في الآونة الأخيرة انتشر مصطلح الحب الأفلاطوني على مواقع التواصل الاجتماعي، ولقد أثار الأمر الجدل، لذا ومن هذا المنطلق فإننا سنقوم بتسليط الضوء عليه، وذلك من خلال توضيح مفهوم العلاقة الأفلاطونية:
هي عبارة عن علاقة لا يوجد فيها انجذاب رومانسي أو حتى انجذاب جسدي.
وعلى الرغم من ذلك فإن كلا الطرفين يشعر فيها بالشوق والحنين لرؤية الآخر لانطوائها على العاطفة.
وهي مصطلح أتى من الفلسفة اليونانية وبعض مناقشات الكُتاب.
فإن المفكر أفلاطون ليس كما يعتقد البعض تلفظ بمصطلح الحب الأفلاطوني ولكنه قال:
إن الحب يوجد منه أشكال عديدة.
فهو يتوفر بالأشكال الفكرية وكذلك الروحية.
ويمكن أن يكون بعيدًا تمامًا عن المعاني الحاملة للشهوة أو حاملة للانجذاب الجنسي.
فمما قاله أفلاطون يتبين لنا أن الحب القائم على أمرين وهما الانجذاب والتقارب يعرف باسم الحب الرومانسي، أما الحب الذي لا يوجد به رومانسية مطلقًا فيعرف بالحب الأفلاطوني.
ومن أشهر الأمثلة على العلاقة الأفلاطونية هي العلاقة بيننا وبين أفضل صديق لنا، أو العلاقة مع زملاء العمل، أو الأقارب، أو رفقاء التمرين، أو غيرهم من الأشخاص التي نقدرها في الحياة.
وبصفة عامة يمكن تلخيص مفهوم العلاقة الأفلاطونية في قول إنها هي كل ما نشعر به عندما نجد الأمان والثقة في من حولها، فهي أسمى معاني الشعور بالرضا إلى جانب الاهتمام.
تاريخ العلاقة الأفلاطونية
إليكم في النقاط التالية المعلومات التفصيلية عن تاريخ العلاقة الأفلاطونية:
يعود تاريخ هذه العلاقة إلى القرن 15 الميلادي.
ولقد تطور مفهومها وماهيتها على مر السنين.
حيث إنه قديمًا كان يقال إن الحب الأفلاطوني هو ما يقرب من الآلهة، وهو الذي يشمل جميع العلاقات ويتضمن العلاقات الرومانسية أيضًا.
أما حديثا قيل إن الحب الأفلاطوني هو غير الرومانسي ويحدث بين شخصين من نفس الجنس أو مختلفين في الجنس.
ومن الجدير بالذكر أن كلمة أفلاطوني تم اشتقاقها من اسم الفيلسوف أفلاطون، فكما أسلفنا ذكرًا أنه تحدث عنها.
خصائص العلاقة الأفلاطونية
تتمثل الخصائص التي تتسم بها العلاقة الأفلاطونية فيما يلي:
الاحترام.
الحب.
الأمانة.
المصالح المشتركة.
الوفاء.
الإعجاب.
علامات وجود العلاقة الأفلاطونية
لن تختلف كثيرًا العلامات الدالة على وجود الحب الأفلاطوني عن خصائصه، فهي تشمل:
الاتسام بالصدق
من أهم السمات الصحية والتي تضمن استقرار أي علاقة هو الصدق.
حيث إنه الوسيلة إلى إنشاء الثقة بين الطرفين.
إلى جانب بناء الروابط القوية.
فلا بد وأن يكون الأصدقاء الأفلاطونيين صادقين مع بعضهم البعض من خلال التعامل بأمانة عند مشاركة التفاصيل اليومية لحياتهم سويًا.
وضع حدود للعلاقة
مما لا شك فيه أن كل علاقة مستمرة وصحية يكون لها حدود، حيث إن طبيعتها تعتمد بشكل كلي على الأشخاص المعنيين فيها.
فمثلاً من الممكن أن يقول أحد الطرفين إلى الآخر أنه سوف يراه اليوم لمدة ساعة فقط، وذلك لوجوده أشياء أخرى خاصة في حياته لا يرغب في مشاركة الطرف الآخر معه فيها، وحينها يجب أن يتفهم الطرف الأخر ما قاله ويتقبله.
فاحترام الحدود وبالأخص الشخصية من مقومات نجاح العلاقة الأفلاطونية.
التقدير المتبادل
أشارت مجموعة من الأبحاث والتي أجريت بواسطة بعض متخصصي العلاقات العاطفية إلى أن التقدير هام للغاية في أي علاقة سواء كانت أفلاطونية أو رومانسية.
ذلك لأنه يؤدي إلى تعزيز الشعور بالامتنان تجاه إيجابيات الحياة.
كما يعمل على تقوية العلاقة ودعمها أمام أي عوامل خارجية قد تتسبب في انهيارها.
عدم الأنانية
لقد وصف البعض الحب الرومانسي بالحب الأناني، قائلين إن الحب الأفلاطوني غير أناني على الإطلاق.
