ابحث عن أي موضوع يهمك
إن مؤلف كتاب البيان والتبيين هو الجاحظ واسمه الكامل هو (أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصريّ)، وقد أطلق عليه لقب الجاحظ لما كانت تتميز به عينيه من الجحوظ بعض الشيء، وكان ينتمي إلى قبيلة كنانة، وهو واحد من أشهر وأهم أعمدة الأدب العباسيّ وكان معروف بالعديد من الصفات الحسنة منها الخلق وخفة الظل والذكاء والفطنة.
وهو من أول من كان يمثل المعتزلة في عصره، وخلال حياته قام بتأليف الكثير من المؤلفات الأدبية التي يصعب حصرها وعدها في مختلف المجالات، لعل أهم تلك المؤلفات كتاب الحيوان، والبخلاء، في حين كان لكتاب البيان والتبيين أهمية كبيرة بين كافة مؤلفاته، وسوف نتحدث عنه تفصيلاً، كما سوف نعرض أبرز المعلومات حول الجاحظ في مخزن.
هو أحد الكتب العظيمة، والذي قد اشتمل على مختارات متنوعة من أعمال أدبية تتنوع ما بين الرسائل والتعليقات والقصائد والخطب، حيث تناول الجاحظ في كتابه مجموعة من الخطب التي أتت على ألسنة أعلام المعروفين من الفصحاء بالعالم الإسلامي، مما جعله يمثل واحد من أهم الكتب، إلى جانب ذلك فقد تضمن الكتاب العديد من الأقوال العظيمة، ولعل من أبرز ما يميزه عن غيره من كتب الجاحظ أنه يزيد عنهم من حيث الحجم.
وكما أنه يتسم بما يتخذه من منحنى فلسفية فيما يتعلق بموضوعاته الفلسفية وأسلوبه منها الدّهرية، والأعراض، والمجوسية، والكمون، والجواهر، والتولّد، في حين أنه من حيث الاسم فإنه ينقسم إلى قسمين أولهما البيان وهو ما يعني ما يدل على معنى الشيء، أما التبيين فإنه يدل على الإيضاح.
وقد قام الجاحظ يتعريف كتابه على النحو الأمثل إذ أنه قال بمطلع الجزء الثالث من الكتاب مقولته الشهيرة (هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث، وشاكله من عيون الخطب، ومن الفقر المستحسنة، والنتف المستخرجة، والمقطعات المتخيرة، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة).
نعرض لكم فيما يلي بعضاً من المقتطفات التي قد اشتمل عليها كتاب البيان والتبيين وبعضاً من أجمل وما ورد به عن الجاحظ:
نظراً لما خلفه كتاب البيان والتبيين للجاحظ من أثر عظيم وفائدة كبيرة في مجال الأدب العربي والفلسفة وما تناوله من موضوعات كثيرة في شتى المجالات، خاصة لما جمعه بين دفتي من مختلف ألوان التفع والفنون والتي قام بتقديمها بأسلوب غاية في البلاغة والفصاحة، فقد أثر به النقاد والعلماء وأظهروا إعجابهم الشديد به، في العديد من الأقوال والمناسبات ومنها:
- ابن خلدون المغربي:وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي أدب الكاتب لابن تيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها.
- ابن رشيق القيرواني: وقد استفرغ أبو عثمان الجاحظ وهو علامة وقته الجهد، وصنع كتابا لا يبلغ جودة وفضلًا، ثم ادعى احاطته بهذا الفن لكثرته، وان كلام الناس لا يحيط به غلا الله عز وجل.
- أبو هلال الحسن بن عبدالله العسكري: وكان أكبرها وأشهرها كتاب البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن الجاحظ، وهو لعمري كثير الفوائد، جم المنافع، لما اشتمل عليه من الفصول الشريفة، والفقر اللطيفة، والخطب الرائعة، والأخبار البارعة، وما حواه من أسماء الخطباء والبلغاء، وما نبه عليه من مقاديرهم في البلاغة والخطابة وغير ذلك، ونعوته المستحسنة.
