ابحث عن أي موضوع يهمك
لماذا سمي السفر بهذا الاسم ؟ سؤال يطرأ في أذهان الكثير من الأشخاص لذا سنوضح إجابته لكم عبر مقالنا التالي في مخزن، ولكن في البداية دعونا نتعرف على معنى الكلمة فالسفر يتمثل في المسافة المقطوعة للانتقال من مكان لآخر، وهو الرحلة التي يقوم بها الشخص لقضاء غرض ما، وسواء طالت فترة السفر أو قصرت فيطلق عليه اسم سفر، والجدير بالذكر أن أغراض السفر متنوعة فالبعض يسافر للتنزه والترفية وقضاء العطلة والبعض يسافر للعمل، والبعض يسافر للعلاج، وهناك من يسافر بغية أداء فريضة الحج أو العمرة، وهناك العديد من الأسباب الأخرى التي تدعوا الأفراد إلى الانتقال من موطنهم إلى موطن آخر ولكن مع اختلاف وتعدد أسباب السفر يبقى الهدف واحد، فالفرد يقرر السفر لأداء مهمة ما أو للحصول على أمر ما أو لتحقيق رغبة معينة، والآن دعونا نتعرف على سبب تسمية السفر بهذا الاسم:
- جـ/ سمي السفر بهذا الاسم لأنه يُسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم فيظهر ما كان خافيًا منها.
سمي السفر بهذا الاسم لأن فيه تظهر أخلاق المسافر وفيه تنكشف أخلاق الناس وأسلوبهم، وقد كان الخليفة عمر رضي الله عنه وأرضاه يتحرى يقيم أخلاق الناس في رحلات السفر.
نوضح لكم عبر هذه الفقرة مفهوم السفر لغة واصطلاحًا حيث يختلف المعنى اللغوي لكلمة سفر عن المعنى الاصطلاحي ولتوضيح الفارق بينهم تجدر بنا الإشارة إلى أن المفهوم اللغوي للكلمة يشير إلى المعنى الذي استخدمه العرب في تعريف هذه الكلمة، أما المعنى الاصطلاحي فهو المعنى الذي اصطلح أهل أحد الفنون على إعطائه لهذه الكلمة، والآن يمكننا توضيح معنى كلمة سفر لغة واصطلاحًا:
- التعريف اللغوي لكلمة سفر: كلمة سفر في اللغة العربية تعني الانتقال من مكان إلى مكان آخر، وكذلك تحمل معنى الوضوح والبروز، فمثلًا حينما نقول سفرت المرأة عن وجهها فهذا يعني أنها كشفت عن وجهها وأظهرته للمحيطين بها.
- أما المعنى الاصطلاحي لكلمة سفر فهو مغادرة الشخص لمكان إقامته كمكان سكنه مثلًا وهذا التعريف يعتمد على المسافة التي يقطعا الشخص وكذلك المدة التي يستغرقها في التنقل.
هناك مجموعة من الآداب الواجب على الفرد أدائها عند السفر، هذه الآداب نوضحها لكم فيما يلي:
- من السنن النبوية الشريفة أن يذهب الفرد قبل السفر لأقرب مسجد من منزله ويصلي فيه ركعتين.
- المبادرة بالتوبة عن جميع المعاصي والذنوب قبل العزم على السفر.
- كتابة الوصية وما له وما عليه من ديون ورد الودائع والأمانات إلى أهلها.
- ترك نفقة للأهل تكفيهم حتى موعد عودته من الرحلة.
- الإنفاق من الكسب الحلال وتجنب الأموال ذات الشبهات.
- من المفضل عند الذهاب في رحلة أو عند السفر طلب الصحبة الصالحة وتجنب الوحدة في الرحلة.
- عند الرحيل يودِع المسافر أهله ويودعوه في رعاية الله وفي هذا الفعل امتثال بالسنة النبوية فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: {ودَّعني رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ فقالَ : {أستودعُكَ اللَّهَ الَّذي لاَ تضيعُ ودائعُهُ}.
- الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم، وقراءة دعاء السفر اقتداءً بالرسول ﷺ فقد كانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلم إذا سافرَ يقولُ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ) اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ في سفَرِنا هذا البرَّ والتَّقوى ومنِ العملِ ما ترضى اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرَنا هذا اللَّهمَّ اطوِ لنا البعدَ اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأَهلِ والمالِ}، وكان النبي إذا رجه من سفره قال هذا الدعاء وزادَ فيهنَّ {آيبونَ تائبونَ عابِدونَ لربِّنا حامِدونَ}، رواه على الأزدي.
- كذلك كان يقول النبي ﷺ عند السفر دعاء {اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأَهلِ اللَّهمَّ اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أَهلنا اللَّهمَّ إني أعوذُ بِكَ من وعثاءِ السَّفرِ وَكآبةِ المنقَلَبِ ومنَ الحوْرِ بعدَ الْكورِ ومن دعوةِ المظلومِ ومن سوءِ المنظرِ في الأَهلِ والمالِ}.
