ابحث عن أي موضوع يهمك
خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، انشغلت الدول الأوروبية الكبرى في صراعها الدامي، مما أتاح لليابان فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري في آسيا والمحيط الهاد وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سنبحث في الأسباب التي أدت إلى زيادة قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى، ونناقش العوامل الداخلية والخارجية التي ساهمت في هذا الصعود.
زادت قوة اليابان بعد الحرب العالمية الأولى بفضل تبنيها سياسة البناء في الجوانب العسكرية والاقتصادية على الرغم من تكبدها خسائر بلغت حوالي 2000 قتيل في الحرب، إلا أن هذه الخسائر كانت في الخارج، مما جعل اليابان محصنة أثناء وبعد الصراع العالمي واستغلت اليابان الظروف بفعالية لتعزيز مكانتها ونفوذها، حيث استحوذت على أراضي وموارد اقتصادية عالمية، وأصبحت قوة عظمى لا يمكن تجاوزها.
تحالفت اليابان مع بريطانيا، أحد أعضاء الحلفاء، لمنع التوسع الروسي في آسيا، خاصة بعد تراجع دور بريطانيا في السيطرة على المحيطات كما استفادت اليابان من تجارب الحرب العالمية الثانية للحفاظ على استقلالها ولتوسيع نفوذها، مما دفعها للتحالف مع بريطانيا.
في نهاية الحرب، نجحت اليابان في تأكيد مكانتها كدولة عظمى، حيث استمرت في الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها في الصين وجزر المحيط الهادئ وعندما حاولت الولايات المتحدة الحد من توسعها في المحيط الهادئ، هددت اليابان بالانسحاب من الأمم المتحدة، مما دفع الأمم المتحدة للموافقة على انتداب اليابان على هذه المناطق دون تمكينها من السيطرة الكاملة عليها.
بعد الحرب العالمية الأولى صارت اليابان على نهج داخلي وخارجي لتقف على قدميها من جديد وفيما يلي نوضح الاتجاهات الداخلية والاتجاهات الخارجية التي سلكتها:
أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبيرة في العالم نتيجة تنفيذها لخطة اقتصادية ذاتية مستدامة بعد الحرب العالمية الثانية، كان اقتصاد اليابان مهدمًا، فكان على الحكومة إعادة الإعمار واستقرار الوضع، وتبنت اليابان سياسة توسيع السوق المحلية لتلبية الطلب المتزايد على السلع والمنتجات اليابانية، وبعد ذلك انتقلت إلى السوق الخارجية، حيث بلغت أوج قوتها الاقتصادية في أواخر ستينيات القرن الماضي.
في أوائل السبعينيات، تراجع معدل النمو الاقتصادي بسبب ارتفاع تكاليف النفط المستورد وارتفاع قيمة الين مقابل العملات الأجنبية، وانخفاض الطلب على السلع اليابانية، ولكن في منتصف الثمانينيات، بات مستوى المعيشة في اليابان يتقارب مع دول متقدمة أخرى، واتفقت اليابان مع شركائها على رفع قيمة الين مقابل الدولار الأمريكي.
في بداية التسعينيات، شهدت اليابان انكماشًا حادًا في اقتصادها، وانخفض متوسط مؤشر نيكي 225 بشكل كبير وفي مطلع الألفية الثانية، تضررت اليابان من الركود الاقتصادي، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي وقعت بين عامي 2007 و2008.
اليوم تحتل اليابان المرتبة الرابعة عالميًا فيما يتعلق بقوتها الاقتصادية والناتج المحلي الإجمالي ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، يشهد الاقتصاد الياباني نموًا سريعًا.