مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

لماذا نحفظ النعمة

بواسطة: نشر في: 8 فبراير، 2022
مخزن

يوفر الله عز وجل للإنسان الكثير من النعم التي تساعده على الاستمرار في الحياة بالرغم من الضغوطات المتنوعة التي عليا أن نحافظ عليها لعدم زوالها، وهو ما يدعونا إلى سؤال لماذا نحفظ النعمة ؟ وكيف نحافظ عليها؟ وما هي أنواع وأشكال النعم المتعارف عليها؟ ومن خلال موقع مخزن نوضح الإجابة لهذه الأسئلة عبر الفقرات التالية.

لماذا نحفظ النعمة

نحفظ النعمة من أجل الحد من اختفائها وزوالها، فالنعمة تحل البركة على الحياة فقد وفر الله تعالى للإنسان النعم التي لا تعد ولا تحصى وتتعدد أنواع هذه النعم وأساسها  نعمة الإسلام التي تظهر آثارها في الدنيا والآخرة على العبد المؤمن، كما يسر الله لعباده السمع والبصر والصحة وأنعم على البعض براحة من المال، والبعض الأهل والأصدقاء والزواج والذرية الصالحة.

  • من نعم الله عز وجل على عباده تيسير الكون وتسخيره لخدمتهم، من زراعة وصناعة وحيوانات وبحار وجبال، كل مسخر لراحة الإنسان، وتنتهي كافة هذه النعم بمجرد وفاة الإنسان، ولكن تمتد معه نعمة واحدة وتظهر آثارها على نفسه في الدنيا والآخرة وهي الإيمان بالله عز وجل وحده والدخول إلى دين الإسلام.
  • فالإسلام هو المفرق بين المسلم والكافر، والجنة والنار، عذاب الآخرة أو خلود في نعيم وجنان عرضها كعرض السموات والأرض، ومن الممكن أن تكون نعمة الإسلام من النعم التي تفرق بين العاصي والطائع والمؤمن والغافل.
  • فنعمة الإسلام هي أصل السعادة في الدارين، وهي رحمة من رب العباد لعباده المؤمنين الطائعين الموقنين بشعائر دينه وتعاليمه وموقنين به.
  • أرسل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم مبلغًا وداعيًا لدين الإسلام من أجل حفظ التوازن بين الأمم والشعوب وأمور الدنيا جميعها، جاء منظمًا لأمور الحياة لتترقي الأمم بجميع الجوانب، وكان نبينا الكريم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
  • يقول تعالى بالآية الثالثة من سورة المائدة: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا..).، ونزلت هذه الآية بيوم الجمعة وكان يوافق يوم عرفة، ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية أن أكثر نعم الله عز وجل على الإنسان هي نعمة الإسلام.
  • فقد أكمل الله تعالى لهم دينهم ولا يحتاجون بعده من دين أو إلى نبي آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الدين والنبي الكريم تم إرساله إلى الأمم جميعها الإنس منهم والجن ولا حلال إلا ما ورد في شرائعه ولا حرام إلا ما حرمه الله عز وجل ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا دين صحيح إلا دينه وكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هو الحق والصدق.

كيف يتم الحفاظ على النعم؟

لماذا نحفظ النعمة

يجب أن يظهر الإنسان نعم الله عليه دون إخفاء أو إسراف بها ويشكر المولى عز وجل عليها من أجل حفظها وحمايتها من الزوال، وتعدد الطرق التي بها يتم حفظ النعمة، ومن ضمنها ما يلي:

  • في البداية كما ذكرنا يجب شكر الله عز وجل على النعمة، والمقصود بالشكر هو الاعتراف بوجود النعم وفضل الله عز وجل على الإنسان، ومن ضمن أشكال الشكر ألا يستخدم الفرد هذه الطاعة في معصية تغضب الله عز وجل.
  • أطلق السلف على الشكر بأنه الحافظ الجالب، أي الطريقة الأساسية لحفظ النعم من الزوال، وهي الوسيلة التي من خلالها يمكن أن جلب كافة النعم المفقودة.
  • ثاني طرق الحفاظ على النعم من الزوال هي الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، فيمكن اعتبار المعاصي وكثرة الذنوب من الأسباب الرئيسية التي من خلالها تزول النعمة وتختفي.
  • هذا ما أثبتته الكثير من القصص التي وردت في القرآن الكريم عن الأقوام السابقة التي يسرت نعم الله عز وجل في المعاصي والنكران والجحود وهو الأمر الذي جعل جزائهم زوال النعم.
  • من ضمن الطرق الأخرى نجد أنه لابد من الخضوع للمولى عز وجل الرزاق، ومن هذا المنطلق يجب الإلمام بأن النعم من الله عز وجل وحده لا شريك له، ولهذا يجب الثناء عليه عز وجل وإظهار فضله والاعتراف بنعمه وتسخيرها في أمور الدين والخير والبعد عن المعاصي والمنكرات.
  • كما يجب الاطلاع على أهل البلاء والصعاب من وقت لآخر، فلا يجب استصغار أي نوع من أنواع النعم، فالكثير منا يجد الطعام ليل نهار، وهذه نعمة يحرم منها الكثيرين في المناطق النائية والفقيرة.
  • لا يشعر بالنعم المتواجدة حولنا ليل نهار مثل السمع والبصر ووجود الأهل وتجمعاتهم حول مائدة واحدة إلا من فقد هذه النعم، لهذا لابد من الاطلاع على البلاءات من حولنا وشكر الله عز وجل دائمًا على كافة النعم التي يسرها لنا.

