ابحث عن أي موضوع يهمك
تفاصيل قصة ريم وروان الهاربتان من المملكة العربية السعودية إلى استراليا، فقد شغلت هذه القصة المجتمع السعودي كثيراً في الأيام الأخيرة، وتسببت في إثارة جدل واسع على المستوى الإعلامي والاجتماعي، فكثيراً ما يكون المراهقون أكثر ميولاً عن غيرهم إلى اتخاذ خطوات متهورة وغير محسوبة في بداية حياتهم، أو الخروج ببعض الأفكار والمعتقدات الغريبة عن المعتقدات الأصيلة في المجتمع، وعادةً ما يكون هذا الأمر للفت انتباه عائلاتهم إليهم والشعور بالتفرد عن غيرهم، لذا فإن مرحلة المراهقة من المراحل العمرية الدقيقة في حياة الشباب والتي تتطلب تعاملاً خاصاً لتجنب الأفكار والتصرفات غير الطبيعية التي قد تصدر من البعض.
وتتمثل تفاصيل قصة ريم وروان الهاربتان من المملكة العربية السعودية في أنهما فتاتان سعوديتا الجنسية لا تزالا في مقتبل العمر، واللتان قامتا مؤخراً في حركة رافضة للعادات والتقاليد والمعتقدات الإسلامية في المملكة العربية السعودية بالإعلان عن ارتدادهما عن اعتناق الدين الإسلامي، مع رفض الانصياع للتعاليم الدينية القويمة التي يفرضها الإسلام على المسلمين وتتمسك العائلات المسلمة بتطبيقها.
ونتيجة لهذا الأمر؛ فقد تعرضت كل من الفتاتين للعديد من الضغوط النفسية من عائلاتهم، والتي أشار البعض إلى وصولها للتعنيف اللفظي والجسدي، لذا فقد حاولت الفتاتان أكثر من مرة الهروب من عائلاتهم في المملكة إلا أن محاولاتهم كانت دوماً ما تبوء بالفشل، ومن بينها إحدى المرات التي حاولت فيها الفتاتين الهروب إلى سيريلانكا، إلا أن السلطات السعودية المختصة قد اعترضت طريق سفرهم وأعادتهم لعائلاتهم مرة أخرى.
هم ريم وروان اختان شابتين لا تزالا في مقتبل العمر، شغلت أخبارهما الرأي العام في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي بالكامل على مدار الأيام الماضية بسبب ما أقدما على فعله من رفض للاعتقاد الديني بالإسلام والارتداد عنه.
فهما فتاتان صغيرتا العمر لم تبلغا عامهما العشرين بعد، أي أنهما لا تزالان في سن الشباب الطائش والمراهقة التي تدفع الشباب لفعل أمور غير محسوبة ذات نتائج متهورة، وذلك الأمر نفسه الذي حدث مع الفتاتين اللتين حدث بينهما وبين عائلتهن والحكومة السعودية تصادم فكري وديني بالغ، لتقررا في النهاية الهروب من أراضي المملكة العربية السعودية، وفيما يتعلق باسم ريم وروان فالكثيرون يعتقدون أن حتى اسميهما هم أسماء مستعارة وليست أسماء حقيقة وذلك في محاولة من الشابتين لإخفاء هويتهما الحقيقية.
وفقاً لما جاء من تصريحات عن الأختين ريم وروان، فإن قرارهما بالارتداد عن الدين الإسلامي والهروب من المملكة العربية السعودية قد جاء نتيجة لما تعرضوا له من ظلم وقهر خلال حياتهم مع عائلاتهم، فقد كانوا يتعرضون للتعنيف والضرب البالغ من والدهم وأشقائهم الذكور لأسباب لا تستحق التعنيف ومن بينها التأخر عن الاستيقاظ مبكراً لأداء صلاة الفجر في موعدها، أو عدم ارتدائهم للنقاب خلال تناول الطعام خارج المنزل.
وهذه الأمور وغيرها هي ما دفعت الفتاتان للتخطيط وادخار الأموال مُنذ عام 2016م وحتى الوقت الحالي لمحاولة الهروب من عائلاتهم خلال رحلة عائلية إلى سيريلانكا في شهر سبتمبر عام 2018م، وخلال هذه المحاولة للهروب فقد اكتشفتا أن تأشيرة السفر الخاصة بهم قد تم وقفها وعليهم التوجه إلى دبي، لتتقدم الفتاتان بطلب للجوء السياسي إلى إحدى الدول في محاولة منهم للبحث عن الأمان والهروب من عقوبة الإعدام التي تنتظرهما في المملكة العربية السعودية بسبب ارتدادهم عن الدين الإسلامي ورفض الاعتقاد به وعدم الانصياع لتعاليمه، ومن هنا بدأت محاولاتهم المستمرة في البحث عن طريقة أخرى للهروب والسفر من هذه الأزمة.
وفقاً للمصادر المتوافرة فلا تزال العائلة السعودية التي تنتمي إليها الأختان الهاربتان من السعودية ريم وروان مجهولة حتى هذه اللحظة، إلا أنه وفقاً لما جاء على لسان الفتاتين، فإن عائلاتهم يوجد بها أخوان من الذكور وأخوات أخريات من الإناث، وهم فتاتان إحداهما في الثانية عشر من العمر والأخرى طفلة صغيرة لا تزال في الخامسة من عمرها، وقد أعربت الفتاة ريم التي أوضحت أنها قد قامت بدراسة الأدب الإنجليزي في إحدى الجامعات السعودية بالرياض، وتسعى لأن تصبح كاتبة مشهورة بأنها تشعر بالخوف الشديد على مستقبل أختيها الأصغر عمراً وذلك بعد ظروف هروب ريم وروان، إلا أنهما يأملون بأن يحصل الجميع على حياة آمنة مطمئنة.