خلال هذا المقال نجيب عن سؤال ماذا تسبب الفجعة ؟، والفجعة (Bereavement) هي الصدمة التي تحدث للإنسان نتيجة فقدان شخص مقرب له بسبب الموت أو الانفصال أو السفر والهجرة، ويسبب ذلك العديد من الأعراض النفسية التي قد تؤثر على سلوك الشخص وشخصيته لفترة طويلة وعلى المدى البعيد، وتعتبر الفجعة في كثير من الأحيان من المواقف التي تستدعي العلاج النفسي لما يمكن أن تسببه من أضرار.
خلال السطور التالية نجيب عن سؤال ماذا تسبب الفجعة؟، كما نوضح ما هي الفجعة وما هي الأعراض النفسية والسدية للفجعة، كما نتعرف على أسبابها ومراحلها وعلاجها، نقدم لكم مقال ماذا تسبب الفجعة؟ عبر مخزن المعلومات.
تسبب الفجعة عدة أضرار للإنسان على المستوى النفسي بما قد ينعكس على صحته النفسية، ومن أضرار الفجعة ما يلي:
الإحساس بالصدمة والتشتت والحيرة والضياع وعدم تقبل الواقع الذي يجد الإنسان نفسه فيه.
الدخول في نوبة اكتئاب يترتب عليها الانعزال عن العالم والإحساس بفقدان الدافع للحياة ونقص الحافز.
فقدان الشهية للطعام وخسارة الوزن الملحوظة على المدى الطويل في حال استمرار الاكتئاب.
الإحساس بالعجز عن مواصلة الحياة وقد يصل الأمر بالبعض لتمني الموت أو التفكير في الانتحار.
ما هي الفجعة
الفجعة هي أحاسيس مختلطة ومختلفة من الحزن والخوف والقلق والتوتر وتسبب أعراض نفسية خطيرة.
الفجعة هي الصدمة بفقدان شخص أو شيء أو أمل للإنسان في شيء ما في حياته.
قد تحدث الفجعة نتيجة فقدان شخص لموته أو لانتهاء العلاقة به كالانفصال وما شابه.
تحدث الفجعة بوجه عام في حالة غياب شخص اعتاد الإنسان وجوده في حياته، وقد تحدث بشكل مؤقت في حال سفره لفترة طويلة أو الهجرة.
تأثير الفجعة على الجسم
تظهر بعض الأعراض الجسدية على الجسم في حالة الخوف أو الفجعة، وتكون كما يلي:
في حالة تلقي خبر سيء عن أحد الأشخاص المقربين والشعور بالفجعة لهذا الخبر فإن الشخص قد يظهر عليه بعض الأعراض الجسدية مثل:
الدوار أو الدوخة.
الإغماء في بعض الأحيان.
تسارع ضربات القلب.
ضيق التنفس.
تغيرات في ضغط الدم.
الأعراض النفسية للخوف والفجعة
تتعدد الأعراض النفسية للخوف والفجعة حسب المشاعر التي تسيطر على الشخص وسبب الفجعة، وبوجه عام قد تظهر الأعراض النفسية التالية عند التعرض للفجعة:
الاكتئاب والحزن الشديد.
الغضب والعصبية في بعض الأحيان خاصة في البداية.
فقدان الدافع للحياة والإحساس بعدم الرغبة في فعل أي شيء.
الميل إلى العزلة والابتعاد عن الناس.
التفكير في الموت والانتحار في بعض الحالات بسبب الاكتئاب.
عدم القدرة على التعامل مع الآخرين بصورة طبيعية ومواجهة مشاكل اجتماعية.
الميل إلى الصمت وعدم الحديث أو الحديث في أضيق الحدود.
كتمان المشاعر ومحاولة إخفاؤها عن الآخرين والانفجار بالبكاء عند الإفصاح عنها.
الخوف المستمر من فقدان الأشخاص المقربين.
نوبات الهلع في بعض الأحيان.
أسباب الفجعة
قد تحدث الفجعة لعدة أسباب ومواقف مختلفة، حيث تتعدد الأسباب التي قد تؤدي للفجعة ومنها ما يلي:
فقدان أحد المقربين: قد تسبب صدمة فقدان أحد المقربين فجعة شديدة للشخص، وتزيد شدتها بشدة قرب المفقود من الشخص، فعلى سبيل المثال بعض الأشخاص يتعرضون لنوبات اكتئاب شديدة وطويلة عند فقدان أحد الوالدين أو الأبناء وقد تؤثر على حالتهم النفسية لفترة طويلة بما قد يتسبب في تغييرات كبيرة في شخصياتهم وسلوكياتهم.
توقع الحزن: في حالة توقع وفاة أحد المقربين بسبب مرضه الشديد والتفكير المستمر في الأمر فغن الشخص قد يعاني من الفجعة قبل حدوث ما يتوقعه بسبب الحزن الشديد وتأثيره عليه، خاصة إذا استمر توقع الحزن لفترة طويلة، وعند حدوث المتوقع فإن الشخص قد يبدأ في الهدوء وتقبل الأمر الواقع أو قد يزيد ذلك من حزنه وفجعه ويسبب له الاكتئاب.
الإجهاض: بعض الأمهات خاصة في حالة عدم الإنجاب من قبل قد يعانين من الفجعة بعد فقدان الجنين والتعرض للإجهاض، إذ يسبب ذلك لهن شعور بالحزن الشديد بسبب الرغبة الشديدة في الأمومة وفقدان هذا الأمل عند الإجهاض بعد الفرح الشديد بالحمل.