هناك سؤال قد وجه إلى فضيلة الشيخ المحقق العلامة (عبدالسلام هارون) حول عنوان كتاب الجاحظ (البيان والتببيين)، فأجاب حوله قائلاً “كان المتداول المعروف في اسم الكتاب هو (البيان والتببيين) -بباءين- وطبيعة الأمور ترى أن هذه التسمية ليست من المنطق، فإن البيان هو التبيين بعينه، ونحن نربأ بالجاحظ أن يقع في مثل هذا العيب في تسمية أشهر كتبه وأسيرها، فالأصح هو (البيان والتبيُّن) وهذا ما يجده الباحث في مصورة مخطوطة كوبريلي المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (4370 ب) وتاريخ كتابتها هو سنة 684”.
كتاب البيان والتبيين للجاحظ من أهم الكتب التي وردت على مر التاريخ العربي والإسلامي بشكل عام وليس بين مؤلفات الجاحظ فقط، لذا يرغب الكثير من المهتمين بالقراءة والكمطلاعة وإثرىاء حصيلتهم اللغوية والثقافية من الحصول على ذلك الكتاب والإبحار بين دفتيه وما تحتضنه من بحور العلم والمعرفة في شتى المجالات والثقافات والموضوعات، لذا يمكن الحصول على كتاب الجاحظ بصيغة pdf من هنا.
ولد العالم الإسلامي الجاحظ في البصرة عام 776 ميلادية، وتوفي فيها عام 869 ميلادية، وهو مفكر وأديب عرف بنثره العربي الرائع والمتميز، كانت ولادته لأسرة بسيطة، ولكن الله قد خلقه متمتعاً بالفطنة والذكاء واللذان قد مكناه من نيل الاحترام والقبول بين علماء عصره ومجتمعه.
ومما قد ذكر في التاريخ من معلومات حول تاريخ الجاحظ ونشأته فقد تردد أنه تلقى الأدب والثقافة والعلم وهو في سن صغيرة على يد الكثير من الأدباء والعلماء الذين قد كان مخالطاً لهم، كما وتزامنت محبته للثقافة والعلم مع الشغف الكبير للخلافة العباسية بالشؤون العلمية والفكرية والأدبية والثقافية، وهو ما توافق مع المنهج الجديد الإسلامي للدولة والذي تمثل بتحويل اهتمام الدولة بعد أن كان في المقام الأول هو العسكري إلى النشاط المدني والحضاري.
ونتيجة لما كان يتمتع به الجاحظ من علم وثقافة واسعة فقد تمكن من كسب مكانة عالية ومرموقة بين علماء جيله، كما وكانت حياته حافلة بالنشاطات الفكرية، أما عن وفاته قفد كانت ملائمة كثيراً لحياته حيث إنه قد توفي والكتاب على صدره، إذ وقعت المجلدات والمؤلفات عليه، وكان قد أصيب آنذاك بالفالج ونتيجة لذلك اعتزل الناس، كما ورد أنه كان قد أصيب بالشلل، وفي بداية مرضه حاول الاستمرار بالكتابة إلى أنه قد استسلم عن المحاولات وتوقف عن الكتابة في آخر حياته، وتوفي عن عمر تجاوز التسعين عاماً وكان ذلك عام 869ميلادية.
قام الجاحظ بكتابة الكثير من المؤلفات والتي ورد أن عددها قد بلغ تقريباً ثلاثمائة وستون كتاباً بمختلف فروع المعرفة في زمانه، ومن أبرز مؤلفات الجاحظ وأشهرها ما يلي:
- الحيوان.
- ذم القواد.
- سحر البيان.
- تنبيه الملوك.
- كتاب البخلاء.
- فضائل الأتراك.
- البيان والتبيين.
- التبصر بالتجارة.
- العرافة والفراسة.
- المحاسن والاضداد.
- فلسفة الجد والهزل.
- كتاب التربيع والتّدوير.
- رسالة الحنين إلى الأوطان.
إلى هنا عزيزي القارئ نكون قد تعرفنا من خلال مقالنا في مخزن على من هو مؤلف كتاب البيان والتبيين وهو العالم والمؤلف العظيم الجاحظ، كما وقد عرضنا الكثير من التفاصيل والمعلومات الهامة حول ذلك الكتاب الذي يعد بمثابة ملحمة أدبية غنية وغزيرة بالموضوعات الفلسفية والفنية والأدبية والعلمية وغيرها.