- ينبغي أن يتجنب المسافر الغيب والنميمة وعدم التفوه بالألفاظ القبيحة، وكذلك أن يتجنب كثرة القيل والقال والخوض فيما لا يعنيه.
- المحافظة على الصلوات الخمس في مواقيتها كما أمرنا المولى عز وجل.
- في حالة لم يكن أهل المسافر معه فمن السنة ألا يطيل عليهم المدة ويُعجِل في العودة، فقد أوصانا النبي ﷺ بهذا الأمر {السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ} [رواه البخاري ومسلم].
- كذلك من السنة النبوية عدم طرق المسافر لأهله ليلًا إلى بعدما يخبرهم بذلك.
للسفر عدة فوائد على نفسية الفرد وهو من الأمور ذات التأثير الإيجابي على الفرد، ويمكنكم التعرف على أهم الفوائد التي يحققها الفرد من السفر بمتابعة سطورنا التالية:
- يعمل السفر على خلق حالة من الاسترخاء والاستمتاع في نفس المسافر ويجعله بعيدًا عن المشاغل وضغوطات الحياة.
- في السفر تغيير للحياة الروتينية وبالتالي ينعكس ذلك إيجابيًا على الأفراد.
- يتطلع الفرد في رحلته على العديد من الثقافات الأخرى وبالتالي يساعده ذلك في الانفتاح على العالم.
- القيام برحلة يبحث في النفس شعور السعادة ويبدأ هذا الشعور بمجرد التحضير للانتقال فأثناء التحضير يفكر الفرد فيما سيقوم به أثناء الرحلة.
- يمكن وصف السفر على أنه علاج للعديد من الأمراض النفسية أبرزها الاكتئاب، ففيه يأخذ الفرد فترة للنقاهة والترويح عن النفس.
- يعزز السفر قدرة الفرد على الاستقلالية حيث يمنحه القدرة على الاعتماد على النفس، وبالتالي يتمكن من أخذ قراراته بنفسه وحل المشكلات التي يتعرض لها أثناء السفر.
- من خلال السفر تزيد قدرة الإنسان على التكيف حيث يتكيف مع أُناس من مختلف الثقافات.
- يساعد السفر على اكتساب الخبرات وتعلم لغات جديدة ليتمكن من التواصل مع من حوله من الأفراد.
- بالسفر تقوى لدى الإنسان روح المغامرة وبالتالي يتمكن من اكتشاف ما حوله بشكل أسرع مما سبق.
- مما لا شك فيه أيضًا أن الانفتاح على الثقافات الأخرى ذات تأثير إيجابي على الفرد، وهذا الانفتاح لا يحدث إلا حينما يسافر الفرد.
اتسمت الشريعة الإسلامية بسمات عدة تميزها عن غيرها من الأديان السماوية فقد جاء الدين الإسلامي سهل وسمح واتضح ذلك من تعاليمه السمحة، فقد فرق المولى عز وجل بين أحوال الناس في أداء التكاليف الشرعية، ففرق بين الصحيح والمريض والمسافر والمقيم والخائف والآمن فجعل لكلًا منهم أحكام شرعية خاصة ترفع عنهم الحرج فالدين يسر ودليلنا على ذلك لقول الله عز وجل: )وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ( [الحج: 78]، ومن ضمن الحالات التي خصص لها الدين الإسلامي أحكام منفردة السفر، وهي الأحكام التي سنتناولها معكم عبر السطور التالية:
- شرع المولى عز وجل للمسافرين قصر الصلاة ويعني ذلك قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين فيصلي المسافر الظهر ركعتين والعصر والعشاء كذلك، ونستدل على هذا الحكم من قوله تعالى: )وَإِذَا ضَرَبْتُمْ في الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ( [النساء:101].
- كذلك يجوز للمسافر أن يجمع بين صلاتين (الظهر والعصر)، (المغرب والعشاء) والدليل على ذلك ما ورد عن النبي ﷺ في السنة النبوية: ففي حديث معاذٍ رضي الله عنه قال : {خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلاَةَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا أَخَّرَ الصَّلاَةَ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا) [رواه مسلم]، وقد أمرنا المولى عز وجل بالامتثال بالنبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: )لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
- من الأحكام الشرعية كذلك في السفر أن صلاة الجمعة ليست واجبة على المسافر وعليه أن يصليها ظهرًا.
- كذلك أجاز المولى عز وجل للمسافرين المسح على الخفين عند الوضوء في أيام السفر لمدة ثلاث أيام ولياليهن.
- كذلك إذا تم السفر في أيام الصيام يجوز للمسافر الإفطار ونستدل على هذا الحكم الشرعي من قوله تعالى: )فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ( [البقرة: 184].
بهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام حديثنا الذي أجبنا لكم من خلاله عن استفسار لماذا سمي السفر بهذا الاسم ؟ نأمل أن نكون استطعنا من خلال مقالنا أن نوفر لكم جميع متطلباتكم من بحث فيما يتعلق بالسفر فقد حرصنا على توفير كافة المعلومات المرتبطة بهذا الاستفسار وفي النهاية نشكركم على حسن متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد عبر موقعنا مخزن المعلومات.