ابحث عن أي موضوع يهمك
كيفية صلاة الغائب على الميت إسلام ويب ، فلكل شخص منّا أجل مُحدد لوفاته ولقاء ربه لا يُمكن له تأخيره أو تقديمه مهما حدث، فيموت في الزمان والمكان اللذان حددهما الله لأجله دون تأخير، وقد شرّع الله عز وجل لعباده المسلمين الصلاة على موتاهم، حتى وإن لم يكن الميت حاضراً وذلك بما يُعرف لصلاة الغائب على الميت وصلاة الجنازة على الميت في حال تواجد جثمانه.
وقد جاء في موقع إسلام ويب كيفية صلاة الجنازة على الميت الغائب بالتفصيل والتي يُمكننا إيجازها لكم في النقاط التالية:
يُمكن تعريف صلاة الغائب على الميت بأنها أداء صلاة الجنازة على الميت، إلا أنه يتعذر فيها تقديم جثمان الميت للصلاة عليه، ويتم أداء صلاة الجنازة على الميت الغائب في حالة الغريق والحريق ومن مات في غير موطنه في غربة بعيدة.
لم يرّد عن أي من أهل العلم والدين أنه لأداء صلاة الغائب على الميت وقت محدد، بل أن ما جاء تأكيده هو أن صلاة الجنازة بوجه عام هي فرض كفاية، فإن قام بها بعض المسلمين فقد سقط إثم تركها عن الآخرين، ويشرع أداء صلاة الغائب بعد الدفن لمن كان غائباً ولم تتم الصلاة بحضور جثمان المتوفى، فصلاة الغائب يجوز أدائها في أي وقت كان، ولكن الشرط هنا أن يكون من يرغب في الصلاة على الميت هو شخص مسلم بالغ عاقل عند دفن الميت، فمن كان لم يبلغ الحُلم بعد عند دفين الميت لا يجوز له أداء صلاة الغائب عليه.
وذلك ما ورد في شرح المنهاج المحلي مع حاشية قليوبي ( والأصح تخصيص الصحة بمن كان من أهل فرضها وقت الدفن ممن تجب عليه وتسقط به ذلك الوقت، بأن يكون بالغا عاقلا مسلما طاهرا، فلا تصح على الغائب والقبر ممن اتصف بضد ذلك، الصبي بلا خلاف، وغيره على المعتمد، وإلى متى يصلى على القبر: قيل إلى ثلاثة أيام، وقيل إلى شهر، وقيل ما بقي شيء من الميت، وقيل أبدا، وهو المعتمد) والله تعالى أعلى وأعلم بالغيب.
هناك العديد من التفاصيل التي ذُكرت في شأن أداء صلاة الغائب على الميت، فهناك بعض أهل العلم الذين رأوا أنه لا تتم الصلاة على الميت الغائب في حالة تمت الصلاة عليه في بلده، وقال آخرون أنه يُمكن الصلاة عليه ولا حرج في ذلك الأمر، ولكن إن كان الميت ذو شأن في الإسلام كما كان للنجاشي ـ رحمه الله ـ من شأن فإنه يجوز الصلاة عليه صلاة الغائب في أي مكان وكل ظرف وكل وقت، فقد صلى النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على النجاشي صلاة الغائب عند موته.
وفيما يتعلق بجميع الأفراد من المسلمين والوجه العام فلا تشرع صلاة الغائب على كل مسلم، لأن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصل على كل مسلم، فمن مات من علماء المسلمين وحكامهم في بلاد بعيدة عن موطنه الأصلي يشرع أداء صلاة الغائب عليهم، وفي حالة أراد الإمام أداء صلاة الغائب على مسلم بعيّنه فإنه أمر جائز ولا حرج به سواء تمت الصلاة قبل الدفن أو بعد الدفن في أي وقت، فقد جاز هذا الأمر وفقاً لما ورد عن أهل الدين والعلم والله تعالى أعلم.
اتفق أهل العلم على جواز ومشروعية صلاة الغائب في الإسلام وذلك لصحة ما ورد عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه صلى صلاة الغائب على النجاشي، إلا أن بعض أهل العلم قد أشاروا إلى كونها صلاة مخصوصة بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقط ، فيما قال جمهور أهل العلم أن هذه الخصوصية لا يُمكن إثباتها سوى بالدليل، ولا يوجد دليل على هذا الأمر لذا فإن عامة المسلمين مأمورين بالاقتداء بالنبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد اختلف أهل العلم الذين أشاروا بمشروعية صلاة الغائب حول حُكم أدائها على كل ميت غائب أم لا، وقد ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن صلاة الغائب مشروعة على كل ميت غائب عن موطنه، حتى وإن تمت أداء الصلاة عليه في المكان الذي توفي فيه.
وقد روّي عن الإمام أحمد أنه قد ذهب إلى جواز صلاة الغائب على الميت الذي كان فيه نفع للمسلمين مثل المجاهد، العالم، الغني، من نفع الناس بأمواله وما نحو ذلك، وقد تخيّر الإمام ابن تيمية قول الإمام أحمد الثاني ـ رحمه الله ـ بأنه تشرع الصلاة على الغائب وذلك بشرط ألا يكون قد صلى عليه في المكان الذي مات فيه ، والله تعالى أعلم.
المراجع