ابحث عن أي موضوع يهمك
قد لا يضمن العالم الذي نعيش به حالياً حق الأمان والتعايش السلمي للجميع، لذا فقد وُجدت وسادت التحالفات الدولية بشكل كبير والتي قد تكون غير متوازنة مع غيرها من الحقوق التي يتضمنها ميثاق منظمة الأمم المتحدة لجميع الأشخاص، وبما في ذلك المعاهدات والاتفاقيات التي تعقدها الدول العظمى المتصارعة فيما بينها، وذلك مثلما هو الحال مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ويُعد حلف الناتو هو أحد أجزاء المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي قسّمت القوى الدولية في العالم إلى قسمين، وللتعرف على كم عدد الدول في حلف الناتو والمزيد من المعلومات حول حلف الناتو وأعضاءه تابعونا في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات.
يبلغ عدد الدول العضاء في حلف الناتو أو حلف شمال ألأطلسي حالياً 30 دولة، وعند بداية تأسيس حلف الناتو كانت الدول الأعضاء به هي اثنا عشر دولة فقط تُشكل التحالف، وهي الدول من قارة أمريكا الشمالية التي تمثلت في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا ومن قارة أوربا المملكة المتحدة البريطانية، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، آيسلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، هولندا، البرتغال، النرويج، ومن ثم توالت الانضمامات من الدول المختلف على النحو التالي:
يثعد حلف الناتو أو حلف شمال ألأطلسي منظمة سياسية عسكرية دفاعية تضم في عضويتها دول أوربية ودول من قارة أمريكا الشمالية، وقد شكّلت هذه الدول ذلك التحالف الدفاعي العسكري بهدف حماية نفسها من القوى العظمى المنتشرة في الجزء الشمالي والشرقي من قارة أوربا والتي عُرفت في هذا الوقت باشم الاتحاد السوفييتي، كما جاء تأسيسه بهدف مواجهة انتشار الأفكار الشيوعية في المنطقة، والتي ظهرت على أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقد أتخذ حلف الناتو من مدينة بروكسل في دولة بلجيكا مقر رئيسي له، وقد تم إنشاء حزب الناتو أو حلف الناتو ضمن الاتفاقية التي عُرفت باتفاقية واشنطن في اليوم الرابع من شهر أبريل عام 1949م.
ليصبح حلف الناتو بعد ذلك من الطرق المهمة في مواجهة كافة التحالفات التي قد تحدث في هذه المنطقة، بالإضافة إلى مساهمته في نشر الاستقرار والأمن وتحقيق التوازن بين موازين القوى الدولية في العالم، ويعود أصل إنشاء تحالف الناتو إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين المملكة المتحدة وفرنسا والتي عُرفت باسم (معاهدة دونكيرك) والتي تهدف مواجهة أي عدوان قد يحدث من قِبل الجانب الألماني.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية كانت الدول الواقعة في الجزء الغربي من قارة أوربا تعاني م الضعف الاقتصادي والعسكري، وقد تم تشكيل العديد من الأحزاب والقوى الشيوعية فيها آنذاك بشكل خاص ضمن إيطاليا وفرنسا، بينما كانت الدول المنضمة للاتحاد السوفييتي تتميز بكونها أكثر قوة وعظمة لتتمكن من السيطرة على الدول الواقعة في الجزء الأوسط والجزء الشرقي من قارة أوربا، بالإضافة إلى سيطرة الأحزاب الشيوعية على الدول، لتنقسم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.
ونتيجة لذلك فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع خطة عُرفت بـ (خطة مارشال) في عام 1448م والتي استهدفت من خلالها مساعدة الدول الواقعة في أوربا الغربية مالياً واقتصادياً في مقابل إنشاء تحالف سياسي عسكري لحماية نفسها من محاولات التوسع الشيوعي بها، ليتم بالفعل إنشاء إتفاقية الاتحاد الأوربي الغربي بين عدد من الدول من بينها المملكة المتحدة، فرنسا، بلجيكا، لوكسمبورغ.