ذلك لأن كل طرف في العلاقة الأفلاطونية يتمنى الأفضل لغيره.
كما أنه متقبلًا لفكرة أنه له كامل الحرية في الدخول في علاقات أخرى جديدة وقضاء الوقت مع أطرافها.
على عكس الحب الرومانسي ففيه يتم التصرف عكس ذلك، ويحتاج كل الطرفين تفرغ الآخر له فقط، وأن يحصلا على كل المشاعر الجميلة دون أن يفكر في المبادرة بها.
الفرق بين العلاقة الأفلاطونية والحب بلا مقابل
نعم لقد ذكرنا أن العلاقة الأفلاطونية لا يوجد فيها رومانسية، ولكن لا تشبه الحب بلا مقابل، حيث إنه يوجد فرق جلي بينهما وهو:
في الحب بلا مقابل يكون هناك طرف لديه مشاعر رومانسية وعاطفية تجاه الطرف الآخر، في حين أن الطرف الآخر لا يبادله هذه المشاعر.
وقد يراه كالصديق فقط ويظل معه هكذا.
أما في العلاقة الأفلاطونية فلا يكن أي من الطرفين مشاعر رومانسية للآخر بل كل ما يوجد بينهما هو الاحترام والود والمحبة.
هل يمكن أن تصبح العلاقة الأفلاطونية علاقة رومانسية
على الرغم من أن الحب الأفلاطوني خاليًا من المشاعر الرومانسية إلا أن العلاقات الصادقة والقوية من الممكن وذات يومًا أن تتحول وبسهولة إلى حب حقيقي، وذلك للأمور الآتية:
احتمالية تغيير العقليات.
حاجة أحد الطرفين إلى تطوير الصداقة العميقة وجعلها علاقة رومانسية لميله للطرف الآخر.
فلقد أشارت بعض الإحصائيات إلى أن ما يعادل 68 % من العلاقات العاطفية والرومانسية كانت تبدأ بالصداقة القوية وبمرور الوقت تحولت إلى قصة حب رائعة.
وبصفة عامة يمكن الاستدلال على تحول الحب الأفلاطوني إلى حب رومانسي من خلال العلامات الآتية:
معاملة أحد الطرفين للآخر بشكل مستمر.
زيادة مستوى التعلق.
التحدث عن البعض أمام الآخرين.
الشعور بالانجذاب الرومانسي بشكل أكثر.
فوائد العلاقة الأفلاطونية
هناك مجموعة من الفوائد يحصل عليها أي شخص يدخل في علاقة أفلاطونية، ففي السطور التالية سوف نسردها لكم بالتفصيل:
البقاء على الطبيعة الشخصية
من أهم مميزات العلاقة الأفلاطونية هو ما يطلق عليه الأريحية.
حيث إن كل طرف في هذه العلاقة يمكنه التصرف بشكل تلقائي دون قلق.
كما يمكن أن يتحدث بحرية تامة وأمان عما يدور في ذهنه دون الشعور بأي نوع من الضغوطات.
وذلك لأنها قائمة وكما أسلفنا ذكرًا على احترام وجهات النظر وتقبلها.
وتقديم المشورة في حالة وجود أي خطأ.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الميزة تعزز الحالة المزاجية بفاعلية، فبلا شك وجود شخص في حياتنا نثق به ونحكي له كل ما يؤرقنا يجعلنا نتعافى نفسيًا من التوتر النفسي.
الانفتاح المتبادل
يقصد بالانفتاح المتبادل هو انفتاح أطراف العلاقة الأفلاطونية على الأمور الشخصية المتعلقة بكل منهما.
حيث إن الروابط العميقة والقوية التي توجد بينهما تجعلهما يخبرون بعضهما بالأمور التي لا يستطيعون قولها لأي شخص آخر.
فالانفتاح المتبادل يكون بمثابة الوسيلة لتلبية احتياجاتهم في بيئة غير مخيفة، وهو ما يعزز الرفاهية العقلية داخل علاقتهما.
عدم توفر أجندة خفية
من فوائد الحب الأفلاطوني أنه لا يجعل الأشخاص يخفون التفاصيل الدقيقة عن بعضهما.
فلا يوجد مطلقًا توقعات للحب قد تكون هذه التفاصيل فيما بعد عائقًا لاستمرار علاقتهما الرومانسية.
فهم يستمتعون بمشاركتها ويحصلون في المقابل على الدعم المعنوي والعاطفي.
البعد عن الضغوطات
فالعلاقات الأفلاطونية لا يترتب عليها تحمل بعض الضغوطات كما هو يوجد في العلاقات الرومانسية.
ومن هذه الضغوطات الزواج وكذلك الإنجاب، فهما مسؤولية كبيرة بالنسبة للعديد من الأشخاص.
ويجدر بالإشارة إلى أن الحب الأفلاطوني لا يوجد له هدف يتطلب السعي وبذل الجهود للوصول له، فما هو إلا علاقة بسيطة ومُريحة للغاية.