نعمة الإلمام ومعرفة الله عز وتعالى

لماذا نحفظ النعمة

معرفة الله عز وجل واستشعاره وجوده من أعظم النعم التي ييسرها الله عز وجل لعباده المسلمين، فمعرفة الله عز وجل وحبه والإلمام بأسمائه وفهم معانيها تمد الإنسان المؤمن بالثقة وتمنحه شعور الرضا، فحقيقة الإلمام بوجود المولى عز وجل ميسرًا لكافة أمور الحياة، والإيمان بقدره عز وجل وأنه الخير للإنسان شره وخيره من الأمور التي تجعل الإنسان يشعر بالأمان والرضا.

  • كل قدر من الله عز وجل الرحيم هو الخير من الله عز وجل وبإلمام هذا يطمئن قلب الإنسان ويهديه إلى معرفته بشكل أكبر، ولعل هذه النعمة من أكثر النعم التي يفتقدها الملحدين الذين لا يعترفون بوجود إله، فلا يجدون من يلجؤون له يدعونه في الهم والضيق وهم على يقين من أنه فارج للهم غير المولى عز وجل.
  • ولعل هذا الأمر هو ما يؤدي إلى الانتحار والاكتئاب والشعور الدائم بالفراغ، ولهذا فإن نعمة معرفة المولى عز وجل من أكثر النعم التي يجب على كل فرد مسلم مؤمن عاقل شكر الله عز وجل عليها وحفظها من الزوال.
  • لذا لابد من طاعة المولى عز وجل والحفاظ على شرائعه وشرائع دينه والبعد عن المنكرات والمعاصي وما يغضب الله.
  • كما يجب البحث الدائم في أسماء الله الحسنى وفهم معانيها واستشعارها، وهو ما يعزز من حب الله في قلوب العباد، وبمعرفة الله عز وجل تكثر الطاعات ومن أسماء الله عز وجل التي تبث الأمان والراحة في قلوب المؤمنين:
    • الحكيم: فهو عز وجل مدبر الأمور بحكمة بالغة ليست لأحد سواه.
    • الرحمن والرحيم: وهذا دال على أنه الذي ينعم على الإنسان بنعمه وجلاله، فيغفر له الذنوب رغم المعاصي، ويدله على الخير والطريق الصحيح، فالله رحيم بعباده لا يكلفهم ما لا يطيقونه.
    • الرزاق: فالأرزاق كلها بيد المولى عز وجل، فلا يقدر كائن حي أن يأخذ الرزق الذي كتبه الله للعبد أو يمنعه عنه.
    • اللطيف: فهو العالم بخفايا نفوس العباد وأدق تفاصليها وبهذا يحسن إلى عباده ويلطف بهم.
    • الحليم: فالله هو الذي يستر عباده ويصفح عنه، حليم رؤوف بعباده
  • بجانب هذه الأسماء يوجد العديد من الأسماء الحسنى فأسماء الله الحسنى هم 99 اسم، يجب على الإنسان القراءة بهم وفهم معانيهم لتعزز حب المولى عز وجل في قلبه ومعرفته بشكل أكبر.

مظاهر نعم الله عز وجل

  • يسر الله عز وجل الكثير من النعم لعباده، وهناك العديد من العوامل والأمور التي تظهر هذه النعم التي لا عدد لا وحصر.
  • فألهم الله عز وجل الإنسان العقل وجعله الكون في خدمه وجعله العقل المدبر لكافة الأمور في الحياة.
  • من مظاهر هذه النعم:
    • الإسلام.
    • المطر.
    • تعاقب الليل والنهار.
    • وجود الشمس والقمر.
    • خلق الله تعالى لجسم الإنسان في أبهى صورة.
    • وجود الأنعام والمواشي وتيسيرها لحياة الإنسان.
    • موقع الأرض وبعدها عن الشمس، ووجود الغلاف الجوي وكافة مظاهر الحياة المتنوعة.

بهذا نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد توضيح إجابة لماذا نحفظ النعمة ، وننهي حديثنا بالآية الكريمة من سورة الواقعة (68): (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ).

لماذا نحفظ النعمة

جديد المواضيع