مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

لماذا زادت قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى

بواسطة: نشر في: 27 أبريل، 2024
مخزن

خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، انشغلت الدول الأوروبية الكبرى في صراعها الدامي، مما أتاح لليابان فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري في آسيا والمحيط الهاد وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سنبحث في الأسباب التي أدت إلى زيادة قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى، ونناقش العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في هذا الصعود.

لماذا زادت قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى

زادت قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى بفضل تبنيها سياسة البناء في الجوانب العسكرية والاقتصادية على الرغم من تكبدها خسائر بلغت حوالي 2000 قتيل في الحرب، إلا أن هذه الخسائر كانت في الخارج، مما جعل اليابان محصنة أثناء وبعد الصراع العالمي واستغلت اليابان الظروف بفعالية لتعزيز مكانتها ونفوذها، حيث استحوذت على أراضي وموارد اقتصادية عالمية، وأصبحت قوة عظمى لا يمكن تجاوزها.

تحالفت اليابان مع بريطانيا، أحد أعضاء الحلفاء، لمنع التوسع الروسي في آسيا، خاصة بعد تراجع دور بريطانيا في السيطرة على المحيطات كما استفادت اليابان من تجارب الحرب العالمية الثانية للحفاظ على استقلالها ولتوسيع نفوذها، مما دفعها للتحالف مع بريطانيا.

في نهاية الحرب، نجحت اليابان في تأكيد مكانتها كدولة عظمى، حيث استمرت في الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها في الصين وجزر المحيط الهادئ وعندما حاولت الولايات المتحدة الحد من توسعها في المحيط الهادئ، هددت اليابان بالانسحاب من الأمم المتحدة، مما دفع الأمم المتحدة للموافقة على انتداب اليابان على هذه المناطق دون تمكينها من السيطرة الكاملة عليها.

اتجاهات اليابان بعد الحرب العالمية الأولى

بعد الحرب العالمية الأولى صارت اليابان على نهج داخلي وخارجي لتقف على قدميها من جديد وفيما يلي نوضح الاتجاهات الداخلية والاتجاهات الخارجية التي سلكتها:

الاتجاهات الداخلية

  • التحديث الاقتصادي:
    • اتخذت اليابان خطوات حاسمة نحو التحديث الاقتصادي في العقود التي سبقت الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك:
      • الاستثمار في البنية التحتية: تم بناء خطوط السكك الحديدية والطرق والموانئ بكفاءة عالية، مما سهل النقل والتجارة.
      • التصنيع: تمّ إنشاء مصانع حديثة لتصنيع السلع الأساسية والآلات، مما قلّل من الاعتماد على الواردات.
      • التعليم: تم التركيز على التعليم، مما أدى إلى زيادة مهارات القوى العاملة.
    • ساعدت هذه العوامل على تحويل اليابان إلى قوة اقتصادية صناعية قوية.
  • التوسع العسكري:
    • عززت اليابان جيشها وبحريتها بشكل كبير في العقود التي سبقت الحرب العالمية الأولى،
      • الاستثمار في التكنولوجيا العسكرية: تم شراء أحدث الأسلحة من الدول الأوروبية،
      • التدريب العسكري: تم تدريب القوات اليابانية على أعلى مستوى من الكفاءة.
    • ساعد هذا التوسع العسكري اليابان على بسط سيطرتها على كوريا وتايوان وبعض أجزاء الصين.
  • القومية المتزايدة:
    • شهدت اليابان موجة من القومية المتزايدة في العقود التي سبقت الحرب العالمية الأولى،
    • الدعاية الحكومية: تم الترويج لفكرة “اليابان الكبرى” كقوة عظمى في آسيا.
    • التعصب العرقي: تمّ تعزيز الشعور بالتفوق العرقي الياباني على الشعوب الأخرى في آسيا.
    • ساعدت هذه القومية المتزايدة على حشد الدعم الشعبي للتوسع الياباني.

الاتجاهات الخارجية

  • انشغال الدول الأوروبية:
    • انشغلت الدول الأوروبية الكبرى في صراعها الدامي خلال الحرب العالمية الأولى، مما أتاح لليابان فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها دون مواجهة مقاومة قوية.
  • ضعف الصين:
    • كانت الصين تمر بمرحلة من الضعف السياسي والاقتصادي في ذلك الوقت، مما سهل على اليابان السيطرة على أجزاء منها.
  • توسع الامبريالية:
    • كانت فكرة الإمبريالية منتشرة في ذلك الوقت، حيث سعت العديد من الدول الأوروبية إلى توسيع نفوذها في جميع أنحاء العالم.
    • اعتبرت اليابان نفسها قوة إمبريالية ناشئة، وسعت إلى توسيع سيطرتها في آسيا والمحيط الهادي.

كيف أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبرى في العالم؟

أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبيرة في العالم نتيجة تنفيذها لخطة اقتصادية ذاتية مستدامة بعد الحرب العالمية الثانية، كان اقتصاد اليابان مهدمًا، فكان على الحكومة إعادة الإعمار واستقرار الوضع، وتبنت اليابان سياسة توسيع السوق المحلية لتلبية الطلب المتزايد على السلع والمنتجات اليابانية، وبعد ذلك انتقلت إلى السوق الخارجية، حيث بلغت أوج قوتها الاقتصادية في أواخر ستينيات القرن الماضي.

في أوائل السبعينيات، تراجع معدل النمو الاقتصادي بسبب ارتفاع تكاليف النفط المستورد وارتفاع قيمة الين مقابل العملات الأجنبية، وانخفاض الطلب على السلع اليابانية، ولكن في منتصف الثمانينيات، بات مستوى المعيشة في اليابان يتقارب مع دول متقدمة أخرى، واتفقت اليابان مع شركائها على رفع قيمة الين مقابل الدولار الأمريكي.

في بداية التسعينيات، شهدت اليابان انكماشًا حادًا في اقتصادها، وانخفض متوسط مؤشر نيكي 225 بشكل كبير وفي مطلع الألفية الثانية، تضررت اليابان من الركود الاقتصادي، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي وقعت بين عامي 2007 و2008.

اليوم تحتل اليابان المرتبة الرابعة عالميًا فيما يتعلق بقوتها الاقتصادية والناتج المحلي الإجمالي ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، يشهد الاقتصاد الياباني نموًا سريعًا.

لماذا زادت قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى

جديد المواضيع