خلال هذا المقال نجيب عن سؤال ما الغاية من خلق الانسان؟ حيث أنه من الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، فالإنسان أحد مخلوقات التي وهبها العقل ومنحها القدرة على التفكير والتفكر في خلقه، ولذلك قد يتساءل الكثير من الناس ما الغاية من خلق الانسان؟ وماذا يجب أن يفعل الإنسان في حياته لتحقيق الغاية من خلقه .
خلق الله الإنس والجن لعبادته سبحانه وتعالى، يقول تعالى في كتابه الكريم:”وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ” (الذاريات:56-57) صدق الله العظيم.
من الآية الكريمة يتبين لنا أن الله خلق الجن والإنس ليعبدوه فقط وألا يشركوا به شيئاً.
ليس الإنس أو الجن على استطاعة أن يضروا الله أو ينفعوه في شيء ولا يملكون ضراً أو نفعاً إلا لأنفسهم، فالله سبحانه وتعالى لا ينتظر رزقاً أو طعاماً وهو الرزاق ذو القوة المتين.
خلق الله الخلق من إنس وجن ليعبدوه ولا حاجة له سبحانه وتعالى في عبادتهم له، بل هم من في حاجة لعبادته، فعبادة الإنس والجن لله لن تزيد من ملك الله أو تنقص منه شيئاً.
تكون العبادة بالإيمان بالله وحده لا شريك له واتباع أوامره وطاعته والابتعاد عن معصيته والإيمان بأن رضا الله هو الغاية الوحيدة للإنسان في الحياة.
لماذا خلق الله الحياة الدنيا
خلق الله الحياة الدنيا لتكون دار الابتلاء والاختبار التي يتحدد على أساسها مصير الإنسان في الآخرة بين الجنة والنار.
تعتبر الحياة الدنيا تمهيداً للآخرة ومقدمة لها، فهي مرحلة حياة مؤقتة يتحدد على أساسها مصير الإنسان في الحياة الأبدية في الآخرة بين الجنة والنار.
استخلف الله بني آدم في الأرض ليعطيهم الحرية ويرى ما يصنعون، فمنهم من يحسن العمل ويتقي الله ويؤدي حق عبادته فيكون من أهل الجنة، ومنهم من سوف يتبع الشيطان ويضل عن طريق الله فيكون جزاؤه النار.
من الآية السابقة يتضح لنا أن الحياة الدنيا خدعة للكافرين بما فيها من زينة ولهو وما هي إلا متاع الغرور، فمن اغتر بما جناه في الدنيا ونسى الله خسر في الآخرة وكان له عذاب شديد.
تغري الحياة الدنيا بما فيها من زينة الكفار والمشركين وهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، فالمؤمن لا تغريه الحياة الدنيا ويعيش حريصاً على رضا الله في الدنيا منتظراً الثواب الأبدي في الآخرة.
بينما الكافر المنكر لحساب الله في الآخرة يكذب بآيات الله في الدنيا وتغريه الحياة الدنيا بما فيها من زينة فيبتعد عن طريق الحق ولا يؤدي الله حق العبادة فيحق عليه العذاب في الآخرة يكون من أصحاب النار.
خلق الله الملائكة مطيعون لا يعصون له أمراً وكذلك خلق إبليس فعصى أمره ورفض السجود لآدم عليه السلام امتثالاً لأمر الله كسائر الملائكة، وخلق الله آدم وذريته فجعلهم مخيرون بين الطاعة والمعصية.
خلق الله الحياة الدنيا ليستحق كل إنسان مصيره في الآخرة فمن آمن واتبع هدى الله كان من أهل الجنة ومن عصى أمر الله واتبع خطوات الشيطان كان من أهل النار، وكلاهما يختار مصيره بعمله في الحياة الدنيا.
لماذا خلق الله الجنة والنار
خلق الله الجنة والنار لينال كل شخص جزاء عمله، فمن عمل صالحاً فله الجنة ومن ضل عن سبيل الله فله العذاب.
منح الله سبحانه وتعالى الإنسان حرية الإرادة فله أن يؤمن ويتبع الصراط المستقيم وله أن يكفر ويتبع سوء السبيل ولذلك فإن لكل إنسان جزاء يتناسب مع عمله والطريق الذي اختاره بإرادته.
من الآيات السابقة يتبين لنا رد المقتول على قاتله بأنه لن يدافع عن نفسه خوفاً من الله سبحانه وتعالى وأنه يريد أن يقتله أخاه فيحمل إثم قتله وما على القاتل من إثم قبل ذلك فيكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين.
حذر القتيل قاتله من القتل وارتكاب الإثم وكان القاتل يعلم أن الله سوف يعاقبه على فعله ولكنه لم يرجع عن فعله وقتله فأصبح من الخاسرين.
ليس من العدل والله سبحانه هو الحق العدل أن يتساوى القاتل بالمقتول في الجزاء ولذلك كانت الجنة والنار جزاء لكل منهما، فالمقتول المظلوم الذي دفع حياته ثمناً لخوف الله وتقواه هو من أهل الجنة والقاتل الظالم الذي ارتكب الذنب هو من أهل النار.
ليست الجنة والنار فقط لبني آدم ولكن للجن كذلك فقد قال تعالى:“لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ” (ص:85) صدق الله العظيم، وفي الآية الكريمة يخاطب الله تعالى إبليس بعد أن طلب من الله أن ينظره ليوم يبعث بني آدم.
تبين الآية أن إبليس ومن تبعه من أهل النار والنار للإنس والجن ممن عصوا أمر الله وكفروا به، وكذلك فالجنة للإنس والجن ممن عملوا صالحوا فالجن مكلفون بالعبادة مثل الإنس ومن عمل صالحاً منهم فله الجنة ومن كفر فهو من أهل النار.
كيف يؤدي المسلم الغاية التي من أجلها خلق
يؤدي المسلم الغاية التي خُلِقَ من أجلها بأن يعبد الله لا يشرك به شيئاً وأن يحسن العمل ويتقي الله ويؤدي ما فرضه الله عليه من فروض.
فرض الله على المسلم أن يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج البيت إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.
إلى جانب الفروض فإنه ينبغي على المسلم أن يتجنب ما يغضب الله من الأعمال فلا يتبع الشيطان وما يغويه به من ظلم لنفسه وللآخرين.
غاية المسلم في الدنيا أن ينال رضا الله بحسن عمله وأن يحسن عبادته فتلك هي الغاية التي خُلق من أجلها.
إلى هنا ينتهي مقال ما الغاية من خلق الانسان ؟، أجبنا خلال هذا المقال عن سؤال ما الغاية من خلق الانسان؟، كما أجبنا عن اسئلة أخرى حول سبب خلق الحياة الدنيا والجنة والنار وكيفية تأدية المسلم للغاية التي خلقه الله من أجلها .