كم مقدار زكاة الفطر من المكرونة بالكيلو ؟ فإن هذا السؤال يتداول بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية بصورة متكررة في شهر رمضان المبارك، وهذا يرجع إلى أن الزكاة فرض على كل مسلم وركن من أركان الإسلام الخمسة، بالإضافة إلى أنها من الأحكام التي لا جدال فيها بين العلماء والمذاهب الأربعة، لكن قد يكون التفاوت بين العلماء في حكم المقدار من الزكاة، ولا سيما من المعكرونة ومشتقات المعجنات، فمن خلال مخزن سنوضح لك عزيزي القارئ كل ما تريد أن تعرفه عن حكم وشروط الزكاة في الإسلام، بالإضافة إلى الحكم في مقدار زكاة الفطر من المكرونة بالكيلو.
إن زكاة الفطر تعد من الفرائض التي حث عليها الله -تبارك وتعالى- في الآية رقم 14/15 من سورة الأعلى من قوله: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”.
فمقدار زكاة الفطر من المكرونة بالكيلو، هو؛ عدد 2 كيلو.
أما عن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد في المملكة العربية السعودية هي خمسة وعشرين ريالاً سعودياً حد أدنى.
كما أن زكاة الفطر تجوز أيضا من الحبوب أو تقدر بالصاع، ومن قوت البلد بالكيلو غرام.
وبالنسبة للحبوب الأخرى غير المعكرونة فتقدر زكاة الفطر للفرد الواحد بما يعادل 2,300 كيلوغرام من الأرز أو 1.640 كيلو غرام من الزبيب أو 2 كيلو غرام من الحمص أو 2,100 كيلو غرام من العدس أو 2.040 كيلو غرام من القمح أو 2 كيلو غرام من الدقيق المطحون، وما إلى ذلك.
وهذا ما جاء به ابن عمر -رضي الله عنهما—: (فرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر، أو صاع من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه—: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًامِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًامِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًامِن شَعِيرٍ، أَوْ صاعمِن تَمْرٍ، أَوْ صاعمِنزَبِيبٍ”.
وزكاة الفطر من المعكرونة تعد من الأحكام التي أجازها بعض العلماء ونهى عنها البعض، وهذا ما سنتناوله بطريقة تفصيلية من خلال هذا المحتوى.
والجدير بالذكر أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ).
هل المعكرونة جزء من زكاة الفطر
من ضمن الأمور الشائكة حول قضية مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد كون المعكرونة تجوز في إخراجها كزكاة للفطر.
فيقول البعض أن المكرونة إذا كسرت تتلف، ولكن كما نعلم أنه لا يُشترط في زكاة الفطر أن يكون خارجًا من الأرض.
فاختلفت المذاهب والعلماء حول المعكرونة وإخراجها من ضمن زكاة الفطر، فالبعض يقول بأن كلاً أثّرت فيه النار لا يجوز إخراجه في زكاة الفطر كالخبز والمعكرونة.
أما الشيخ ابن عثيمين ذهب إلى أن إخراج المعكرونة في زكاة الفطر يجوز، حيث قال: (إن إخراج المعكرونة يجزئ ما دامت قوتًا للناس وهي ليست كالخبز، وتعتبر بالكيل إذا كانت صغيرة مثل الأرز، وأما إذا كانت كبيرة فتعتبر بالوزن، والصحيح أن كل ما كان قوتًا من حب وثمر ولم ونحوها فهو مجزئ).
هل تجزئ العجينة في زكاة الفطر
إن المعكرونة في الأصل ليست من الأرض، فهي عجين من طحين وماء، ومن أجل ذلك تتداول الكثير من التساؤلات حول تجزئة العجين من زكاة الفطر بما يشمل المعكرونة أيضا.
فكما ذكرنا قول الشيخ ابن عثيمين فيما سبق، واستتدللنا منه على أن حكم إخراج المعكرونة في زكاة الفطر يجوز.
وهذا؛ لأن زكاة الفطر تخرج من أي طعام يقتاته الناس، كالقمح والذرة والأرز واللوبيا والعدس والحمص والفول والمكرونة واللحم.
كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرضها صاعاً من طعام، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يخرجونها من الطعام الذي يقتاتونه.
ولا نغفل عن أن مجموعة من العلماء ذهبت إلى أن المعكرونة ومشتقات العجين لا يجوز إخراجها في زكاة الفطر لأنها تؤثر فيها النار، مثلها كمثل الخبر، بالإضافة إلى أنها سهلة الكسر.
موعد إخراج زكاة الفطر 1443هـ/ 2022 م
موعد إخراج زكاة الفطر في أي بلدة لا خلاف ولا جدال فيه، حيث أنه منصوص عليه في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الشريعة الإسلامية كما سيتجلى لك عزيزي القارئ على النحو الآتي.
ذهبت مجموعة من العلماء إلى أن موعد زكاة الفطر يجب بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، وذهب آخرون إلى أن إخراجها يجوز يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم—: (من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أداها بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ).
فقد ذهب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- إلى أن: (رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ).
وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ذهب إلى أن: (فَرَضَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَدَقَةَ الفِطْرِ، _ وفي رواية أخرى قالَ: رَمَضَانَ _ علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ).
حكم زكاة الفطر
بالنسبة إلى حكم زكاة الفطر في أحكام الشريعة الإسلامية فهي من الفرائض الواجبة، وركن من أركان الإسلام الخمسة، بالإضافة إلى أنها ردت في قوله تعالى في الآية رقم 14/15: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”.
فقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ).
أما أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه—: كنا نخرج صدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعا من شعير، أو صاع من تمر، أو صاع من أقط، أو صاع من زبيب).
وبالنسبة إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- قال : (فرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاع من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
شروط زكاة الفطر
الزكاة فرض على كل مسلم، لكنها لا تشترط على كل عاقل بالغ، وهذا ما رواه أبو داود عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى، أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى”.
فأول شرك من شروط زكاة الفطر هو أن يكون المزكي مسلماً.
وأن تكون زكاة الفطر هي كل ما كان فائضاً عن القوت اليومي والمسكن.
وأن يدرك المزكي جزءاً من رمضان وجزء من شوال، وهذا ما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان).