ابحث عن أي موضوع يهمك
لماذا سورة الفاتحة مكية ؟ ورد هذا السؤال ضمن محركات البحث في الفترة الأخيرة لذا سنقدم لكم إجابته عبر سطورنا التالية في مخزن المعلومات، فجميع آيات القرآن الكريم إما تكون مكية أو مدنية، والفرق بين السور المكية والسور المدنية هو زمن نزولها، فقد أنزل المولى عز وجل بعض سور القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وجميعها سور مكية سواء نزلت عليه وهو في مكة أو أثماء تواجده ي المدينة، أما السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة فجميعها سور مدنية.
اتفق أغلب أهل العلم على أن سورة الفاتحة سورة مكية واستدلوا على اتفاقهم بعدة شواهد، هذه الشواهد سنوضحها لكم تفصيلًا عبر السطور التالية:
- اشتمال سورة الحجر على آية تُشير إلى سورة الفاتحة وهي قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، فمن المعلوم أن سورة الحجر مكية، والسبع المثاني المُشار إليها في الآيات هي سورة الفاتحة.
- كذلك استندوا في اتفاقهم على أنها سورة مكية على أن فرض المولى عز وجل للصلوات الخمس تم في مكة المكرمة، ولأن الصلاة لا تصح بدون سورة الفاتحة منذ بداية فرضها على المسلمين فهذا يُحتم نزول السورة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته من مكة إلى المدينة المنورة.
- اتفق الكثير من فقهاء الدين على مكية السورة ومن ضمنهم ابن حجر والكواشي، وابن كثير والكثير من أئمة المسلمين.
يبحث الكثير عن سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم وهو ما سنوضحه لكم عبر هذه الفقرة، فالسبب وراء تسميتها باسم سورة الفاتحة هو أنها السورة الأولى من سور القرآن الكريم وهي فاتحة الكتاب الحكيم.
يرجع السبب في اختيار المولى عز وجل لهذه السورة تحديدًا في افتتاح القرآن الكريم إلى أنها جمعت مقاصد القرآن الكريم، ففي آياتها إجمال لِما تحتويه آيات القرآن، وجميع الآيات التالية لها تفصيل لِما أجملته.
سورة الفاتحة هي أعظم سورة من سور القرآن الكريم فهي مُفتتح المصحف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (أمُّ القُرآنِ هي السَّبْع المثاني، والقرآنُ العَظيم)، فهي السورة الأولى من سور القرآن يليها سورة البقرة، وهي من أساسيات الصلاة فلا تصح صلاة العبد بدون قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة.
تمتلك سورة الفاتحة العديد من الأفضال على المسلم، هذه الفضائل سنوضحها لكم عبر هذه الفقرة مستندين في ذلك على ما ورد لنا في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية:
- يبلغ بها العبد رضا ربه فعند قراءتها يكون قد أتم الحمد والثناء، والشكر وإفراد العبودية والاستعانة بالمولى عز وجل، والتمجيد، وهي خير ما يبدأ به العبد صلاته، فقد قال رسول الله ﷺ (إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ).
- في قراءة سورة الفاتحة رقية للمريض فعند قراءتها 7 مرات بنية الشفاء يتحقق ذلك بأمر المولي عز وجل، ونستند على هذا الفضل من قول النبي ﷺ قال: (أنَّ نَاساً مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعاً مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).
- قراءتها في الصلوات الخمس تجعل المُسلم يناجي ربه 17 مرة يوميًا في كل صلاه.
- ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه فضل سورة الفاتحة حيث قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: {قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : {الحمدُ للهِ ربِّ العالمين} قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ: {الرحمنُ الرحيمُ} قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : {مالكِ يومِ الدينِ} قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : {إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ} قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : {اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ} قال: فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ}.
- تعتبر سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن الكريم ونستند في هذا الأمر على قول النبي ﷺ (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مسيرٍ فنزل ونزل رجلٌ إلى جانبِه قال فالتفت النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ألا أخبِرُك بأفضلِ القرآنِ قال بلى فتلا { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ).
