الدعاء في يوم عرفة مستجاب بأمر الله تعالى، وهو ما يجعل الكثير من المسلمين ينتظرونه ويدخرون حاجاتهم وطلباتهم لكي يرفعوها إلى الله تعالى، ويطلبون منه قضاء الحاجة والعون، وهناك الكثير من القصص التي وردت في استجابة الدعاء يوم عرفة، والتي حكى أصحابها عن جبر الله تعالى لخواطرهم واستجابته لدعائهم في ذلك اليوم العظيم، وسوف نعرض لكم فيما يلي أفضل قصص استجابة الدعاء في يوم عرفة:
القصة الأولى لاستجابة الدعاء في يوم عرفة
تروي هذه القصة أحد الفتيات التي كانت تسافر إلى أهلها قبل العيد، وذلك حتى تقضي معهم أيام العيد، وبيوم عرفة كانت تحرص على إغلاق غرفتها على نفسها لتجتهد بالدعاء، وتستمر في ذلك منذ وقت بعد العصر إلى غروب الشمس، وكانت تدعو الله بجميع ما ترجوه وتتمناه، وترغب به في توفيق الله لها بالحياة، وأن يرزقها الزوج الصالح، وتحكي الفتاة أن العام لم يمضي الذي دعت الله فيه بيوم عرفة ولم يأتي عرفة اللاحق له إلا وقد استجاب الله لدعائها وتمت خطبتها، ثم انتظرت يوم عرفة ودعت الله به أن يتم الله لها خطبتها على خير وتتزوج وتنجب ولد، وقد تم زواجها بالفعل ورزقها الله جل وعلا بالحمل والولادة لطفل سليم معافى.
القصة الثانية لعجائب الدعاء في يوم عرفة
من قصص استجابة الله للدعاء في يوم عرفة هذه القصة التي ترويها أحد السيدات المتزوجات، والتي وصفتها وكأنها بمثابة المعجزة التي حققها الله لها، حيث كانت تعاني من زوجها وإدمانه وصحبته لأصدقاء السوء، وسوء خلقه ومعاملته له، وقد بذلت كل الجهد والتعب في محاولاتها لإصلاحه وإقناعه أن يعدل عما هو به من طريق الفساد، وبيوم عرفة تروي السيدة أنها أكثرت من الابتهال والدعاء لله تعالى أن يصلح حال زوجها وينجيه من السوء، وأن يساعده على التخلص نهائيًا من الإدمان، لتكمل أن الله جل وعلا استجاب لطلبها ورجائها، ولم يمر وقت كثير إلا وقد تاب زوجها عن الإدمان، وانصلح حاله، وهجر صحبة السوء.
قصتي مع الدعاء في يوم عرفة للشفاء من المرض
تقول الفتاة التي تروي هذه القصة أنها دعت الله في يوم عرفة دعوتين كانت ترجو الله أن يتقبلهما ويحققهما لها، وقد تحقق بالفعل دعائها الأول، فقد كان لديها أحد الأقارب مريض مرض عضال، وهو ما ترتب عليه أن بقي لوقت طويل في العناية المركزة استمر لفترة تجاوزت الأربعة أشهر، وبيوم عرفة بقيت تدعو الله بإلحاح شديد أن يشفيه ويرد إليه عافيته، وما هي إلا أسابيع قليلة منذ ذلك اليوم وقد أتم الله شفائه بفضله وكرمه، وخرج سليم معافى من المستشفى، في حين أن دعوتها الثانية لازالت لم تتحقق ولكنها ترجو الله أن يحققها لها قبل عرفة القادم ويرزقها ما تمنت.
أحاديث عن فضل يوم عرفة
يعتبر يوم عرفة من أفضل وأعظم أيام العام، وهو أحد الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، وفي فضل ذلك اليوم ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، ومنها ما يلي:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أما خروجُك من بيتِك تؤُمُّ البيتَ الحرامَ؛ فإنَّ لك بكلِّ وطأَةٍ تطؤها راحلتُك يكتبُ اللهُ لك بها حسنةً، ويمحو عنك سيئةً. وأما وقوفُك بعرفةَ؛ فإنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- ينزلُ إلى السماءِ الدنيا فيباهي بهم الملائكةَ، فيقولُ: هؤلاءِ عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كلِّ فجٍّ عميقٍ، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثلُ رملِ عالجٍ أو مثلُ أيامِ الدنيا أو مثلُ قطرِ السماءِ ذنوبًا غسلها اللهُ عنك . وأما رميُك الجمارَ، فإنه مَدخورٌ لك. وأما حلقُك رأسَك، فإنَّ لك بكلِّ شعرةٍ تسقطُ حسنةً، فإذا طُفتَ بالبيت خرجتَ من ذنوبِك كيومِ ولدتْك أمُّك”.
عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال “ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنه لَيدنو، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم”.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “وأمَّا وقوفُك عَشيَّةَ عرفةَ؛ فإنَّ اللهَ يهبِطُ إلى سماءِ الدُّنيا فيُباهي بكُم الملائكةَ، يقول: عِبادي جاءوني شُعثًا مِن كلِّ فجٍّ عَميقٍ، يَرجونَ جنَّتي، فلَو كانتْ ذنوبكُم كعَددِ الرَّملِ، أو كقَطْرِ المطرِ، أو كزَبدِ البحرِ؛ لغَفرتُها. أفيضوا عبادِي مغفورًا لكُم، ولمن شَفعتُمْ لهُ”.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن أيَّامٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن أيَّامِ عشْرِ من ذي الحجَّةِ) قال: فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ هنَّ أفضلُ أم عِدَّتُهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ؟ قال: (هنَّ أفضلُ مِن عِدَّتِهنَّ جهادًا في سبيلِ اللهِ؟ وما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ: انظُروا إلى عبادي شُعْثًا غُبْرًا ضاحِينَ جاؤوا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي، ولم يرَوْا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرُ عِتْقًا مِن النَّارِ مِن يومِ عرفةَ”.
حديث دعاء يوم عرفة
إن الدعاء والذكر في يوم عرفة من أكثر الأمور المستحبة في الإسلام والتي يجب على كل مسلم أن يعتني بها بإخلاص وجد، وفي فضل يوم عرفة ورد الكثير من الأحاديث الشريفة التي تدل على مدى ما للدعاء به من فضل عظيم، ومن هذه الأحاديث الشريفة نذكر ما يلي:
عن جد عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ من قبلي لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ”.
عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: “أفضلُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وأفضلُ ما قلتُ أنا والنبيونَ من قبلِي: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له”.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “أكثَرُ دعاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ عَرَفةَ في الموقِفِ: اللهم لكَ الحمدُ كالذي نقولُ وخيرًا ممَّا نقولُ، اللهم لكَ صلاتي ونُسُكي ومَحْياي ومَماتي، وإليكَ مآبي، ولكَ ربِّ تُراثي، اللهم إنِّي أعوذُ بكَ مِن عذابِ القبرِ، ووَسْوَسةِ الصدرِ، وشَتاتِ الأمرِ، اللهم إنِّي أعوذُ بكَ مِن شرِّ ما تجيءُ به الريحُ”.