انتحار أحد المقربين: يعتبر الانتحار أحد أشد الصدمات على المحيطين بالشخص المنتحر، حيث تختلط لديهم مشاعر الحزن على فقدان الشخص مع الشعور بالذنب والتقصير في حقه أو التأخر عن مساعدته، وقد تختلط تلك المشاعر أحياناً بالغضب من المنتحر مع الشعور بالعجز لوفاته وهو ما يزيد من الصدمة والحزن، وقد يسبب انتحار أحد الأشخاص صدمة قوية لبعض المقربين قد تدفعهم للتفكير في الانتحار.
تدهور الحالة الصحية: قد يتعرض الإنسان للفجعة عند إصابته بمرض بلا علاج يسبب تدهور الحالة الصحية أو قد يؤدي للوفاة، حيث قد يشعر المريض بانعدام الأمل وأحياناً ينتظر الموت في حزن، ويشيع حودث ذلك بين مرضى السرطان ويعتبر من معوقات العلاج في بعض الأحيان بسبب رفض المريض للعلاج.
مراحل الفجعة
تمر الفجعة بعدة مراحل معروفة حتى تنتهي تماماً، وتختلف مدة المرحلة حسب الحالة النفسية للشخصية وقدرته على تجاوز تلك المرحلة، وتكون مراحل الفجعة كما يلي:
الإنكار
في البداية يحاول الشخص إنكار ما حدث أو رفض تقبله ومحاولة إقناع النفس بأن ما يظن أنه حدث لم يحدث.
تحدث حالة الإنكار لبعض الوقت وقد تستمر لثواني معدودة أو لوقت أطول حسب طبيعة الموقف.
على سبيل المثال فإنه عند تلقي خبر وفاة شخص عزيز فغن الشخص غالباً ما ينكر الخبر في البداية أو يرفض تصديقه.
الغضب
بعد إنكار الشخص للخبر أو الموقف ورفض تصديقه فإنه قد يشعر بالغضب تجاه ناقل الخبر ويتهمه بالكذب.
قد يكون شعور الغضب أحياناً موجهاً نحو الذات أو الأشياء المحيطة فيبدأ الشخص بتكسير الأشياء من حوله أو إيذاء نفسه.
المساومة
في الحالات القابلة للمساومة كالانفصال يبدأ الشخص في محاولة المساومة أو التفاوض لإعادة الوضع إلى ما يتمناه.
أحياناً في حالة التعامل مع وفاة أحد المقربين قد نجد الشخص يتحدث إلى جثة المتوفي فيطلب منه الاستيقاظ ويكون ذلك جمعاً بين الإنكار والمساومة في تصرف واحد حيث يعلم يقيناً أنه لا جدوى من الإنكار والمساومة ولكنه لا يزال يرفض تقبل الواقع.
في معظم الأحيان قد لا تجدي المساومة أو تفلح في تخفيف حزن الشخص وفجعته، ولكنها في بعض الحالات أو المواقف النادرة قد تجدي نفعاً وتمنع حدوث الفجعة.
الاكتئاب
بعد فشل المساومة يستسلم الإنسان للأمر الواقع مرغماً مما يسبب له الحزن الشديد.
يتحول هذا الحزن إلى حالة اكتئاب قد تمتد لسنوات وقد تستمر لبضع أيام أو ساعات أو دقائق.
تختلف مدة الاكتئاب حسب طبيعة الموقف وطبيعة الشخص وقدرته على التحمل أو التعامل مع الأمر الواقع وتقبله.
القبول
بعد الخروج من مرحلة الاكتئاب يبدأ الإنسان في تقبل الأمر الواقع والتعامل معه.
قد يخرج الإنسان من الأزمة طبيعياً بدون تغييرات كبيرة وقد تحدث تغيرات ملحوظة في شخصيته نتيجة الأزمة التي تعرض لها.
علاج الفجعة
يُفضَل التعامل مع الفجعة تحت إشراف الطبيب النفسي، حيث يجب الخضوع لجلسات العلاج بصورة منتظمة للتعامل مع الأعراض النفسية ومنع تطورها.
قد يصف الطبيب المهدئات ومضادات الاكتئاب لتجنب الدخول في نوبات اكتئاب أو علاجها إذا حدثت.
يجب على الشخص والمحيطين ملاحظة الأعراض النفسية والتوجه للطبيب النفسي وطلب العلاج عند الشعور بتدهور الحالة النفسية وتأثر شخصية الشخص وسلوكياته بالصدمة أو الفجعة.
لا يعتبر اللجوء للطبيب النفسي وصمة عار أو شيء يدعو للخجل، فالعلاج النفسي لا يعني اضطراب القوى العقلية في جميع الحالات.
تعتبر الفجعة أو اضطرابات الصدمة وما بعدها من الحالات النفسية الطبيعية التي لا علاقة لها بالقدرات العقلية والشخصية بقدر ما تتعلق بالحالة النفسية والمزاجية.
يسبب التظاهر المستمر بالقوة وعدم التأثر بالمواقف أضرار على الصحة النفسية للإنسان، ولا يوجد ما يدعو للخجل في طلب المساعدة الطبية لتجاوز أزمة معينة.
إلى هنا ينتهي مقال ماذا تسبب الفجعة ؟ ، أجبنا خلال المقال عن سؤال ماذا تسبب الفجعة؟ كما تحدثنا عن الأعراض النفسية والجسدية للفجعة وأسبابها ومراحلها وعلاجها، قدمنا لكم مقال ماذا تسبب الفجعة؟ عبر مخزن المعلومات، نرجو أن نكون قد حققنا لحضراتكم من خلاله أكبر قدر من الإفادة.