريم، وقد ورد لفظ السبت في القرآن في خمسة مواضع متفرقة، بدأت من سورة البقرة ثم النساء، ثم سورة الأعراف وسورة النحل.
أول موضع جاء في الآية الخامسة والستين من سورة البقرة في قوله تعالى: “وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ”.
جاء معنى السبت في الآية الكريمة بمعنى القطع، وقيل في هذا بأن الله تعالى قد أمر اليهود بالامتناع عن الصيد وقطع الأعمال في هذا اليوم.
أما الموضع الثاني فقد جاء في الآية السابعة والأربعين من سورة النساء، وهذا في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً“.
وأصحاب السبت هم من عصو أمر الله عز وجل بعد أن أمرهم بقطع الأعمال في هذا اليوم، فنالهم عذابه وتم سخطهم إلى قردة وخنازير.
جاء الموضع الثالث أيضًا في سورة النساء بالآية المئة وأربعة وخمسين في قوله تعالى: “وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً“.
استكمالًا لإجابة سؤال موضوعنا ما هما اليومان اللذان ذكرا في القران، ويقولنا بأنهم يومي الجمعة والسبت، فإن الموضع الرابع الذي جاء فيه لفظ السبت كان في سورة الأعراف بالآية المئة وثلاثة وستون في قوله تعالى: “واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ“
هذه الآية أيضًا استكمالًا لما جاء في آيات القرآن الكريم من قصة لأصحاب السبت، وعصيانهم للمولى عز وجل، ولعنهم بما فعلوا.
أما الموضع الأخير فقد جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ“، بسورة النحل، الآية رقم مئة وأربعة وعشرون.
جاء في الآية السابقة المعنى مشيرًا إلى أن يوم السبت جاء لعنة لمن خالفو أمر المولى عز وجل فيه.
أهمية يوم الجمعة في الإسلام
جاءت أهمية يوم الجمعة في الإسلام واضحة في آيات القرآن الكريم، فهو اليوم الذي فيه يجتمع المسلمون جميعهم لإتمام صلاة الجمعة، ويعتبر يوم الجمعة بمثابة العيد في نفوس المسلمين، وفي الصلاة يتطيبون ويرتدون أجمل الملابس، ويغتسلون، فيوم الجمعة يعد من الأيام الجامعة لأعظم شعائر وأحدث للمسلمين منذ بداية الخلق، ومن ضمن هذه الأحداث ما يلي:
به خلق أول خلق الله من البشر آدم عليه السلام.
كما أنه اليوم الذي فيه نزل آدم عليه السلام مع السدة حوى إلى الأرض نتيجة وسوسة الشيطان لهم وأكلهم من شجرة الخلد.
في يوم الجمعة توفى أيضًا نبي الله آدم عليه السلام.
كما يقال بأن قيام الساعة سيكون بيوم الجمعة، وهذا ما جاء في أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أن بيوم الجمعة ساعة لا ترد بها دعوة، ويستجاب فيها الله لكافة الدعاوي والأمنيات الراغب بها البشر.
كما يقال بأن يوم الجمعة هو اليوم الذي سيجتمع به أهل الجنة للقاء ربهم عز وجل والكلام معه، وسيكون بيوم الجمعة سوق خاص في الجنة يحصل فيه العباد على كل ما يرغبون به، والله تعالى أعلى وأعلم.
فضائل يوم الجمعة
تتعد الفضائل التي يعرف بها يوم الجمعة في حياة المسلمين، ومن ضمن هذه الفضائل ما يلي:
في هذا اليوم نجد صلاة الجمعة التي يجتمع بها كافة المسلمين تاركين كل ما يشغلهم عن طاعة المولى عز وجل، وتعتبر صلاة الجمعة واحدة من أفضل الصلوات في الإسلام.
إذا قام العبد لصلاة الفجر في جماعة بيوم الجمعة كانت هذه الصلاة خير صلاة يقيمها في أيامه.
من سنن صلاة الفجر في يوم الجمعة، أن يقوم المصلي بقراءة سورة السجدة في الركعة الأولى منه، وبالركعة الثانية تتم قراءة سورة الإنسان.
واحدة من فضائل يوم الجمعة بأن من يموت في هذا اليوم، أو في ليلة الجمعة وقاه عز وجل من فتة القبر.
كما قيل عن يوم الجمعة بأنه أفضل الأيام التي أشرقت بها الشمس، ففيه تم خلق سيدنا آدم عليه السلام، وفيه دخل إلى الجنة وبه خرج منها.
كما أن بيوم الجمعة ساعة لا ترد بها دعوة، ويقول العلماء بأنها في الوقت بين صلاتي العصر والمغرب.