تتضمن سورة الفاتحة 5 مقاصد أساسية اتضحت عبر السبع آيات الرئيسية فيها، هذه المقاصد يمكنكم التعرف عليها تفصيلًا فيما يلي من نقاط:
- التعريف بالمولى عز وجل، وبيان الدين بأحكامه وعقائده، وإفراد المولى بالعبادة.
- توضيح طريق العبودية.
- توضيح أحوال الناس مع هذا الطريق.
- الإرشاد إلى ترك طريق الغاوين المغضوب عليهم.
- التعريف بالصراط المستقيم وتوضيح أنه طريق المهتدين.
سورة الفاتحة تمتلك العديد من المسميات الأخري، ويرجع السبب في تعدد أسماءها إلى مكانتها العظيمة في ديننا الإسلامي فهي السورة الافتتاحية للمصحف، وهي أساس الصلاة، ويمكنكم التعرف على أسماء سورة الفاتحة التي دونها بعض العُلماء في عدد من الكتب، ككتاب الرازي والقرطبي عبر النقاط التالية:
- أم الكتاب/أم القرآن: يرجع السبب في تسمية السورة بهذا الاسم إلى اشتمالها على توحيد الربوية والألوهية وكذلك أسماء وصفات المولى عز وجل.
- سورة الفاتحة: سميت بهذا الاسم نظرًا لأنها مفتتح سور القرآن الكريم حيث لا يسبقها أي سورة في الكتاب.
- السبع المثاني: سميت السورة بهذا الاسم لقول المولى عز وجل عنها في سورة الحجر: {وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ}، وكلمة سبع هنا تُشير إلى عدد آيات السورة بينما مثاني فتشير إلى أن العبد فيها يُثني على عبده.
- سورة الشفاء: سميت الفاتحة بهذا الاسم استنادًا على ما ورد عن النبي ﷺ حينما قال: (وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ)، وهي واحدة من ضمن سور الرقية الشرعية يتم قراءتها بغرض طلب الشفاء.
- الكافية: سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم لأنها ليس لها مثيل ولا بديل ولأن الصلاة لا تصح بدونها، ونستند في هذا الأمر على حديث رسول الله ﷺ (أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضًا منها).
- سورة الحمد: يرجع سببب تسمية السورة بهذا الاسم إلى بدايتها فالأية الأولى منها تبدأ بالحمد والثناء على المولى عز وجل في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- سورة الأساس: يرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى قول ابن عباس رضي الله عنه حينما قال أساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم.
- سورة المناجاة: سبب تسميتها بهذا الاسم أنها بمثابة مناجاة بين العبد وربه.
- سورة الدعاء: سميت السورة بهذا الاسم لاشتمالها على أفضل دعاء يدعو به العبد ربه، وهو دعاء: {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، فما أجمل من أن يدعو العبد ربه بالهداية.
- سورة الرقية: يرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى أنها أحد آيات الرقية الشرعية.
- سورة الكنز: سميت بهذا الاسم لأنها تشمل قيم الدين الإسلامي كلها وتحتوي على أفضل المعاني.
قبل اختتام هذه الفقرة وجب التنويه إلى أن سورة الفاتحة تمتك العديد من الأسماء الأخرى وهي: “الوافية – الكنز – الحمد – الشكر – الحمد القصري – الحمد الأولى – التفويض – تعليم المسألة”.
عرضنا لكم إجابة استفسار لماذا سورة الفاتحة مكية … ؟ وجميع التفاصيل المرتبطة بهذه السورة العظيمة من سبب تمسية لفضائل لمقاصد لمسميات السورة مستندين في ذلك على ما ورد لنا من آيات في القرآن الكريم أو من أحاديث في السنة النبوية وإلى هنا نصل وإياكم متابعينا الكرام لختام حديثنا، نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد عبر موقعنا المتميز مخزن المعلومات.