وفي الوقت نفسه من عام 1449م كان هناك العديد من المباحثات الجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا والتي تسعى لتأسيس تحالف وقوة بديلة للأمم المتحدة وذلك بعد الحرب الباردة أثناء هذه الفترة والتي أضعفت دور منظمة الأمم المتحدة بشكل كبير، وذلك بهدف إنشاء قوة تسعى لتحقيق السلام بين دول العالم، وقد قامت فرنسا والعديد من الدول بالانضمام إلى هذه المباحثات، لينتج عن ذلك إنشاء معاهدة شمال الأطلسي في اليوم الرابع من أبريل عام 1449.
في نهايات عان 1950 تم تعيين الجنزال دوايت دي أيزنهارو في منصب قائد القوى التابعة لحلف الناتو في منطقة أوربا الغربية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شّنته دولة كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية، ويتكون الحلف بشكل أساسي من أعضاء وزاريين ممثلين لدولهم، ويقوم أعضاء الحلف بالاجتماع مرتين أو أكثر في كل عام، ويُمكن أن يتم عقد اجتماعات دائمة يتم عقدها بقيادة الرئيس العام لحلف الناتو في حالة وقوع بعض الحالات الخاصة، وتحتوي البنية التنظيمية العسكرية لحلف الناتو على قواعد مهمة يتم تطبيقها في حالات وقوع الحروب أو الهجمات العسكرية.
يوجد هناك هيئة عسكرية في حلف الناتو تضم في داخلها قادة عسكريين من الدول الأعضاء والتي تتكون من قسمين، ويكون المركز الرئيسي للهيئة العسكرية التي تتذمن العمليات الرئيسية للأعضاء ACO في حلف الناتو في مدينة كاستو في بلجيكا، والقوة الأخرى ضمن ولاية فيريجينا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقم تم تأسيس البنية التحتية من المطارات والقواعد التابعة للحلف من خلال المشاركة بين الدول الأعضاء، وقد قدمت الولايات المتحدة الأمريكية بمفردها ما يصل إلى الثلث من قيمة التمويل الإجمالي.
تُسمة المادة الخامسة من المعاهدة جوهر حلف الناتو، والتي تنص على أنه في حالة وقوع أية مناوشات أو هجمة عسكرية من إحدى دول العالم في حق دولة ما من دول حلف الناتو الواقعة في شمال أمريكا أو أوربا فإن هذا الأمر يُمثل هجوم على جميع دول حلف الناتو، ويحق للدولة التي تم الهجوم عليها القيام بالردّ بمفردها أو استخدام القوة العسكرية لحلف الناتو، أو التعاون مع غيرها من الدول الأعضاء بهدف صدّ العدوان عن أراضيها وحماية نفسها والأمن والاستقرار بها.
وعلى الرغم من كوّن الدول الأصغر هي المستفيد الأكبر من معاهدة قلب حلف الناتو حيثُ تتواجد جميعها تحت مظلة الحمية من الولايات المتحدة الأمريكية ذات القوة العسكرية الضخمة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد عمدت إلى استخدام هذه الاتفاقية عندما تم وقوع الهجوم والعدوان على برجي التجارة العالمية بها من قٍبل أسامة بن لادن مُنظم تنظيم القاعدة والذي تم نفيّه خارج المملكة العربية السعودية.
مؤخراً قام حلف الناتو بزيادة أعداد القوة العسكرية الموجودة ضمن الدول الشرقية من أوربا التابعة للحلف، وذلك بعد أن قامت روسيا بنشر عدد من قواتها العسكرية على الحدود الأوكرانية، حيثُ قام الحلف بوضع أربعة قوى تضم أشخاص ذوي جنسيات متعددة، وهذه القوى تابعة للدول العظمى في حلف الناتو مثل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، كما عمدت الدول الكبرى الأعضاء إلى وضع لاقواتها العسكرية في حالة الاستعداد الدائم للتواجد والانتشار، بالإضافة إلى قيام الدول بإرسال القوى العسكرية من الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المدفعية في قواعدها الموجودة بأوربا الشرقية، وتحاول دول حلف الناتو دائماً تقديم المساعدة لدولة أوكرانيا والاهتمام بحمايتها، إلا أنها لم تقم بإرسال أية قوى عسكرية إليها.
وختاماً نكون قد وصلنا بكم إلى ختام مقالنا حول كم عدد الدول الأعضاء في حلف الناتو ، مع استعراض مراحل تشكيل حلف الناتو والهيكل التنظيمي الخاص به، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.
