ابحث عن أي موضوع يهمك
ما معنى ذواتا افنان هو تساؤل يدور في أذهان الكثير من المسلمين خاصةً عند قراءتهم لسورة الرحمن التي ورد بها تلك الآية الكريمة، وهي الآية الثامنة والأربعون منها، وسوف نجيبكم في مقالنا التالي عبر مخزن حول معنى ذواتا أفنان، والمقصود منها، كما وسنوضح الكثير من المعلومات والتفاصيل حول سورة الرحمن وسبب نزولها.
أوضح العلماء معنى وتفسير مقصد الله تعالى من الآية الكريمة التي يقول بها ذواتا أفنان، وسوف نوضح فيما يلي بيان ذلك المعنى:
سورة الرحمن سورة قرآنية عظيمة، وهي السورة الوحيدة من بين جميع السور القرآنية التي بدأت بأحد أسماء الله الحسنى دون أن يسبق ذلك الاسم كلام، وبها تكررت الآيات التي تبين الإجلال والتعظيم والامتنان لله تعالى، والتي بلغت عدد آيات التعظيم فيها واحد وثلاثين آية، وهي آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان)، وترتيب سورة الرحمن بين سور المصحف الشريف السورة الخامسة والخمسون، وهي من بين أول السور التي نزلت على النبي عليه الصلاة السلام.
وسورة الرحمن مكية بقول جمهور التابعين والفقهاء، ويستدل على ذلك من الحديث الوارد عن الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها حيث قالت (سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقرأُ وَهوَ يصلِّي نحوَ الرُّكنِ قبلَ أن يَصدَعَ بما يُؤمَرُ والمشرِكونَ يسمعونَ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، ويبلغ عدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية كريمة.
ورد عن المفسرون أن السبب في تسمية سورة الرحمن بذلك الاسم أن آلاء الله جل وعلا وما أنعم به على خلقه من الإنس والجان ذكرت بها، وبها تحدي لأي من يحاول تكذيب تلك النعم، وبها حث لجميع المخلوقات على شكر الله سبحانه على ما أنعم به عليهم من نعم والتحذير من إنكارها، وفي الوقت ذاته أوضحت السورة الكريمة أن تلك الإبداعات والنعم بالمخلوقات وإتقان التدبيرات أتى من رب مالك عظيم قادر، رحيم رحمته سبقت غضبه، ولعل جميع تلك الأمور السابقة هي السبب وراء ذلك الاسم لهذه السورة الكريمة.
ورد في العديد من الكتب أن هناك اسم ثانٍ لسورة الرحمن وهو عروس القرآن، وحول ذلك الاسم استدل العلماء والمفسرين أن السبب باختياره لها يعود إلى ما ورد عن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (عروسُ القرآنِ الرحمنِ)، وقد تم تفسير تلك التسمية على العديد من الأوجه، منها التالي:
إن المقصود بالسبب وراء نزول السور القرآنية عند أهل العلم هو ما نزلت لتتحدث عنه أو تناقشه من القضايا، أو بيان مناسبة وقوعه أو حكم وقوعه، وهناك من سور القرآن الكريم ما نزل بغير سبب أو حدث سابق له، أو سؤال ورد من المسلمين، وما ارتبط نزوله من أسباب، وقد ورد العديد من الأسباب التي عاد إليها نزول سورة الرحمن ما يلي:
وردت العديد من فضائل سورة الرحمن بالسنة النبوية المطهرة، ولكن لم تثبت صحة الأحاديث التي وردت عنها، كما وأن الحديث الوارد عن الإمام علي ابن أبي طالب الذي ذكر به أن سورة الرحمن تلقب بعروس القرآن هو حديث ضعيف، وكذلك الحديث الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ).
وهنا ذكر حديث حسن عن سورة الرحمن ولكن لم يرد به فضلها، وبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ).
يوجد العديد من الخواص والميزات التي امتازت سورة الرحمن بها، ولعل من أهم تلك الميزات نذكر ما يلي:
ورد ذكر اسم أفنان في القرآن الكريم بسورة الرحمن الآية الثامنة والأربعون، ويطلق على الفتيات المسلمات، والذي كثرت التسمية به في الآونة الأخيرة لما يحمله من نطق رقيق ومعنى مميز، حيث يقصد بالأفنان الأغصان العظيمة التي تحمل الثمار الناضجة، ويوحي الاسم بالدلال والجمال والسمو والرفعة، ويكون لصاحبته نصيب من معناه، حيث تمتاز بالرقة والأنوثة والدلال والشخصية القوية وحسن الخلق.
وبذلك نكون قد عرضنا لكم في مخزن ما معنى ذواتا افنان الآية الكريمة الوارد ذكرها في سورة الرحمن أحد أجمل السور القرآنية التي تطرب لسماعها القلوب وتقشعر الأبدان لما تشتمل عليه من ذكر لنعم الله تعالى وآلائه على خلقه أجمعين إنس وجان، جعلنا الله وإياكم دومًا من عباده الشاكرين.