ابحث عن أي موضوع يهمك
ماذا حدث في بحيرة طبريا من الأسئلة التي يرغب الكثيرون في التعرف على إجابتها خاصةً وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد فرضت سيطرتها عليها عقب حرب النكبة سنة 1948ميلادية، ثم استخدمت مياهها لكي تزود اليهود المستوطنين المقيمين بفلسطين المحتلة بما يحتاجون إليه منها بشكل يومي، وقد شهدت بحيرة طبريا خلال الأعوام الماضية حالة غير مسبوقة من الجفاف، انخفض بها مستوى المياه بالبحيرة لأدنى مستوى منذ مئة عام.
وقد ترتب على ذلك الانخفاض تراجع معدل الأمطار الذي يسقط في هذه المنطقة، لما يزيد عن خمس أعوام متتالية، وهو ما نتج عنه انخفاض غزارة الروافد التي تتغذى البحيرة عليها، بالإضافة إلى ما قامت به سلطات الكيان الصهيوني من ضخ ماء البحيرة طوال العقود الماضية في اتجاه صحراء النقب الواقعة جنوب فلسطين، لكي تغذي عبرها منشآتها وتمد مستوطنيها بالمياه ممن يقطنون بتلك المنطقة الجافة، وجميع ذلك يرجع إليه السبب بوصول منسوب الماء ببحيرة طبريا لمنسوب الخط الأسود الواقع على عمق 215مترًا تحت سطح الأرض.
بحيرة طبريا من البحيرات ذات المياه العذبة، والتي تقع قريبًا من مثلث الحدود الفلسطينية الأردنية السورية المشتركة بالجهة الجنوبية من الهضبة السورية الجولان المحتلة، كما تقع بالقرب من منطقة جليل بدولة فلسطين المحتلة، وتخضع بشكل كامل منذ عام 1948ميلادية لسيطرة الاحتلال الصهيوني، وتعد بحيرة طبريا واحدة من أكثر موارد المياه العذبة أهمية لسكان المناطق والمدن التي يسكن بها مستوطني اليهود.
حيث إن البحيرة تزود الكيان الصهيوني بما يصل تقريبًا لثلث احتياجهم من المياه العذبة، وتحصل البحيرة على مياهها بشكل رئيسي من روافد نهر الحاصباني والأردن بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومن نهر اليرموك بسوريا، بالإضافة إلى العديد من الأنهاء التي تصب بالبحيرة والتي تقدم من لبنان، ويذكر أن بحيرة طبريا تعد أكثر مصادر المياه العذبة انخفاضًا على سطح الأرض، إذ أن مستوى سطح الماء بالبحيرة ينخفض عن مستوى سطح البحر بما يقرب من 209متر.
الخط الأسود المعروف كذلك بمنسوب الخط الأسود ببحيرة طبريا يقصد به منسوب أنابيب الماء سوداء اللون والتي تسحب محطات ضخ المياه التي تتواجد قريبةً من البحيرة عبرها المياه العذبة، ثم تقوم بضخها إلى مناطق ومدن سكن وتواجد المستوطنين اليهود، وهو ما يدل على أن انخفاض مستوى الماء بالبحيرة تحت منسوب الخط الأسود سيترتب عليه توقف ضخ الماء من البحيرة، وهو ما سيصحبه تهديد للمخزن المائي الخاص بالكيان الصهيوني بشكل كبير.
فضلًا عن أن انخفاض مستوى الماء ببحيرة طبريا سوف يجعل البحيرة أكثرة عرضة للكثير من الأضرار التي سيكون لها تأثير طويل الأمد ودائم من غير الممكن علاجه، وذلك مثل زيادة نسبة الملوحة بالبحيرة، ونمو الحشائش والطحالب بها، بالإضافة إلى تضرر الثروة السمكية التي تعيش بها.
كادت بحيرة طبريا أن يحدث لها حالة من الجفاف الكامل خلال الأعوام القليلة الأخيرة الماضية، وهو ما يشهد بروز جزيرة في وسط البحيرة صغيرة الحجم، وانخفاض مستوى سطح الماء بها إلى أدنى مستوى وصل إليه منذ قرن من الزمان، ويمثل الأمن المائي للكيان الصهيوني مصدر كبير للقلق ومتزايد خاصةً مع انخفاض معدل الأمطار التي تشهدها المنطقة خلال السبع أعوام السابقة، وهو ما نتج عنه انخفاض المستوى التخزيني بالسداد الواقعة تحت سيطرة الكيان الصهيوني.
ويذكر أن الكيان الصهيوني يحصل على ما يصل إلى ثلاثين بالمئة من المياه العذبة من بحيرة طبريا، بينما يحصل على السبعين بالمئة النسبة المتبقية من خمس محطات لتحلية الماء الموجود على طول ساحل البحر المتوسط بالجزء الغربي من فلسطين المحتلة.
لوحظ منذ عام 2009ميلادية ما حدث من انخفاض في منسوب مياه بحيرة طبريا، وطالما كانت بحيرة طبريا تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي فإن ما بها من منسوب الماء يختلف ما بين عام وعام آخر، ولكن لوحظ كذلك في الآونة الأخيرة الانخفاض الكبير بمنسوب المياه، ويتوقع أن تجف البحيرة بشكل تام خلال أعوام قليلة للعديد من العوامل والأسباب المختلفة، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى جفاف البحيرة ما يلي:
قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بضخ ناقوس الخطر عقب تبنيها لسياسة الاقتصاد باستهلاك الماء خاصةً في ظل ما يشهده الكيان الصهيوني والمنطقة بشكل عام من أزمة مائية، إذ وجهت الدعوة إلى المستوطنين الإسرائيليين عن طريق وسائل الإعلام تناشدهم بها بأهمية عدم الإسراف باستهلاك الماء، مع فرض غرامات على جميع من يتعدى في ذلك مثل من يغسل السيارات بواسطة خرطوم الماء.
وعلى صعيد آخر وافقت سلطات الاحتلال على خطة إسعافية تقوم على تزويد البحيرة بماء محلاة مستقدم من البحر، ويتمثل الهدف من ذلك في زيادة منسوب البحيرة بعد مرور سبع أعوام متتالية مما شهدته المنطقة من حالة جفاف غير مسبوق، وقد أتت الخطة أن الحكومة الإسرائيلية ستضخ مئة مليون متر مكعب من المياه المحلاة إلى البحيرة عن طريق روافد البحيرة الواقعة شمال دولة فلسطين المحتلة.
أشارت الأحاديث الواردة في السنة النبوية المطهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جفاف بحيرة طبريا سيحدث بعد موت المسيح الدجال، وهو ما سيترتب على مرور يأجوج ومأجوج عليها وشرب مياهها إلى أن تجف، ولذلك يرتبط جفاف بحيرة طبريا نهاية العالم، ولكن ذلك لن يكون إلا بعد أن يظهر المسيح الدجال ويتم القضاء عليه وموته، وقد ورد عن الإمام مسلم روايته لقصة الدجال، وهو ما سنذكره فيما يلي:
فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيح ابن مريم صلى الله عليه وسلم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي إلى حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى صلى الله عليه وسلم قوماً قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى صلى الله عليه وسلم أني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حديث ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء.