كم كيلو مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد؟ إن زكاة الفطر هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرض على كل مسلم عاقل بالغ راشد، وهذا ما ذهب إليه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في قوله: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ)، كما جاء أيضا في الآية رقم 14/15 من سورة الأعلى فقال تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”، فمن خلال مخزن سنتناول الإجابة عن ذلك السؤال الذي قمنا بطرحه في مقدمة هذا المحتوى، بالإضافة إلى معرفة حكم زكاة الفطر في الإسلام وشروطها، وموعد إخراج زكاة الفطر للفرد الواحد في المملكة العربية السعودية من هذا العام 1444 هـ/ 2023 م.
من ضمن التساؤلات المتداولة على محركات البحث الإلكترونية في تلك الفترة؛ كم مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد في المملكة العربية السعودية لهذا العام 1444/2023 ؟ ولعل الإجابة الصحيحة عن ذلك السؤال تتجلى لك عزيزي القارئ من خلال النقاط التالية.
إن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد في المملكة العربية السعودية هي ما لا يقل عن خمسة وعشرين ريالاً سعودياً.
وقد تكون زكاة الفطر للفرد الواحد أيضا ما يعادل الخمسة وعشرين ريالاً سعودياً من الحبوب أو تقدر بالصاع، ومن قوت البلد بالكيلو غرام.
أما عن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد بالكيلو فتقدر بما يعادل 2,300 كيلوغرام من الأرز أو 1.640 كيلو غرام من الزبيب أو 2 كيلو غرام من الحمص أو 2,100 كيلو غرام من العدس أو 2.040 كيلو غرام من القمح أو 2 كيلو غرام من الدقيق المطحون، وما إلى ذلك.
وهذا على حسب ما جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه—: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًامِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًامِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًامِن شَعِيرٍ، أَوْ صاعمِن تَمْرٍ، أَوْ صاعمِنزَبِيبٍ”.
وفي رواية أخرى عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أيضا، حيث قال: (كنَّا نُخرِجُ في عهدِ رَسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يومَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ. وقال أبو سعيدٍ: وكان طعامُنا الشَّعيرَ والزَّبيبَ، والأقِطَ والتَّمر).
بالإضافة إلى ما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما—: (فرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
وبناء على ما سبق سنتناول جدول مقدار زكاة الفطر بالكيلو غرام من القوت للفرد الواحد:
نوع القوت
مقداره بالكيلو غرام
القمح
3 كيلو غرام من القمح.
الزبيب
3 كيلو غرام من الزبيب.
التمر
3 كيلو غرام من التمر.
الشعير
3 كيلو غرام من الشعير.
كم كيلو مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد عند المذاهب الأربعة
ذكرنا في مقدمة هذا المحتوى أن الزكاة واجبة على كل مسلم، وهي فرض من الفرائض وركن من أركان الإسلام الخمسة، فبناء على ذلك تناولت المذاهب الأربعة الحكم في مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد، فعلى الرغم من أنه لا خلاف على حكم زكاة الفطر على المسلم، إلا أن الآراء تفاوتت حول مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد عند العلماء.
الشافعية
ذهب علماء الشافعية إلى أن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد هي صاع من القوت.
حيث أن القوت على الترتيب هو: (القمح، ثم الشعير النبوي، ثم الذرة، ثم الأرز، ثم الحمص، ثم العدس، ثم الفول، ثم التمر، ثم الزبيب، ثم الأقط، ثم اللبن، ومن ثم الجبن).
المالكية
أما عن المالكية، فذهبت إلى أن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد هي صاع من القوت إن وجد وقدر عليه المزكي، ويجوز أن يكون جزءا من الصاع.
على أن يكون الصاع أو جزء الصاع من القوت يشمل القمح، والشعير، والسلت، والذُّرة، والدخن، والأرز، والتمر، والزبيب، والأقط.
والجدير بالذكر أنه لا يجوز إخراج جزء من الصاع من الفول أو العدس، ويكون الحكم في ذلك هو أن يخرج صاعلا كاملا.
الحنابلة
ذهبت الحنابلة إلى أن مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد هي صاع من القمح، أو الشعير أو التمر، أو الزبيب أو الأقط.
أما عن الحكم في إخراج طحين القمح، فيجوز إذا كان وزنه يُساوي وزن الحَبّ منه.
وفي حالة عدم توافر الأصناف السابقة من القوم، فيجوز إخراج مكانها الذرة أو العدس أو الأرز.
الحنفية
أما عن الحنيفية، فقد ذهبوا إلى أن زكاة الفطر للفرد الواحد تتكون من أربعة أصناف من القوت، وهي؛ الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب.
أما عن مقدار الزكاة للفرد الوحد تكون نصف صاع من الحنطة، وصاعا كاملا من التمر، والشعير والزبيب.
موعد إخراج زكاة الفطر للفرد الواحد في السعودية 1444هـ/ 2023 م
إن موعد إخراج الزكاة من هذا العام كما هو المتعرف عليه في الشريعة الإسلامية، وهو أن تجب زكاة الفطر بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان.
كما السنة ذهبت إلى إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد.
كما أنه يجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وهذا ما قام به ابن عمر وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
حيث قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بإخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)، والمقصود من الصلاة هنا هي صلاة عيد الفطر.
كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أداها بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ).
أما عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ذهب إلى أن: (فَرَضَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَدَقَةَ الفِطْرِ، _ وفي رواية أخرى قالَ: رَمَضَانَ _ علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ).
حكم زكاة الفطر
جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ).
ولا شك أن فريضة الزكاة جاءت في الآية رقم 14/15 من سورة الأعلى فقال تعالى: “قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى”.
كما قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
وما جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: كنا نخرج صدقة الفطر صاعًا من طعام أو صاعا من شعير، أو صاع من تمر، أو صاع من أقط، أو صاع من زبيب).
فمن هنا نستنتج أن زكاة الفرض واجبة على كل مسلم، كما أنها حكمة وموعظة من الله -عز وجل- من أجل زرع المودة والرحمة والتعاطف بين الناس في المجتمع.
شروط زكاة الفطر ووجوبها
أما عن الشروط الواجب توافر في الشخص المزكي، فهي:
الإسلام، حيث قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان، على كل نفس من المسلمين: حرٍّ أو عبدٍ، أو رجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ).
الفائض عن القوت اليومي والمسكن، أو ثوبا قميص وسراويل وعمامة، وما إلى ذلك.
إدراك جزء من رمضان وجزء من شوال، وهذا ما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان).
والجدير بالذكر أنه لا يشترط لوجوب الزكاة العقل ولا البلوغ ولا الغنى، حيث روى أبو داود عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صاع من بر أو قمح على كل اثنين صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى، أما غنيكم فيزكيه الله، وأما فقيركم فيرد الله تعالى عليه أكثر مما أعطى”.