ابحث عن أي موضوع يهمك
يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، ومن ثم تكمن الإجابة في أن الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- قد سُجن لعدة مرات، وبالتحديد أنه سُجن لمدة سبع مرات، وكان من أهم الأسباب التي أدت لذلك ” الحسد، الوشاية، السعايات، وقوله الحق ضد الباطل”، ومن خلال النقاط التالية نوضح أهم تلك الأسباب في كل مرة:
يدعى تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني، ولد في عام 661 هجرياً، الذي يوافق 1263 ميلادياً، وذلك بالقرب من دمشق وبالتحديد في حران كان يعمل كمحدت وفقيه وعالم ومفسر ومتكلم مسلم مجتهد، يعد الشيخ ابن تيمية رحمه الله من أشهر علماء أهل السُنة والجماعة، وهو من أشهر علماء المسلمين في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ ابن تيمية كان من أفراد المذهب الحنبلي، ومن ثم فهو يتبع الكتاب والسُنة وآثار الصحابة والسلف، انتقل إلى دمشق لطلب العلم، وتعلم على يد ما يزيد عن مائتي شيخ، في مختلف العلوم الشرعية.
يجب أن ننوه أن تقي الدين أبو العباس قد اُعتقل لعدة مرات بسبب أنه دائم قول الحق، وعدم مداهنته للباطل، حيث كان دائماً ما يواجه التتار المغول أثناء غزوهم لبلاد المسلمين، ومن ثم قدم العديد من المؤلفات والكتب والتراجم.
ذكرنا فيما سبق أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله قد تم سجنه لمدة سبع مرات، وكانت تلك المرات لأسباب مختلفة وكذلك السجن في أماكن مختلفة، ذلك وفقاً لما ذكرته كتب السيرة والتاريخ، حيث سجن في دمشق وفي القلعة وفي القاهرة وكذلك في الإسكندرية، ولكن لم يوجد دليل قاطع على المدة التي قضاها ابن تيمية في السجن، ولكن يوجد عدد من الأقاويل التي تفيد بأنه قد سُجن لمدة خمس مرات، ومن الجدير بالذكر أنه قد سُجن في دمشق وبالتحديد في القلعة وكان هذا السجن آخر سجن له استمر به لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف، وتوفى في سجنه هذا.
يعد الشيخ ابن تيمية من أشهر المجددين في الإسلام، وقد ترك أثر كبير في زمانه الذي يستمر إلى وقتنا الحالي، ويرجع إليه العديد من العلماء وطلاب العلم، ومن الجدير بالذكر أنه على عقيدة أهل السُنة والجماعة ومرجعها كتاب الله والسُنة النبوية الشريفة، وبعد وفاة ابن تيمية قد كثر أعداء الملة وأعداء السُنة عليه.
ذكر الذهبي في صفات الشيخ ابن تيمية رحمه الله أنه كان أبيض الوجه أسود الشعر واللحية، قليل الشيب شعره لشحمة أذنيه، كانت عينيه مثل لسانين ناطقين، كان ذات طول متوسط القامة، كان يملك منكبين بعدان عن بعضهما البعض.
بالإضافة إلى أنه كان يتميز بالصوت الجهوري فصيحاً، تميز في القراءة بالسرعة، ومن الجدير بالذكر أن الشيخ ابن تيمية لم يتزوج بعد وذلك بسبب انشغاله بالعلم والجهاد، وكان يحرص بشدة بالغة على طلب العلم، كان حافظاً للفقه والعربية، خاتم للقرآن الكريم، تميز بكونه قوي في الحفظ، وذات ذاكرة قوية، وكان شديد الذكاء.
قدم ابن تيمية العديد من المؤلفات التي اكتسبت شهرة واسعة بين علماء وطلاب العلم، وجاءت تلك المؤلفات لتتناول العديد من مجالات العلم، انتشرت تلك المؤلفات في المكاتب الإسلامية، ومن الجدير بالذكر أنه قدم ثلاثمائة وثلاثون مؤلفاً، ومن خلال السطور التالية نذكر مؤلفاته ونبذة عنهم:
تعد تلك الرسالة واحدة من أشهر مؤلفات الشيخ ابن تيمية رحمه الله، وكانت تهدف إلى الرد على الذين يدعون إلى أن القرآن الكريم ينقسم إلى ما هو ظاهر وباطن، وتناول ابن تيمية النصوص التي استندوا عليه في الادعاء، ليوضح صحتها للناس وفقاً لما جاء في الشريعة.
تناول هذا الكتاب الحديث عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقدمته، وكان السبب في تأليف هذا الكتاب، وفقا لما قاله ابن تيمية “قد أرسل إلي بعض أصحابنا جزءًا أخبر أنه صنّفه بعض القضاة، قد تكلم في مسألة التي انتشر الكلام فيها، وهي السفر إلى غير المساجد الثلاثة، كالسفر إلى زيارة القبور هل هي محرمة أو مباحة أو مستحبة”، ومن ثم جاء هذا الكتاب ليوضح للناس الحجة والدليل والبرهان.
قدم الشيخ ابن تيمية هذا الكتاب الذي يتكون من جزأين هما الخاص والعام، وكان السبب الأول لهذا المؤلف هو إظهار عقيدة أهل السُنة والجماعة، وذلك حتى يقدر المسلم على التفرقة بين النبوة وادعائها، كما تناول هذا الكتاب الرد على مخالف السنة من أهل الكلام، مثل الفلاسفة والمعتزلة والأشاعرة.
بينما اختص القسم الثاني “القسم الخاص”، يناقش فيه المذهب الأشعري في مسألة النبوات، ومن ثم أطلق على هذا الكتاب مسمى النبوات.
يطلق على هذا الكتاب مسمى “عين الأعيان في الفرق بين الإسلام والإيمان”، بدأ في مقدمة هذا الكتاب بتعريف معنى كلاً من الإسلام والإيمان، واستند في ذلك بالحديث النبوي الشريف، حيث روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه”.
كما قام بتقسيم الشرع إلى ثلاث درجات وهم ” الإسلام، الإيمان، الإحسان”، من العموم والخصوص، ومن الجدير بالذكر أنه أوضح أن كلمة الإيمان تذكر مرة مصحوبة بكلمة الإسلام ومرة بدونها، وحدد أن الإسلام هو الأعمال في الظاهر، بينما يكون الإيمان في القلب.
توفي الشيخ ابن تيمية رحمه الله في شهر ذي القعدة في عام سبعمائة وثمانية وعشرين، وذلك في سجن القلعة بدمشق، في يوم الاثنين، وتم الإعلان عن وفاته من قبل مؤذن القلعة، ومن ثم اجتمع الناس حول القلعة، من كافة المناطق مثل الغوطة والمرج.
ويجب أن ننوه أن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية كانت السبب في خلق حالة من الحزن في نفوس الناس، ومن ثم تم إغلاق الأسواق والدكاكين، ومن الجدير بالذكر أن جنازته حضرها مئات الآلف من الناس، إلى أن أُغلقت جميع الطرق في دمشق بسبب زيادة عدد الناس في تشيع جنازته، وأقيمت صلاة الجنازة ودُفن الجثمان في دمشق.