ابحث عن أي موضوع يهمك
يعتبر نمو الإنسان بمثابة سلسلة من التغييرات المتتالية التي ترتبط بالعديد من العوامل من أنشطة بيئيّة، وبناء تشريحيّ، وهو ما يحدث حسب نظام متآزر ومتكامل بفترات زمنية متتالية ومتتابعة، وتلك التغيرات تظهر جلية بمختلف النواحي الوظيفية والتكوينية للإنسان، ويمكن للإنسان أن يعيش حتى سن المئة وثلاثين عامًا، وأحيانًا ما يمتد العمر حتى مئة وخمسين عام، وقد يزيد عن ذلك أو ينقص وفق إرادة الله وأمره، حيث تبقى الأعمار بيده سبحانه وحده.
ويذكر أن دورة حياة الإنسان تبدأ من قدرة الحيوان المنوي على تخصيب البويضة بجسم الأنثى، ومن ثم يتكون البويضة المخصبة أو الزيجوت، لتدخل البويضة المخصبة فيما بعد بمرحلة الانقسام، حتى يتكون الجنين وينزرع بجدار الرحم، وتستمر عملية النمو والتطور، وفترة حمل تصل إلى تسعة أشهر، خلالها يكتمل نمو مختلف أجهزة وأعضاء الجسم، ثم يولد الطفل ويبدأ بالتطور، وتطرأ الكثير من التغيرات عليه على مدار المراحل المتتابعة من حياته حتى يصير فردًا مستقلًا، وتتوالى مراحل حياته من الطفولة إلى الشباب وحتى الشيخوخة.
يقصد بمتوسط عمر الإنسان المتوسط المتوقع لعدد السنوات التي يعيشها الفرد، وغالبًا ما يتم استخدام ذلك الرقم بالحسابات الإحصائية، والذي يرمز إلى معدل الوفيات خلال فترة معينة، ويشير إلى متوسط عمر الوفاة فيما بين السكان، وقد يطلق مصطلح متوسط العمر على طول العمر، كما ويستخدم مصطلح طول العمر للدلالة على من يعيش من الأفراد لفترة طويلة بين جماعة من الأفراد، ويعتبر متوسط عمر الإنسان بمثابة مؤشر رئيسي على صحة سكان أحد المنطقة محل الدراسة والبحث، وغالبًا ما يكون هناك الكثير من الاختلافات بمتوسط العمر المتوقع بكافة أنحاء العالم وفقًا للوضع الصحي الخاص بكل مكان على حدة، ويحدث تغير في متوسط العمر المتوقع سنويًا بشكل كبير، وهو ما لا يمكن استخدامه في التنبؤات ذات الأجل الطويل.
يتم حساب متوسط العمر المتوقع للإنسان وفقًا لاثنين من الطرق الرئيسية، كل منهما يعتمد على متوسط عمر السكان بشكل كامل، وذلك من خلال شمولية أماكن عيشهم، وأعراقهم، وأجناسهم، وهو ما يأتي على النحو التالي:
ينقسم متوسط العمر المتوقع لسكان العالم جميعًا ضمن ثلاث فئات على النحو التالي:
أحيانًا ما يحدث خلط بين مفهوم عمر الإنسان، ومفهوم متوسط عمر الإنسان، إذ يرتبط كل منهما بصورة أساسية مع عدد السنوات التي يعيشها الإنسان طوال حياته، ويشير متوسط العمر المتوقع لتقدير عدد الأعوام المتوقع أن يعيشها الفرد، وذلك المفهوم يؤثر عليه العديد من العوامل الوراثية والشخصية والصحية للفرد، في حين يمثل عمر الإنسان أقصى حد لعدد السنوات التي يمكن أن يعيشها الفرد، حيث يعتمد ذلك المفهوم على أمثلة مسجلة ومرصودة، وهو رقم متغير على مر الأعوام.
هناك العديد من العوامل التي غالبًا ما يعود إليها السبب في اختلاف متوسط عمر الإنسان، ومن بينها:
أشارت التقديرات إلى أن متوسط عمر الإنسان قديمًا كان لا يزيد عن ثلاثين عامًا، فقط في كافة أنحاء العالم، ومع بدء عصر التنوير ازداد متوسط عمر الإنسان المتوقع بصورة متسارعة، ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي بدأ يزداد متوسط العمر بمعدل سريع بالبلدان الصناعية عند مقارنتها بدول العالم الأخرى، إذ أن التقدم الطبي والتكنولوجي والعلمي ساعد على زيادة متوسط عمر الإنسان على مر القرون الماضية.
وقد تضاعف متوسط العمر المتوقع عالميًا مع بداية القرن العشرين حتى وصل اليوم لما يزيد عن سبعين عامًا، مع تفاوت بذلك المتوسط بين مختلف دول العالم، والسبب الرئيسي بارتفاع متوسط عمر الإنسان يرجع لانخفاض معدل الوفيات بالأطفال، حيث إنه بعام 1800 ميلادية كانت نسب الوفيات بالأطفال حديثي الولادة قبل أن يبلغوا عمر الخامسة اقترب من ثلاثة وأربعين بالمئة، وتلك النسبة انخفضت حتى وصلت عام 1960 ميلادية إلى 18.5 بالمئة، في حين وصلت نسبة الوفيات بالأطفال حديثي الولادة عام 2015 ميلادية ما يقرب من 4.3 بالمئة.
تصنف المظاهر والصفات التي تحدث خلال نمو الإنسان إلى مراحل عمرية متتالية، ولكل مرحلة من تلك المراحل احتياجات ومتطلبات، ويذكر أن تصنيف وتقسيم مراحل النمو اعتمد على أساس الخصائص العضوية والجسمانية والغددية لكل مرحلة، وتلك المراحل هي: