مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصص عن التوبة

بواسطة: نشر في: 26 أبريل، 2023
مخزن

قصص عن التوبة نعرضها في مخزن والتوبة يقصد بها اعتراف الشخص بذنوبه وتركها على أكمل نحو، وهي من كمال الدين وحُسن الإسلام، وقد عرّفها البعض بأنّها الرجوع إلى الله تعالى، وأداء حقوقه، والرجوع والابتعاد عما يكرهه من الأمور ظاهراً وباطناً، والرجوع إلى الطاعة من المعصية وما يرضاه الله تعالى من الأعمال.

قصص عن التوبة

هناك الكثير من القصص عن التوبة التي يمكن أخذ الحكمة والعبرة منها في أهمية ترك المعاصي والذنوب والعودة إلى الله تعالى وطريق الحق، ومن أجمل هذه القصص:

قصة آدم -عليه السلام-

خلق الله تعالى آدم -عليه السلام- أبو البشريّة، كما وخلق حواء زوجته وأنعم عليهما الله وأدخلهما الجنّة، ولكن قال لهم أنه بإمكانهم الأكل من جميع ثمار وأشجار الجنة، وأراد أن يضع اختبار لهم، فأمرهم ألّا يأكلوا من شجرةٍ ما، حيث سمح لهم بالأكل من جميع أشجار الجنة إلا هذه الشجرة.

وبعدها بقي إبليس اللعين يوسوس لهما محاولًا دفعهما أن يأكلا من تلك الشجرة ويخبرهما أن تلك الشجرة تعطي من يتناول منها الخلود بنعيم الجنة ويحلف على هذا لهم، ويزيّن هذا الفعل لهم والذي ينطوي على معصية الله تعالى، إلى أن اتبع آدم وسوسة الشيطان الرجيم وتناول من الشجرة الممنوعة مع حواء.

وحينما أكلا من تلك الشجرة شعروا بندم شديد وعظيم وأنهم ظلموا أنفسهم؛ لعصيانهم الله تعالى والأكل من هذه الشجرة، وظلا حزينان يطلبان الغفران من الله والسماح على تلك المعصية والذنب الذي اقترفوه، وقد اشتد حزنهم لأن الله جل وعلا جعلهم يهبطوا إلى الأرض من الجنّة.

بقي آدم وزوجته حواء يطلبان من الله أن يغفر لهما ذنوبهم ويرددوا ما ورد بسورة الأعراف الآية 23 (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، حيث نادوا يا ربنا، إنا أسأنا لأنفسنا عندما خالفنا أمرك وأطعنا عدوك وعدونا الشيطان اللعين، وظلا على ذلك الحال إلى أن استجاب الله تعالى رجاءهما وتقبل توبتهما.

شاهد أيضًا: قصة النبي يوشع بن نون للأطفال

توبة كعب بن مالك -رضي الله عنه-

كان المسلمون قد بدؤوا بالتجهز والاستعداد لغزوة تبوك عقب أن أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ثم تحرّك الكافة للجهاد بسبيل الله تعالى ولم يبقى سوى من لا يقدر على الخروج؛ مثل المرضى، والضعفاء ممن لا يملكون القوة، كما ظل المنافقون ممن يظهرون الإيمان وفي الداخل هم ليسوا مؤمنين.

بينما الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه فإنه تأخر عن الخروج مع الجيش، حيث قال أنه سوف يركب حصانه بالصباح التالي حتى يلحق بجيش المسلمين ولكنه تكاسل بعدها إلى أن أصبح الجيش المتجه إلى غزوة تبوك قد ابتعد عن المدينة المنورة، فظل مع من تخلّفوا عن أمر الجهاد.

ثم ندم كعب بعدها على ذلك وظل حزيناً بسبب تخلفه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأجر الذي ضيّعه من الجهاد العظيم وبقي يبكى ألماً وحزناً على ما فعله، وحينما عاد الجيش أتى المتخلّفون من المنافقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يختلقون الأعذار نتيجة عدم خروجهم.

لكنّ ترك النبي صلى الله عليه وسلم كعب إلى أن يقضي الله في أمره وفعل ذلك مع شخصين آخرين أيضًا لم يكونوا منافقين؛ وهم هلال ومرارة، وبعدها لم يكلّم الثلاثة هؤلاء أحد من المسلمين لمدة استمرت خمسين يوماً إلى أن حزنوا حزناً بالغًا، وضاقت الدنيا عليهم حزناً وندماً على ما فعلوا، إلى أن أنزل الله تعالى من القرآن الكريم ما يدل على قبول توبتهم ورضاه عنهم.

أقرأ أيضًا: قصص عظماء الإسلام

توبة زاذان

مر ذات يوم بأحد شوارع الكوفة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقابل مغنّ اسمه زاذان جالسٌ ومعه مجموعة من الرجال يشربون الخمر، فذهب ابن مسعود لهم وكسر إناء الخمر ووجه الحديث لزاذان قائلًا ما أجمل صوتك إن كان بقراءة القرآن الكريم ثم ذهب، فقام زاذان مسرعاً باللحاق بابن مسعود باكياً معلناً توبته، وعندها احتضنه ابن مسعود وبكى هو كذلك.

شاهد أيضًا: من عجائب قصص القرآن

قصة توبة مالك بن دينار

ورد أنَّ مالكَ بن دينار كان يعمل شُرطيًا يقضي أغلب وقته منهمكًا بالشُّرب، ثم اشترى جاريةً وقد أحبها كثيرًا، وولدت بنتًا له والتي تعلق بها حتى أكثرَ من أمها، وكان إن أدنى منه الخمرَ أتت البنت تحاول أن تمنعه عنه، وعنذما بلغتِ من عمرها العامينِ توفاها الله، وفي ليلةٍ والتي وافقت ليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان رأى مالكُ بن دينار بمنامه عقب أنْ نام وهدّهُ السُّكر القيامة وكأنَّها قد قامت، وكل علاماتها ظاهرة.

وإذا به يجد نفسه بأرض المَحشر يلتفت حوله ليجدَ تنينًا ضخمًا مُتجهًا ناحيته، ففزع وهرب منه، فيمرُّ بطريقه بشيخٍ وقورٍ ، فطلب مالكٌ منه المُساعدة، ولكنّ الشيخ قد بكى، وأعتذر بضعف الحيلة مع ذلك الكائن الضخم، ونصحه بالإسراع تجاه شُرفات القيامة التي تطل على جهنم، ففعل ذلك، وكاد أن يهويَ بالنار لقوة فزعه وخوفه من التنين، فصاحَ صائح به: أرجع فإنك لست من أهلها، فاطمأن لقوله قليلًا، وعاد ورجع وراءَه التنين، فلم يجد سوى العودة للشيخ يطلب العون منه مرةً أخرى، ولكنّ عاد الشيخ وبكى متعذرًا بالأعذار ذاتها.

ولكنه نصحه تلك المرة أنْ يسلكَ بذلك الجبل الفضيّ المستدير المرصّع بالجواهر، فإنّ به ودائعَ للمسلمين، لعله يحصل من بينها على وديعةً تنصره، وعندما وصل إلى الجبلَ طلب من الملائكةُ أن يرفعوا الستور، فإذا بأطفالٍ تخرج إليه كوجوه الأقمار تدفع خطرَ ذاك التنين عنه، ونظر لهم فوجد من بين أولئك الأطفال ابنته التي توفيت، تنظر له باكية، وتدفع التنين عنه بكل عزمٍ إلى أن ولّى هاربًا، وبعدها جلستْ بحِجره مُمسكةً بلحيته قائلة: يا أبتِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} سورة الحديد الآية 16.

فبكى مالك وقال لها وهل تعرفون يا بُنيّتي القرآن؟ فأجابته: نعم، فسألها عن التنين الذي حاول إهلاكه، فأجابته بأنه عملهُ السيّئ هو الذي قوّاهُ إلى أن كاد يوقعه بجهنم، فسألها عن الشيخ، فأجابته بأنه هو عمله الصَّالح الذي قد ضعّفهُ إلى أن لم يبقى يملك مع عمله السيّئ طاقةً، وأخبرته أنها تمكثُ بذلك الجبل مع أطفال المسلمين إلى أن تقومَ الساعة، فأفاق بعدها مالكُ بن دينار مما رآه فزِعًا، وكسر آنية الخمر، وتاب لله تعالى توبةً لا رجعة منها.

أقرأ أيضًا: قصص الحوقلة

تعريف التوبة في الإسلام

هي رحمةٌ قد اختصَّ الله تعالى بها عبادَه الذين اذنبوا؛ لكي لا يقنطوا من رحمته، وفي ذلك يقول جل وعلا في سورة الزمر الآية 53 {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، حيث فَتَحَتْ رحمُته تعالى بابَ الأمل أمام العاصين حتى يتوبوا؛ فلا يمثل الذنب مدعاةً إلى التمادي من العبد، وفي ذلك يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم “إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا”.

أحاديث نبوية عن التوبة

من رحمة الله جل وعلا بعباده الدوام في قبول توبة العبد بالليل والنهار وبكل وقت، وبذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

  • (إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا).
  • (إنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ).
  • (إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
  • (لو أخطأْتُمْ حتى تَبْلُغَ خطاياكم السماءَ، ثُمَّ تُبْتُم لَتابَ اللهُ عليكم).
  • (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ).

الأسئلة الشائعة

اجمل ما قيل في التوبة الى الله؟

ترك الخطيئة خير من معالجة التوبة.

المراجع

قصص عن التوبة

جديد المواضيع