ابحث عن أي موضوع يهمك
التعاون من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الفرد، والتي يعود أثرها عليه وعلى المجتمع كله، ويجب أن يتم تعليم الأطفال معنى التعاون وأهميته وضرورة التحلي به، وهو ما يمكن القيام به من خلال سرد القصص عليهم، مثل قصة الأصدقاء المتعاونون والتي سنعرض أحداثها لكم فيما يلي:
تدور أحداث القصة حول حيوانات أربعة وهم الأرنب، الطاووس، القرد، والفيل، والذين لم يكونوا أصدقاء في بداية الأمر، بل كانوا دومًا ما يتشاجرون حول ملكية شجرة الفاكهة، حيث يرى كل منهم أنه هو الأحق بالحصول على ثمارها، والكل يرغب في الاستفادة من فاكهتها اللذيذة، وذات يوم أتى رجل غريب عن الغابة يدعي أن هذه الشجرة ملكًا له.
وفي ذلك الوقت قرر الحيوانات الأربعة الاجتماع لتحديد ما يجب عليهم فعله للحصول على الثمار والفاكهة التي يحبها جميعهم، وبالفعل اتفقوا على مساعدة بعضهم البعض في تنفيذ ذلك، فقال الطاووس أنه سوف يزرع بذرة بالأرض، أنا الأرنب فاتفق معهم على سقايتها، والقرد قال أنه هو من سيضع السماد لها، والفيل سيتولى حمايتها.
واستمر الحيوانات في الاعتناء بالبذرة إلى أن نمت وكبرت وأصبحت شجرة مثمرة، تمتلأ بالفاكهة اللذيذة، ولكنهم كانوا يرون الثمار دون مقدرة على الوصول إليها وجنيها، فقانوا بصناعة برج عن طريق تسلق كل منهم على ظهر الآخر، على أن يكون الفيل هو الأول يعلوه القرد، يليه الأرنب، وفي الأخير يصعد الطاووس وهو من يجلب الثمار للجميع، وعن طريق تعاونهم فيما بينهم تمكنوا من الحصول على الثمار والاستمتاع بها، ليصبحوا أصدقاء متعاونين.
كان يوجد كتاب قصص ولكنه فارغ، وكان الكتاب يبدو وكأنه رائعًا، وذلك لما يمتلكه من غلاف خارجي مثير للإعجاب، ولكن جميع صفحاته الخارجية كانت فارغة، وكلما أمسك أحد بالكتاب ليقرئه لا يجد به أي قصة، وهو ما كان يجعلهم على الرغم من جمال مظهره الخارجي يلقونه جانبًا، وبالقرب من الكتاب كان يوجد محبرة مليئة بالحبر، والتي نسيها صاحبها لتبقى جانب الكتاب دون نفع سنوات عديدة.
وذات يوم قام أحد الأشخاص بإلقاء الكتاب الفارغ قريبًا جدًا من المحبرة، وكانت تلك وكأنها فرصة ليجد كلًا منهم أنيس وصديق يحكي له عن حظه السيء وما وجده على الرغم من جماله من إهمال، ليحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث كان هناك بجعة تتحرك في الجوار، وقد سقطت عنها ريشة أنيقة، لتشعر هذه الريشة لأول مرة في حياتها بالوحدة الشديدة، وهو ما دفعها للبكاء.
وقد انتبه لها كل من الكتاب والمحبرة، وهنا أضاءت الفكرة لدى المحبرة بأن يتعاون كل منها والريشة والكتاب في كتابة القصص الجميلة بداخل الكتاب، وبالفعل تمكن الأصدقاء الثلاثة من تنفيذ ذلك، وبعد وقت ليس بكثير دخل إلى المتجر الذي يوجد به الكتاب والريشة والمحبرة شاب معلم، وكان حزين ويرغب في العثور على طريقة يتمكن من خلالها من جذب انتباه التلاميذ، وعندها وجد الكتاب الذي يحتوي القصص القصيرة والتي كانت بالنسبة له قصص ساحرة، فسارع بشراء الكتاب وأصبح يقص على تلاميذه القصص منه كل يوم، ليشعر الكتاب والريشة والمحبرة بقيمة تعاونهم فيما بينهم.
محمد شاب صغير لديه أصدقاء كثيرون يلعب معهم، وذات يوم ذهب برفقتهم إلى ملعب كرة القدم المجاور لمنزلهم للعب معًا به، ولكنهم لم يتمكنوا من اللعب حين وجدوا حجارة كبيرة الحجم ملقاة أمام الملعب والتي سوف تحول بينهم وبين اللعب، ولكما حاول أحدهم تحريكها يفشل في ذلك، وهو ما جعلهم يفكرون كثيرًا للتوصل إلى حل لهذه المشكلة.
وقد أراد محمد أن يظهر لأصدقائه أنه قوي، وحاول أن يحرك الصخرة بمفرده، فأدرك أن هذه الصخرة لن تتحرك إلا بالتعاون فيما بينهم، وهذه الفكرة لم تأتي إليهم إلا حين رأوا سربًا من النمل يسيرون مع بعضهم، يحملون الطعام على ظهورهم بالرغم من أنه كان ثقيل عليهم.
وخلال طريقهم اعترضتهم حشرة كبيرة تحاول أخذ طعامهم منهم، ولكنها لم تتمكن من النجاح بذلك، حيث منعتها مجموعات النمل الكبيرة من ذلك، فأدرك محمد عندها أنه أخطأ حين قرر أن يبعد الصخرة بمفرده، فنادى على أصدقائه لكي يتعاونون فيما بينهم لإبعاد الصخرة عن المرمى، وعندها نجحوا في ذلك، وهو ما أسعدهم كثيرًا، فقد تعلموا مدى قيمة التعاون وأهميته في الحياة.
ذات يوم كان يوجد اثنين من الرجال يشعرون بالجوع الشديد، ولا يجدون ما يسد جوعهم من الطعام، ولكن الحظ حالفهم أن قابلوا رجل حكيم مُسن، فمنحهما سلتين أحدهما تمتلأ بالأسماك الطازجة، والأخرى يوجد بها صنارة صيد سمك، فقام واحد منهم بأخذ سلة السمك، في حين حصل الآخر على الصنارة، ليذهب كل منهم بطريقه.
وعلى الفور أشعل من حصل على سلة السمك النيران وبدأ في طهي السمك، وقد أكل جميع ما يملك من سمك، وبعد أيام قليلة ومن شدة معاناته من الجوع مات قريبًا من السلة الفارغة من السمك، في حين أن الرجل الآخر مشى في طريقه نحو البحر يتحمل الجوع، ليموت قبل أن يصل إلى البحر من الجوع.
وعلى صعيد آخر كان يوجد رجلان آخران قد أخذا السلتين من الرجل الحكيم العجوز، ولم يذهب كل منهما في طريق بمفرده، ولكنهم قرروا التعاون بأن يتشاركان تناول السمك الذي في السلة حتى يقووا على الجوع، ثم يتجها إلى البحر لصيد المزيد، وقد عملوا مع بعضهم صيادين، وبعد مرور السنوات نجحوا في بناء منزل كل منهم، والتجارة في السمك، والحصول على الربح الوفير.